icon
التغطية الحية

بعد أكثر من 10 سنوات على اعتقاله.. شاب سوري يقرر مقاضاة نظام الأسد في أميركا

2023.04.13 | 12:59 دمشق

المعتقل السوري السابق: عبادة المزيك
المعتقل السوري السابق: عبادة المزيك
Channel4- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بعد عودته إلى وطنه لمواصلة دراسته، عاش شاب سوري يحمل الجنسية الأميركية محنة مرعبة عقب اعتقاله في مطار دمشق، إذ احتجز بعد ذلك لثلاثة أسابيع قبل أن يخلى سبيله.

وبعد مرور أكثر من عقد على هذه الحادثة، قرر عبادة المزيك رفع دعوى ضد النظام السوري، ويحدثنا للمرة الأولى عن اعتقاله، ويقول إنه تعرض للضرب والتهديد بالصعق بالكهرباء، كما أجبر على رؤية أقاربه وهم يتعرضون للتعذيب أيضا.

ويضيف المزيك: "نظروا إلى جوازي الأميركي بعدها نظر إلي الضابط وقد تغيرت ملامح وجهه، وأخذ يصرخ في وجهي ويقول: أنت مجرم وجاسوس، بعد ذلك أخذني إلى مركز اعتقال أقاموه في المطار".

تعذيب في سجن المزة 

تمكن مراقبون من الجامعة العربية بعد مرور أسبوع على تلك الحادثة من إطلاق سراح العشرات من المعتقلين السياسيين في سوريا، إلا أن عبادة لم يكن بينهم، إذ نقلوه إلى سجن مطار المزة العسكري، الذي يخضع لإمرة مخابرات القوات الجوية بشكل مباشر.

وعن تلك المرحلة يقول عبادة: "أخذوا يضربونني ويعذبونني، كما علقوني من رقبتي، وكادوا أن يقتلوني قبل أن ينزلوني إلى القبو حيث كانت حفلة الاستقبال بانتظاري، وهناك قاموا بتجريدي من ملابسي، ثم فتشوني، وبعدها أخذوا يضربوني بالسياط ويعذبونني، وبما أن حفلة الاستقبال التي أقاموها لي لم تكن عنيفة كما يجب، لذا فقد أعادوها من أجلي، حيث جعلوني أستلقي ثم رفعوا ساقي، وظلوا يضربونني على قدمي إلى أن تورمتا فلم يعد بوسعي أن أقف عليهما، فكانت تلك حفلة الاستقبال التي أقاموها لي بعد مرور عشرة أيام على اعتقالي ".

اقرأ أيضا: ألمانيا تطلب رسمياً من لبنان تسليم اللواء جميل الحسن 

ولذلك قام عبادة برفع دعوى ضد حكومة النظام السوري أمام المحاكم الأميركية بسبب الأضرار التي سببها الاعتقال له، حيث جاء في لائحة الاتهام ضمن تلك الدعوى بأن مسؤولين سوريين تسببوا بآلام جسدية ونفسية ومعاناة للمدعي وذلك بهدف ترهيبه وإرغامه على تقديم معلومات عن أصدقائه ومعارفه، وصلاتهم بالحكومة الأميركية.

الدعوى تتزامن مع اتهام فرنسا جميل الحسن بارتكاب جرائم حرب

كان جميل الحسن هو من يرأس المخابرات الجوية حينها، وهو اليوم يخضع للعقوبات الأميركية والأوروبية كما أصبح مطلوباً من قبل ألمانيا وفرنسا.

في عام 2014، قام مصور عسكري اسمه الحركي قيصر بتهريب صور مرعبة لأشخاص تعرضوا للتعذيب داخل السجون السورية، فكانت تلك الصور بمثابة دليل يدعم صحة ما ذكره عبادة عما عاناه كثيرون غيره، بينهم ابن عمه.

يصف عبادة التعذيب في سجون النظام بالقول: "إنهم يقومون بتعليق الشخص من يديه مما يسبب آلاماً فظيعة، ولهذا كان السجناء يصرخون صرخات مرعبة، وكنت أشاهد ذلك كل ليلة، كما كان ابن عمي في كل ليلة يتعرض لهذا النوع من التعذيب، لدرجة أني كنت أرى لحم يديه وسط دمائه".

يرى عبادة بأنه مسؤول أمام الآلاف من أبناء الشعب السوري عن مساءلة النظام، سواء من اعتقل منهم أو من ما يزال رهن الاعتقال حتى الآن.

إلا أن بشار الأسد اليوم يخضع لعملية إعادة تأهيل ترأسها روسيا، أكبر حليف له، ويأتي من بعدها بعض الدول العربية التي سبق وأن قدمت التمويل للمعارضة السورية، غير أنها بدأت اليوم تعيد النظر بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، في الوقت الذي اختفى فيه ابن عم عبادة، إلى جانب أكثر من مئة ألف سوري، فلم يعد أي خبر يصل من قبلهم أو يُسمع عنهم.

المصدر: Channel4