icon
التغطية الحية

بسبب الحرارة والتقنين.. سوريون يبيعون أدواتهم الكهربائية لتركيب طاقة شمسية

2023.08.16 | 13:38 دمشق

طاقة شمسية دمشق
ألواح طاقة شمسية على سطح أحد المباني في دمشق (فيس بوك)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

يعاني سكّان العاصمة دمشق من التقنين الجائر للكهرباء الذي يصل إلى 20 ساعة في اليوم، وسط ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة إلى مستويات لم تشهدها المنطقة من قبل.

ويؤكد سكّان دمشق أنّ الطقس الحالي "غير مألوف وغير طبيعي" من ناحية ارتفاع الحرارة وانعدام وسائل التبريد، لعدم قدرة البطاريات على الشحن والصمود في وجه التقنين الجائر.

سوريون يبيعون ذهبهم لشراء طاقة شمسية

الطقس غير المألوف مع زيادة ساعات التقنين، ساهما في زيادة الإقبال على شراء منظومات الطاقة الشمسية الصغيرة، وهذه المرة من شريحة اضطرت إلى بيع كل ما تملك من ذهب أو إنفاق كل مدخراتها، أو بيع بعض أغراض أساسية للمنزل، لـ شراء منظومة يمكنها شحن البطاريات وتشغيل المراوح على الأقل.

رابعة - سيدة مقيمة في دمشق - تقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنّها اضطرت أن تبيع كل ما تملك من ذهب (خاتم زواجها وسوارين وطوق وحلق)، من أجل شراء طاقة شمسية ولوزامها: (بطارية 100 أمبير، لوح طاقة شمسية 180 واط، منظّم شحن شمسي، محوّل وكابلات وقاعدة حديد).

ودفعت رابعة وزوجها 7.5 ملايين ليرة سوريّة ثمن التجهيزات مع أجرة التركيب، لينعما مع طفلتهما بهواء المروحة وإنارة فقط لا غير، مشيرةً إلى ندمها على بيع ذهبها ولكن قالت: "أجبرونا على ذلك ولا حول لنا ولا قوة".

"أبو صفوان" أيضاً باع ليرتين من الذهب سبق أن ادخرهما للأوقات الصعبة، ويقول "ركّبت منظومة صغيرة لتشغيل الإنارة والمراوح، لكني حالياً على الحديدة كما يُقال، لا أملك قرشاً واحداً للأزمات، فإذا تعرّضت أنا أو أحد أفراد عائلتي لمكروه، فقد لا أستطيع تأمين أجرة مشفى وأدوية".

كذلك "وسام" يستأجر غرفة وصالة في أحد الأقبية بمدينة جرمانا، لا يملك ثمن منظومة طاقة شمسية صغيرة، وليس لديه منفذ للشمس في بيته، لكنه وجد حلاً بنحو نصف مليون ليرة سوريّة على حدِّ قوله: "استدنت المبلغ من أخي واشتريت لوحاً متحركاً صغيراً 4 أمبير، أخرجه صباحاً إلى خارج المنزل وأصله مباشرةً مع المروحة والليدات وأعيده عدما تغيب الشمس، وهذا الإجراء البسيط سمح لي بالحصول على الهواء والضوء طالما هناك شمس من دون أن أستهلك بطارية المنزل".

بيع الأدوات الكهربائية الخاصة بالمنزل

"أبو العز" من سكّان مخيم جرمانا، باع غسالته الأوتوماتيكية لأنّه بالكاد يستخدمها واشترى بديلاً عنها غسالة بحوضين، وباع برّاده الكبير واشترى براداً أصغر لتوفير للطاقة، وصرف جميع مدخراته واستدان مليون ليرة سوريّة ليشتري منظومة طاقة شمسية تؤمّن له الإنارة وبعض البرودة وشحن البطاريات.

يقول "أبو العز" لـ موقع تلفزيون سوريا: "مجبرٌ أخاك لا بطل، باتت الطاقة الشمسية اليوم ضرورة وليست رفاهية، خلال اليومين الماضيين كان ابني يبكي بشكل هستيري ليلاً يريد أن ينام وأنا أقف عاجزاً أمامه لا أستطيع تشغيل مروحة صغيرة ولا إنارة جيدة".

سوق الطاقة الشمسية

كثيرون من الباعة في سوق الكهربائيات بدمشق، قالوا إنّ الإقبال على شراء منظومات الطاقة الشمسية الصغيرة زاد خلال الفترة الأخيرة، كما أنّ أجهزة تنظيم الشحن الشمسي تعدّ الأكثر طلباً وتؤمّن شحناً للبطاريات من الشمس مباشرةً ويمكن حينئذ تشغيل المراوح والإنارة من البطارية مباشرة عبر التمديد بنظام "12 فولت" أو عبر شراء "إنفيرتر" (محوّل) صغير.

ويبدأ سعر منظم الشحن الشمسي من مليون ليرة سوريّة إلى 1.5 مليون ليرة، بحسب نظام شحنه المعتمد "PWM" أو "MPPT" والأخير هو الأفضل، وفق البائعين.

وعن الأسعار في سوق الكهربائيات بدمشق، فإنّ سعر لوح الطاقة الشمسية "180 واط" يبدأ من 850 ألف ليرة ويزيد إلى 1.5 مليون ليرة بحسب النوع والجودة، واللوح "550 واط" من 2.4 مليون ليرة إلى 2.8 مليون، ويبدأ سعر "الإنفيرتر الشمسي (1000 واط) المغلق" من 2.5 مليون ليرة سوريّة، والـ1200 واط مفتوح بـ3.5 ملايين ليرة، وترتفع الأسعار بارتفاع القدرة والنوع.

أما سعر البطارية الـ100 أمبير الأنبوبية الهندية فيبدأ من 2.2 مليون ليرة سوريّة وصولاً إلى 2.8 مليون بحسب النوع والجودة، بينما تبدأ البطاريات الـ200 أمبير من 4.4 ملايين ليرة، في حين يبدأ سعر البطارية الـ100 أمبير العمانية من 1.8 مليون ليرة.

يشار إلى أنّ أسعار ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها قابل للزيادة في أي لحظة، وقد ترتفع أو تنخفض في اليوم أكثر من مرة، فهي مرتبطة بسعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي بشكل مباشر.