icon
التغطية الحية

المملكة المتحدة تحذر من سرقة النظام السوري لمساعدات الزلزال

2023.02.17 | 13:49 دمشق

مساعدات سعودية في مطار حلب الدولي ـ رويترز
عناصر من قوات النظام يتسلمون مساعدات سعودية لمنكوبي الزلزال في مطار حلب الدولي ـ رويترز
Express - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

حذرت المملكة المتحدة من مغبة إرسال مساعدات دولية إلى سوريا لأنها يمكن أن تصل إلى الأيدي الخطأ، وذلك بعدما وافق رئيس النظام بشار الأسد على فتح معبرين جديدين مع تركيا إلى شمال غربي سوريا.

واتهم المجتمع الدولي بتجاهل شمال غربي سوريا بعد مرور أسبوعين على الزلزالين المدمرين اللذين قتلا أكثر من 5700 شخص في معظم سوريا، مع عدم وصول سوى النزر اليسير من المساعدات إلى هناك. بيد أن الأمم المتحدة رضخت للضغط وسمحت بإرسال المزيد من المساعدات والمعدات الثقيلة إلى سوريا وسط انتقادات لاذعة وجهها لها مدير منظمة الخوذ البيضاء الذي ذكر بأن تلك الخطوة ستسمح للأسد بتحقيق مكسب سياسي على حد تعبيره.

وقد سبق أن حذر خبراء في النزاع السوري وعاملون في مجال الإغاثة من سجل الأسد الحافل بالفساد والذي يمكن أن يعيد نفسه، مما سيترك أكثر من 20 مليون سوري بلا مساعدات أساسية تعينهم على أمور العيش في ظل هذه الكارثة الجديدة.

الكل يسرقون بنسب متفاوتة

ذكر آرون لوند وهو خبير بالشأن السوري وعضو في مؤسسة سينشري بأن: "الحكومة السورية استغلت تدفق المساعدات إلى سوريا وتلاعبت بها غير مرة في السابق، ثم إن نسبة من المساعدات لابد أن تذهب سدى بسبب الفساد، كما أن نظام الأسد ليس العنصر الفاعل الوحيد الذي يفعل ذلك في سوريا، فالجميع يمارسون الأمر نفسه ولكن بدرجات متفاوتة، ولكن بما أن الحكومة السورية حكومة معترف بها دولياً وذات سيادة، لذا فإنها تتمتع بنفوذ وسلطة على عمليات الإغاثة الأممية".

يخشى لوند أيضاً من عدم وصول المساعدات الإنسانية التي سترسلها الأمم المتحدة إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، إلى ضحايا الزلزال، فقد قتل بالزلزال 2166 شخصاً في تلك المنطقة بحسب ما أوردته منظمة الخوذ البيضاء المتخصصة بعمليات الإنقاذ، في حين أعلنت وزارة الصحة لدى النظام عن مقتل 1414 شخصاً بسبب الزلزال.

تسيطر هيئة تحرير الشام، على أجزاء من تلك المنطقة وتمثل مشكلة أكبر برأي لوند، ويشرح ذلك بقوله: "لا يمكن لحكومة النظام أن تمس المساعدات التي يتم تسليمها عبر هذين المعبرين الجديدين إلى مناطق الثوار في شمال غربي سوريا، وذلك لأنها تمر من تركيا مباشرة إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة تركياً، بيد أن الثوار المحليين من أهالي تلك المناطق يمثلون مشكلة أكبر، إلى جانب مشكلة انعدام الأمن العام هناك وانتشار الجريمة المنظمة".

تسييس المساعدات إلى سوريا

وأعرب عاملون في مجال الإغاثة على الأرض عن قلقهم حيال تسليم المساعدات إلى سوريا عقب وقوع زلزالين مدمرين فيها، ووصفوا الوضع الراهن بأنه أشبه بكابوس.

وحول ذلك يعلق الدكتور إيلان كيلمان أستاذ الكوارث والصحة لدى جامعة كوليدج لندن فيقول: "إن العاملين في مجال الإغاثة إلى جانب العاملين لدى الأمم المتحدة أصبحوا عالقين في وضع صعب فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة لسوريا بسبب الزلزال".

ويضيف: "منذ عام 1971، حُكمت سوريا من قبل أب ثم ابن مارسا الحكم الديكتاتوري الشمولي ودمرا البلد.. ولذلك يمكن سرقة المساعدات بسهولة من المناطق التي ضربها الزلزال من قبل أي جماعة، كما يمكن أن يسيء البعض استخدامها.. بيد أن عدم تقديم المساعدات الإنسانية تحول إلى قسوة وعدم اكتراث، وهذا مفهوم، غير أن تلك العملية تطيل أمد حالة تسييس المساعدات في وقت بات فيه البشر بأمس الحاجة إليها لتدبير أمورهم الحياتية بصورة يومية. لذا في حال وصول بعض المساعدات لأشد الناس احتياجاً لها، عندها يمكن لذلك أن يحدث تغييراً إيجابياً كبيراً".

تشير أصابع الاتهام للنظام في سوريا بتسييس المساعدات وذلك بعدما أعلن مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، بأنه ينبغي لبلاده أن تكون هي المسؤولة عن تسليم المساعدات كلها في سوريا، بحيث يشمل ذلك المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام.

إلا أن محمد عبد الخالق، وهو متطوع لدى منظمة الخوذ البيضاء، يحذر من مغبة ذلك، إذ يقول: "لابد أن يسرق النظام السوري المساعدات، وهكذا لن يصل شيء من المساعدات الإنسانية للناس وللمتضررين بسبب نظام إرهابي مجرم سيعطي تلك المساعدات لجنوده ومرتزقته، دون أن يصل للمتضررين أي شيء منها".

اقرأ أيضا: ميليشيا موالية لإيران تسرق تبرعات الأهالي بريف دمشق لضحايا الزلزال 

وهكذا، ولمنع وصل المساعدات إلى النظام السوري في دمشق، نجحت الأمم المتحدة في التفاوض على معبرين جديدين يسمحان بتسليم المساعدات الإنسانية من تركيا إلى سوريا دون تدخل بشار الأسد.

يذكر أن أكثر من 100 شاحنة تحمل مساعدات أممية تضم خيماً وأجهزة تدفئة ومعدات لفحص الإصابة بالكوليرا قد عبرت إلى شمال غربي سوريا منذ وقوع الزلزالين اللذين قتلا 4400 شخص في مناطق المعارضة، و5800 شخص في عموم سوريا بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

بيد أن حصيلة الموتى في سوريا وجارتها تركيا قد شارفت على 42 ألف قتيل، ما دفع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، لوصف الزلزالين اللذين ضربا جنوب شرقي تركيا بأنهما: "أعتى كارثة طبيعية مرت على مناطق التحالف" منذ تأسيسه في عام 1949.

المصدر: Express