icon
التغطية الحية

بشار الأسد حليف "ممتن" لإيران في قلب المنطقة العربية

2023.05.08 | 10:58 دمشق

رئيسي في دمشق
الرئيس الإيراني يلتقي فيصل المقداد في دمشق ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

الامتداد الجغرافي لنفوذ إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن مازال واضحا من خلال ميليشياتها، ولكن طهران تحاول اليوم الاندماج في البنية العسكرية والاقتصادية والسياسية للدول المذكورة لتصبح الحاكم والمسيطر، يبرز ذلك عقب الصلح مع السعودية وإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، الذي يبدو أنه بداية حل لأزمات إيران التي تتقدم في قلب المنطقة العربية.

رئيسي يحصّل ديونه السورية

ظهر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في صورتين لوكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" الأولى محاطا بالمسؤولين وبينهم وزير خارجية النظام فيصل المقداد، والثانية محاطا برجال الدين وخلفه العلم الإيراني، في حين غاب علم النظام عن المشهد، وهو ما تكرر سابقا خلال زيارة بشار الأسد إلى طهران، ولكن أن يختفي علم الدولة المضيفة فهذا له دلالاته السياسية، خاصة أن رئيسي جاء ليحصل ديونه عبر "اتفاقيات" اقتصادية.

واللافت أيضا في المشهد اليوم، أن النظام السوري لم يرحب بقرار وزراء الخارجية العرب، بل اعتبره قرارا يعود بالفائدة على الجامعة العربية ويصب في "مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها"، التي غزاها النظام والميليشيات الإيرانية بالكبتاغون والمخدرات، وكأنه يمّن عليهم بالعودة.

رئيسي
إبراهيم رئيسي مع مسؤولين النظام السوري 

وكالة "بلومبرغ" الأميركية انتقدت قرار عودة النظام إلى الجامعة العربية ورأت أنه يعكس تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأميركية لصالح إيران وبشار الأسد الذي وصفته بـ "المنبوذ الإقليمي"، في حين كررت واشنطن قولها إن "دمشق لا تستحق استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية".

رئيسي
إبراهيم رئيسي في سوريا مع وزير الأوقاف وعلماء من دمشق

في حين قالت صحيفة واشنطن بوست، الأحد، نقلا عن وثيقة استخبارية أميركية إنه يمكن لإيران ووكلائها تسهيل هجمات على القوات الأميركية في سوريا، مؤكدة أن إيران ووكلاءها أخفوا أسلحة ضمن مساعدات إنسانية إلى سوريا بعد الزلزال.

الوثيقة تشير إلى إيران مازالت تعمل بنفس الطريقة ولم تغير سياستها لتكون "ناعمة" في سوريا أو في المنطقة العربية، وهي اليوم مدعومة من الصين، التي تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمحاربة نفوذها في شرق آسيا.

هل أصبحت الجامعة العربية منصة إيرانية روسية؟

من غير المتوقع أن تؤدي العودة إلى جامعة الدول العربية إلى الإفراج السريع عن أموال إعادة الإعمار ورفع العقوبات الأميركية والأوروبية، فحتى اللحظة عودة النظام تأخذ طابعا رمزيا، لأن الدول المطبعة تنتظر مقابلا من بشار الأسد وهي تنفيذ بيان عمّان، ويبدو أن الأردن نفذ تهديده حيث قصفت طائرات يرجح أنها أردنية منطقة داخل الأراضي السورية مستهدفة "معملا للكبتاغون"، وهو ما حذر منه الصفدي الجمعة، إذ هدد بشن عملية عسكرية في الداخل السوري بهدف وقف عمليات تهريب المخدرات، وقال لشبكة سي إن إن، "نحن لا نتعامل مع تهديد المخدرات باستخفاف". ولكن وفق المعلومات الواردة فإن المعمل يعود لتاجر مخدرات محلي، في حين أن الفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله هي المورد الأساسي للكبتاغون. 

وحسبما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فإن عودة النظام لا تعني حل "الأزمة السورية بل على العكس لكنها تسمح (للدول) العربية لأول مرة منذ سنوات بالتواصل مع الحكومة السورية لمناقشة جميع المشاكل". ولكن قد تكون هذه العودة بداية لنفوذ إيراني جديد في الخليج العربي من منصة عربية، ورغم أن أبو الغيط أكد أن إيران لن تدخل الجامعة العربية بعودة النظام، إلا أن الأيام المقبلة ستبيّن حقيقة الأمر خاصة أن بشار الأسد حليف "ممتن" لطهران لأنها ساهمت في بقائه على كرسيه، وهو ذراعها في المنطقة.

وكانت قطر قد أكدت أن موقفها من التطبيع مع "النظام السوري" لم يتغير، وهي تسعى دائماً لدعم ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عائقاً في سبيل ذلك.

وما يزال بعض أعضاء الجامعة المؤثرين يعارضون إعادة النظام، وعلى رأسهم قطر التي لم ترسل وزير خارجيتها إلى اجتماع القاهرة الأحد، وأرسلت 13 دولة من أصل 22 دولة أعضاء في الجامعة وزراء خارجيتها إلى الاجتماع.

تحاول الصين وروسيا في ضوء علاقاتهما الاقتصادية والسياسية إنشاء "منصة" "للمصالحة" بين الدول العربية التي تربطها علاقات سيئة مع إيران والنظام السوري، من أجل دعم توسع الصين إلى دول مثل إيران والخليج العربي. وكان اتفاق التطبيع السعودي الإيراني قد تم بواسطة بكين، وسط مراقبة من الاتحاد الأوروبي وأميركا الذين شهدوا أيضا التطبيع العربي مع النظام "المنبوذ دوليا"، فهل ستتأثر مواقف الغرب عقب ذلك؟