icon
التغطية الحية

"فني تركيب".. مهنة جديدة تنتشر صيفاً في دمشق

2023.07.15 | 21:13 دمشق

"فني تركيب".. مهنة جديدة تنتشر صيفاً في دمشق
"فني تركيب".. مهنة جديدة تنتشر صيفاً في دمشق
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

مع ارتفاع درجات الحرارة، غاب التيار الكهربائي عن العاصمة دمشق، حيث تراوحت ساعات الوصل بين نصف ساعة أو 45 دقيقة كل ست أو سبع ساعات، ما دفع كثيرا من المواطنين إلى رمي مؤونتهم في القمامة في وقت مبكر من هذا العام.

لا توجد أي مبررات مقنعة من حكومة النظام فيما يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي بهذا الشكل، حتى أن عطلة عيد الأضحى التي تغلق فيها الشركات والأسواق والمدن الصناعية أبوابها، لم تشفع لسكان العاصمة، حيث بقي التقنين على حاله وكأن شيئاً لم يكن.

 أحاديث الشارع السوري تدور حول عودة الضغط الممنهج من قبل الحكومة على المواطنين لدفعهم نحو تركيب منظومة الطاقة الشمسية لبيع ما تم استيراده من ألواح وبطاريات، ودفع أصحاب الفعاليات التجارية والأسواق للعمل بنظام الأمبيرات بعد الحصول على ترخيص.

انتعاش منظومات الطاقة الشمسية الصغيرة

انتعش مؤخراً وبشكل واضح سوق الطاقة الشمسية وخاصة للمنظومات الصغيرة التي يتم تركيبها لشحن البطارية فقط بكلفة لا تتجاوز الـ7 ملايين ليرة سورية متضمنة سعر بطارية جديدة، أو لتشغيل البراد (الانفيرتر) مع الإنارة والشحن بتكلفة تصل إلى 10 ملايين ليرة. ومع انتعاش الإقبال على تركيب منظومات الطاقة الشمسية، ازداد عدد الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم على أنهم فنيو تركيب حتى باتت القضية "شغلة ياللي ماله شغلة" بحسب مهندس الكهرباء فراس (اسم مستعار).

 يقول فراس لموقع تلفزيون سوريا إنه خضع لدورة في المركز الوطني لبحوث الطاقة حول أنظمة الطاقة الشمسية هو وجميع المهندسين ضمن اختصاصه المنتسبين للنقابة، مشيراً إلى أن "تركيب المنظومات علم وبحاجة حسابات وتقديرات بدءاً من استطاعة الألواح ومكان تركيبها وميلانها وعددها ونوع وقياس كابلات التمديد والانفيرتر والبطارية وصولاً إلى التمديدات داخل المنزل، لكن هناك من يستسهل ذلك ويقدم نفسه على أنه فني للحصول على عمل وتحقيق أرباح على حساب خسارة المواطنين لأموالهم في أنظمة لا تفي بالغرض".

يشير فراس إلى أن الأخطاء في تركيب منظومات الطاقة كبيرة جداً نتيجة الاعتماد على غير المختصين الذين دخلوا المهنة خلال سنة أو أشهر، حيث "تصلنا الكثير من الشكاوى يومياً حول تلك الأخطاء التي تؤدي بالنهاية إلى تلف البطارية أو الانفيرتر أو عدم الاستفادة القصوى من المنظومة، وقد يتطلب الأمر الفك وإعادة التركيب من جديد أو شراء ألواح جديدة."

خسائر نتيجة عدم الخبرة

فؤاد يعمل موزع مواد غذائية، ضاق ذرعاً من انقطاع التيار الكهربائي فاتجه لتركيب لوح باستطاعة 545 واط مع منظم شحن شمسي وبطارية 100 أمبير. يقول "اضطريت لاستدانة أكثر من 2 مليون ليرة، وبعت بعض الذهب من حلي زوجتي حتى استطعت تركيب المنظومة، لكن خطأي كان بالاستعانة بأحد (الكهربجية) في الحي لتركيبها".

يعاني فؤاد حالياً من فشل المنظومة وعدم قدرتها على تأمين الشحن اللازم لأكثر من 3 ساعات خلال النهار فقط، مشيراً إلى أنه راجع أحد المهندسين الذي أكد له بأن زاوية اللوح ووجهته غير مدروسة نهائياً وهو حالياً بحاجة لفك اللوح والقاعدة وإعادة توجيههما وتركيبهما من جديد إضافةً إلى شراء كبل أعرض من الموجود علماً أن طوله يزيد عن 15 متراً، ما يعني دفع نحو نصف مليون ليرة".

تنتشر في العشوائيات بدمشق، إعلانات عن وجود ورش لتركيب منظومات الطاقة الشمسية، إضافةً إلى إعلانات عبر فيسبوك، دون أن تقدم هذه الورش أي أدلة على درايتها وخبرتها بهذا المجال. يقول محمد وهو صاحب بقالية في برزة، إن أحد جيرانه الذي كان يعمل في طلاء المنازل، وضع على واجهة محله ورقة إعلان مع رقمه بأنه بات يعمل بتركيب منظومات الطاقة الشمسية بشكل مفاجئ، علماً أنه لا يملك خبرة بذلك".

سوق عشوائي غير مضبوط

التركيب غير العلمي للمنظومة، وعدم احتساب الأحمال وما يقابلها من ألواح لازمة واختيار "انفيرتر" غير متوافق وبطارية غير مناسبة من قبل غير المختصين، بالإضافة إلى انتشار نوعيات سيئة ومغشوشة سواء من الألواح أو البطاريات في الأسواق زادت من المشكلة وجعلت سوق الطاقة الشمسية يعاني من عشوائية كبيرة وعدم ضبط، وجعلت الناس عرضةً لخسارة ملايين الليرات، بحسب فؤاد.

ينجذب الأشخاص غير المختصين للعمل بتركيب منظومات الطاقة الشمسية بسبب وجود باب واسع للربح، سواء من خلال شراء بضائع رخيصة للزبائن وبيعها بأسعار مرتفعة، إضافةً إلى تحقيق مردود مالي يتجاوز الـ1 مليون ليرة تقسم بين أجرة من يقوم بالتركيب والتوصيل وأجرة الحداد، وكلما كانت المنظومة أكبر يزيد هامش الأرباح أكثر.

ينصح فؤاد بأن لا يضيع الناس أموالهم في تركيب منظومة غير مدروسة وعبر غير مختصين، فالمهندسون وفقاً لحديثه، يقومون بالإشراف على عمل من يقوم بالتمديد من لحظة قياس استهلاك الأدوات الكهربائية في المنزل بدقة وتحديد الاستطاعة اللازمة لتشغيل ما يرغب به الزبون، ثم شراء المستلزمات والتركيب والتمديد الداخلي في المنزل. وأجرة المهندس مهما ارتفعت فهي توفر على صاحب المنظومة الخسائر اللاحقة بحسب فؤاد.