icon
التغطية الحية

النظام السوري يناور لعرقلة الاجتماع الرباعي في موسكو وأنقرة تصر عليه

2023.03.14 | 09:37 دمشق

وزارء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري (إنترنت)
وزارء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري (إنترنت)
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

تتواصل الجهود الروسية لعقد الاجتماع الرباعي بين تركيا وإيران والنظام السوري وروسيا لدفع عملية التطبيع بين النظام وأنقرة.

وقابلت التحضيرات الروسية محاولات حثيثة من النظام السوري لعرقلة الاجتماع؛ عبر طلب مجموعة من الضمانات من الأطراف الفاعلة قبل الجلوس على طاولة واحدة، والتأكيد على تعليق الحضور حتى تحقيق الضمانات وعلى رأسها جدولة سحب القوات التركية من شمال سوريا، بينما تجاوزت أنقرة تحفظات النظام معلنة موعد الاجتماع.

وكانت وسائل إعلام روسية رسمية تحدثت في 26 شباط الماضي، عن التحضير لاجتماع يضم كلاً من وزراء خارجية تركيا والنظام السوري وإيران بالإضافة إلى روسيا، من دون أن يحدد زمان الاجتماع والتفاصيل المتعلقة به.

وعاد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ليؤكد في 7 آذار استمرار التحضير لاجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري، واصفاً التحضيرات بأنها تجري "بحذر وتكتم".

وفي تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية، قال بوغدانوف إنه "يجري العمل على ترتيب متكتم وهادئ لاجتماع يضم وزراء الخارجية"، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على عدم الكشف عن التفاصيل في الوقت الحالي".

الإعلان عن الاجتماعات في مؤتمر جاويش أوغلو - عبد اللهيان

وفي 8 آذار الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن الاجتماع الرباعي الذي يجري التحضير له في موسكو بين تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالعاصمة أنقرة: "نخطط لعقد الاجتماع بصيغة رباعية، وقد عرض الروس عقد اجتماع فني الأسبوع القادم من أجل التحضير لاجتماع وزراء الخارجية المحتمل".

كما أبلغ وزير الخارجية التركي نظيره الإيراني بعدم وجود أي مانع أمام انضمام إيران إلى المحادثات، مشيراً إلى أن "مسار أستانا يعد الآلية الوحيدة الصامدة بشأن سوريا".

عبد اللهيان يصل إلى دمشق

وبعد المؤتمر الصحفي المشترك، غادر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان العاصمة أنقرة متوجهاً إلى اللاذقية حيث تجول في المناطق المتضررة بالزلزال ليتوجه بعد ذلك إلى العاصمة دمشق للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بهدف مناقشة "الملفات ذات الاهتمام المشترك" وانضمام إيران إلى الاجتماع المزمع عقده في موسكو.

رئيس النظام السوري بشار الأسد بدوره، رحّب بدخول إيران كطرف في المباحثات مع الجانب التركي متحدثاً عن "ضرورة وجود تحضير جيد (للاجتماعات) يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة"، زاعماً أنّ "مصالح الشعب السوري هي الأساس في أي خطوات سياسية تنتهجها الدولة وأن نتائج تلك الخطوات يجب أن تحقق مصلحة الشعب السوري"، التصريحات  عقب عليها وزير الخارجية الإيراني بالقول إن بلاده ستدعم مواقف النظام في الاجتماعات الرباعية، وفقاً لوكالة أنباء النظام سانا.

روسيا تنتظر رد النظام وإيران

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن بلاده "تود عقد اجتماع رباعي الأطراف على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو الأسبوع المقبل، لكن حتى الآن لم يكن هناك أي رد من سوريا وإيران"، مؤكداً أن روسيا أرسلت الدعوات إلى جميع الأطراف المعنية لكن بعض الردود لم تصل بعد.

وأضاف بوغدانوف: "اتفقنا مع نظرائنا الأتراك، لكن ننتظر إجابات من السوريين والإيرانيين ما إذا كان هذا مناسباً لهم".

وبعد ساعات قليلة، أعلنت إيران على لسان سفيرها في العاصمة الروسية موسكو كاظم جلالي أن طهران ستشارك في الاجتماع المقرر وذلك في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية.

النظام يرفض الحضور من دون حصوله على ضمانات

على الجانب الآخر، فقد ردّ النظام السوري، صباح الإثنين، على الدعوة الروسية بأنه لن يحضر الاجتماعات ويرغب في تأجيلها حتى حصوله على ضمانات من تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية قبل عقد أي لقاء سياسي يجمعه مع أنقرة على طاولة مباحثات واحدة، وذلك  بحسب ما أوردته صحيفة الوطن المقربة من النظام نقلاً عن "مصادر متابعة".

تركيا تصرّ على عقد الاجتماع

لكن مصادر دبلوماسية تركية أكدت، الإثنين، أن العاصمة الروسية موسكو ستستضيف يومي 15 و16 مارس/ آذار الحالي، اجتماعًا حول سوريا بين نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية التركي براق أقتشابار سيترأس الوفد التركي في الاجتماع.

بينما يحضر الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف على رأس وفد بلاده، في حين يمثل إيران مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية علي أصغر حجي، وبمشاركة نائب وزير خارجية النظام السوري أيمن سوسان.

وقالت المصادر الدبلوماسية التركية إن الاجتماع يعد بمثابة "جس نبض" من أجل اللقاء بين وزراء خارجية الدول الأربعة، على أن يتبادل المجتمعون وجهات النظر حول الأجندة ومجالات التعاون التي من الممكن تناولها خلال لقاء الوزراء، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.

الأولويات التركية في الاجتماع

وعن الأولويات التركية في الاجتماع الرباعي، أوضحت المصادر الدبلوماسية ذاتها أن الأولوية الرئيسية للاجتماع، ستكون الوقوف في وجه الأجندة الانفصالية والجماعات التي تهدد سلامة أراضي سوريا، وزيادة التعاون في مكافحة الإرهاب في هذا الإطار، يليها إحياء وتسريع عملية سياسية قابلة للتطبيق ومستدامة يقودها السوريون أنفسهم، ومواصلة مفاوضات اللجنة الدستورية السورية من أجل ذلك.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن تركيا "أكدت منذ البداية على وحدة أراضي سوريا ودافعت عن ذلك بقوة في جميع المنابر وعلى جميع المستويات"، مطالبة جميع الأطراف بـ "تقديم ما بوسعها من مساهمة للتوصل إلى حل سياسي في أسرع وقت ممكن. كما يتعين على جميع الأطراف أن تعي بوضوح حقيقة أن جلوس تركيا إلى الطاولة هو فرصة بالنسبة للجميع".

ولفتت المصادر إلى استمرار تركيا في اطلاع المعارضة السورية والتشاور معها سواء فيما يخص اللقاءات الثلاثية مع روسيا ومسؤولي النظام أو الاجتماع الرباعي.

وأضافت المصادر : "دعمنا للمعارضة والشعب السوري وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 أمر معلوم، وقلنا مرارًا، وسنواصل القول إن تركيا ضامنة للمعارضة السورية ولن تتحرك ضد حقوقها".

وبحسب المصادر الدبلوماسية التركية أيضاً، فإن موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، سيشكل أحد بنود نقاش الاجتماع الرباعي.

ومن المقرر أن تجدد تركيا خلال الاجتماع الرباعي، تأكيدها على ضرورة تسهيل عودة اللاجئين السوريين في دول الجوار، إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا، بما يتناسب مع القانون الدولي وحقوق الإنسان، وفق المصادر.

وذكرت المصادر أن تركيا تدعو إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم2254، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وإعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الحرب الداخلية.

وأوضحت أن أنقرة تؤكد على ضرورة تأمين الظروف الملائمة لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة، تشارك فيها الجالية السورية أيضاً، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن المصادر.

تبع ذلك تأكيدات من وسائل إعلام روسية رسمية عن موعد اللقاء، أعقبه بيان من وزارة الخارجية الإيرانية، عن مباحثات هاتفية جرت مساء أمس الاثنين بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تبادلا فيها الآراء بشأن عقد الاجتماع.

النظام يلتزم الصمت

إلا أن النظام السوري لم يصدر بعد الإعلان التركي عن الاجتماع أي رد رسمي، سوى أنباء نقلتها صحيفة الوطن المقربة من النظام جاء فيها أن "المداولات لا تزال قائمة ومستمرة وجدية للوصول إلى عقد الاجتماع".
وقالت الصحيفة إن موافقة النظام مشروطة بالوصول إلى نتائج إيجابية في المداولات  المذكورة آنفا، لافتة إلى أن إعلان الجانب التركي جدول انسحاب من الأراضي السورية يأتي في قائمة الأولويات للنظام لحضور الاجتماع.