icon
التغطية الحية

بعد "بوتفليقة".. وفاة الرئيس الجزائري السابق عبد القادر بن صالح

2021.09.22 | 15:19 دمشق

عبد القادر بن صالح
الرئيس الجزائري السابق عبد القادر بن صالح (Sputnik)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

توفي الرئيس الجزائري السابق عبد القادر بن صالح، صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز الـ80 عاماً، وذلك بعد أيام من وفاة الرئيس السابق أيضاً عبد العزيز بوتفليقة.

ونعى مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان الجزائري) رئيسه السابق، قائلاً على صفحته الرسمية في "فيس بوك" بأنه "ينعى وفاة رئيس الدولة ورئيس مجلس الأمة السابق، المجاهد عبد القادر بن صالح".

ومطلع نيسان 2019، تولّى "بن صالح" رئاسة الجزائر مؤقتاً (تطبيقا للمادة 102 من الدستور)، وذلك بعد استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، تحت ضغط حراك شعبي.

وتنص "المادة 102" من الدستور الجزائري، على أن رئيس المجلس يتولّى الرئاسة مؤقتاً لمدة 90 يوما، يجري خلالها تنظيم انتخابات رئاسية لا يترشح فيها.

وفي الـ19 من شهر كانون الأول من العام المنصرم، سلّم "بن صالح" مهام الرئاسة للرئيس الجديد عبد المجيد تبون، بعد فوز الأخير بانتخابات رئاسية جرت في 12 كانون الأول 2020.

وكان مقرّراً أن يعود "بن صالح" بعد تسليم المهام لـ"تبون" إلى رئاسة مجلس الأمة، الذي كان يرأسه منذ عام 2002 (رئيس المجلس يعد بمثابة الرجل الثاني في الدولة)، لكن الرئاسة أعلنت بعدها أنه قرّر الاستقالة من منصبه والانسحاب من الحياة السياسية.

عبد القادر بن صالح

بحسب التقارير الإخبارية فإنّ "بن صالح" وجد نفسه بحكم منصبه السابق على رأس الدولة في أصعب مرحلة سياسية بعد تنحي "بوتفليقة" عن الحكم، في نيسان 2019، وواجه في تلك المرحلة وضعاً سياسياً معقداً، دام 8 أشهر (بين نيسان وكانون الأول 2019)،  امتازت بشارع هائج يطالب برحيل جميع رموز النظام.

ويُعرف عن "بن صالح" أنه "رجل هادئ وكتوم، لا يحب الظهور الإعلامي"، إذ لم يسبق له الظهور في مؤتمر صحفي لدى توليه قيادة الدولة أو مجلس الأمة أو حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، فهو لا يتواصل إلّا عبر خطابات رسمية وبيانات مكتوبة، وخلال قيادته للدولة كان يظهر فقط لإلقاء خطابات للشعب في مناسبات رسمية أو لإعلان قرارات سياسية.

وعقب تسلّم "تبون" السلطة، في 19 كانون الأول 2019، وجّه "شكراً خاصاً لـ(بن صالح) على تحمله مسؤولية قيادة الدولة في ظرف دقيق من تاريخ الأمة"، وفقاً لتعبيره، مضيفاً أنّ "خبرته ساهمت في عمل سياسي منسجم مع قيادة الجيش خلال المرحلة الانتقالية، وكانت جسر عبور آمن نحو غد أفضل".

في المقابل، قال معارضون ونشطاء في حراك الجزائر إنّ "بن صالح لا يملك كاريزما سياسية، وكان يؤدي دوراً دستورياً كواجهة للنظام آنذاك، من أجل عبور المرحلة الانتقالية التي كانت قيادة الجيش الرقم الأهم فيها".

18 سنة إلى جانب "بوتفليقة"

يُعدّ "بن صالح" من أقدم وجوه النظام الجزائري، حيث تولّى رئاسة البرلمان عام 1997، أي قبل وصول "بوتفليقة" إلى الحكم في 1999، وفي منتصف الستينيات، استهل حياته العملية في المجال الصحفي وأصبح مديراً لجريدة "الشعب"، ومراسلاً لجريدتي "المجاهد الأسبوعي" و"الجمهورية" الحكومية.

ثم بدأ حياته السياسية، عام 1977، عندما انتخب نائباً برلمانياً عن ولاية تلمسان غربي الجزائر لـ3 فترات متتالية، وغادر العمل البرلماني منتقلاً إلى السلك الدبلوماسي عندما عُيّن، عام 1989، سفيراً لبلاده لدى السعودية، ثم ناطقاً باسم الخارجية، عام 1993، قبل أن يعود مجدداً لامتهان العمل النيابي؛ إذ ترأس المجلس الانتقالي (برلمان أزمة التسعينيات)، عام 1994.

ولاحقاً، أسّس "بن صالح" برفقة سياسيين آخرين، حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" وتولّى رئاسته، عام 1997، ثم تدرّج في المسؤوليات والمناصب إلى أن وصل لمنصب الرجل الثالث في الدولة، عندما انتخب رئيساً لـ"المجلس الشعبي الوطني" في الفترة من 1997 إلى 2002.

في العام 2001، اشتد الخلاف بين "بوتفليقة" ورئيس مجلس الأمة آنذاك بشير بومعزة، الذي  عُزل من منصبه وعُيّن "بن صالح" خلفاً له، صيف 2002، ومنذ ذلك التاريخ، شغل "بن صالح" منصب الرجل الثاني في الدولة، ولم تتزعزع ثقة رئيس البلاد في شخصه.

وذكرت وكالة "الأناضول" أنّه عقب إصابة "بوتفليقة" بجلطة دماغية، عام 2013، بات "بن صالح" الممثل الشخصي له في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصةً في دورات جامعة الدول العربية.

وقد عُرف "بن صالح" بخطاباته الممجدة لإنجازات "بوتفليقة" وبرنامجه، واشتهر في السنوات الأخيرة بإطلاقه وصف "الأصوات الناعقة" على معارضي "بوتفليقة" والمشكّكين في نزاهة الانتخابات الرئاسية للعام 2014.

وبعد ظهور ثورات الربيع العربي، عام 2011، عُيّن "بن صالح" على رأس هيئة المشاورات الوطنية، تمهيداً لإصلاحات سياسية واقتصادية، وساعد في إصدار جملة من القوانين، عام 2012.

جاءت وفاة عبد القادر بن صالح، بعد أيام فقط من وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن عمر ناهز الـ84 عاماً.