icon
التغطية الحية

بسطات جديدة تنتشر في ساحات العيد بدمشق.. رأسمال صغير وربح مضاعف

2023.04.23 | 08:40 دمشق

انتشرت بسطات جديدة في دمشق خلال العيد
انتشرت بسطات جديدة في دمشق خلال العيد بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المواد
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

انتشرت بشكل كبير بسطات بيع الإندومي في ساحات العيد بدمشق، بمشهد جديد طغى على المأكولات الشعبية التقليدية التي تباع على البسطات في الأعياد كل عام مثل الفول النابت والبليلة والبطاطا المقلية مع الكاتشاب.

ووجد البعض في المهنة الجديدة مصدراً للرزق أرباحه أكثر من ضعف رأس المال، إضافةً إلى أنها لا تحتاج إلى الكثير من المعدات والوقت لإعدادها، حيث يشتري صاحب البسطة علبة الإندومي بـ1500 ليرة سورية فقط، لكنه يبيعها على البسطة للأطفال بكاسات بلاستيكية كل كاسة منها بالكاد تتسع لربع العلبة.

الإندومي بديلاً من الفول و"البليلة"

رأس مال البسطة، طاولة وحافظة مياه ساخنة مع كاسات بلاستيك وملاعق. يقول أبو محمد وهو موظف حكومي اعتاد كل عيد على فتح بسطة لبيع البليلة والفول، إن "رأس مال بسطة الفول والبليلة بات كبيراً لأنه يحتاج كثير من الغاز للسلق والتسخين بينما مردوده قليل، فسعر كيلو الفول والبليلة مرتفع، وقد لا يحصل الطفل بـ1000 ليرة إلا على عدة حبات وبالتالي لن يكون هناك إقبال إضافةً إلى أن هامش الربح قليل".

وأضاف "في بسطة الإندومي، تباع الكاسة بـ1000 ليرة، وعلبة الإندومي تكفي لـ4 كاسات تقريباً، وبذلك يكون مربح العلبة تقريباً 2500 ليرة، بينما تكاليف التحضير تكاد لا تذكر".

يرى أبو محمد أن بيع الأندومي أسهل وأفضل بالنسبة إليه وللأطفال، حيث يحملون الكاسات ويأكلونها أينما يشاؤون بينما كان يضطر الطفل للجلوس وتناول الفول أو البليلة على البسطة، ويضطر هو لغسيل الأواني بعد كل طفل".

عزمي شاب يعمل في محل حياكة، اعتاد في كل عيد على فتح بسطة لبيع البطاطا المقلية للأطفال في صحون صغيرة، لكنه أيضاً اتجه هذا العام إلى مهنة بيع الإندومي، وقال "لن يحصل الطفل إلا على 4 حبات من البطاطا بـ1000 ليرة، فتكلفة إعداد البطاطا المقلية مرتفع كونها تحتاج للغاز والزيت والكاتشاب والملح إضافةً إلى الصحون والشوك، بينما الأندومي تحتاج للماء الساخن فقط والذي نقوم بوضعه ضمن حافظات كي لا نضطر للتسخين مع كل طلب، إضافةً إلى كاسات بلاستيكية صغيرة ورخيصة".

وصلت مرابح بسطة عزمي في اليوم الأول والثاني من بسطة الإندومي إلى 200 ألف ليرة، وهو يفكر حالياً بوضع بسطة بشكل دائم يتنقل بها أمام الحدائق العامة والمنتزهات في الصيف نتيجة ما لمسه من إقبال الأطفال والمرابح التي يحققها.

لماذا انتشرت البسطات في سوريا؟

لا تخضع البسطات لأي رقابة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وأسعارها غير محددة، وقد تراوح فرق سعر الكاسة الواحدة بين ساحة عيد وأخرى في دمشق بين 500 – 1000 ليرة، لكن تبقى هذه البسطات مصدراً للرزق للكثير من الأسر التي تعتبر الأعياد فرصاَ لا تعوض.

اقرأ أيضا: تجار سوريون غاضبون.. "إندومي" حصلت على تمويل بعشرات الملايين ولم تلتزم بالتسعيرة

 

وقبل أيام، أشار الخبير الاقتصادي حسن حزوري في حديث لصحيفة الوطن المقربة من النظام، إلى أن تنامي وسرعة انتشار البسطات في سوريا يعود لأسباب عديدة أهمها تدهور الوضع المعيشي وزيادة الفقر، وعدم كفاية الدخل الرسمي للعاملين بأجر ولاسيما في القطاع الحكومي، وأضاف أن البسطات ترتبط غالباً بمعدل البطالة والفقر بشكل وثيق في أي بلد.

بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة دمشق قيس رمضان لموقع "أثر برس"، إنه "منذ أول يوم من شهر رمضان سمحنا للبسطات بالبقاء وغضينا النظر عنهم باعتبار أن شهر رمضان موسماً بالنسبة لهم؛ ولكن بعد نهاية العطلة سيكون للبسطات ترتيب آخر على اعتبار أنه تم تخصيصها بمكان ونموذج وقياس موحد وأي بسطة مخالفة أو غير نظامية سيتم إزالتها ومصادرة موجوداتها ومعاقبة صاحبها".