icon
التغطية الحية

المعارضة التركية و"العودة المشرفة".. كيف يدير تحالف الستة ملف اللاجئين السوريين؟

2022.12.26 | 18:08 دمشق

تحالف الستة (الطاولة السداسية)
تحالف الستة (الطاولة السداسية)
إسطنبول - حمزة خضر
+A
حجم الخط
-A

تعقد المعارضة التركية اجتماعات دورية لمناقشة القضايا العالقة في الفترة التي تسبق موعد الانتخابات التركية، وعلى رأسها تحديد مرشحها المستقبلي الذي سيواجه الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، بينما يليها في الأهمية قضية اللاجئين السوريين التي تحتل حيزاً كبيراً من أجندة السياسيين الأتراك، سواء في الحكومة الحالية أو المعارضة.

وفي هذا الصدد، يجري زعيم حزب المستقبل (Gelecek Parti) أحمد داود أوغلو، جولة على زعماء الأحزاب السياسية المعارضة المنضوية تحت سقف تحالف الستة (الطاولة السداسية) بهدف التوصل إلى رؤية محددة لتقديم "وثيقة النهج الأساسي" لحل القضايا العالقة بين جميع الأطراف، وذلك قبل الاجتماع المقرر عقده في 5 كانون الثاني من العام المقبل. 

وبحسب تقارير إعلامية تركية، تعد مسألة اللاجئين السوريين من بين أكثر القضايا المثيرة للجدل لدى الأطراف المعارضة التركية، وهو ما دفع تحالف الستة لتشكيل لجنة مشتركة لمناقشة سياسات الهجرة، تمثل الأحزاب التركية المعارضة ضمن تحالف الستة، إلا أن هذه اللجنة أُلغيت بعد عقدها ثلاثة اجتماعات فشلت فيها على إيجاد رؤية موحدة حول مسألة اللاجئين السوريين.

غاية واحدة.. وسائل مختلفة

ويشير تقرير نشره موقع (SERBESTİYET) عن أن حزب المستقبل في إحدى الاجتماعات الخاصة بلجنة "سياسة الهجرة" أراد إضافة عبارة "عودة مشرفة وإنسانية" إلى النص المشترك حول توصيف مسألة اللاجئين السوريين، إلا أن إيلاي أكسوي ممثلة الحزب الديمقراطي (DP)، والمعروفة بمناهضتها للاجئين السوريين، عارضت بقوة إضافة هذه العبارة، الأمر الذي أفشل محاولات المعارضة للوصول إلى خارطة طريق محددة لعودة اللاجئين السوريين.

وتظهر هذه المعطيات وجود خلاف بين الأطراف المعارضة حول مسألة اللاجئين، وهو ما يمكن تفرقته بين الرؤية المعلنة للأطراف، إذ يرى حزب المستقبل بأن حل مسألة اللاجئين السوريين في تركيا يجب أن تحل وفق خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، والتي تشجع اللاجئين للعودة إلى بلدهم، والتي يمكن تطبيقها عبر عدة خطوات من بينها إقامة علاقات سياسية واجتماعية مع النظام السوري.

وفي حين يظهر للوهلة الأولى بأن الحوار مع "النظام السوري" هو مطلب مشترك لكلِ من "داود أوغلو" و"أكسوي" إلا أن العودة المشروطة بضمان سلامة "الراغبين" بالعودة من قبل الفاعلين الإقليميين لمنع ممارسة النظام ضدهم هو ما يجعل خطة "داود أوغلو" مختلفة بالطريقة مع "أكسوي" التي تدعو إلى إعادة السوريين بالحوار مع النظام السوري دونما ضمانات تحمي سلامتهم، وهو ما أكدته "أكسوي" في رفضها بند "العودة المشرفة".

مسارات أحادية

في تقرير نشره "DW" حول اجتماعات لجنة "سياسة الهجرة" التابعة لتحالف الستة (الطاولة السداسية) أوصت "أكسوي" بضرورة إجراء حوار مع النظام السوري، مدعية بأن أطراف المعارضة كلها متفقة على ضرورة "التوصل إلى حل وسط مع الجمهورية العربية السورية" وهو ما نفاه حزب المستقبل، مشيراً إلى أن الأحزاب ما تزال في مرحلة التشاور، ولم يتم التوصل بعد إلى اتفاق حول المسألة.

في المقابل، تحاول "أكسوي" الدفع نحو التقارب مع "النظام السوري" بشكل أحادي بعيداً عن تحالف الستة، والتي أظهرت ذلك من خلال زيارتها الأخيرة برفقة وفد من حزبها إلى علي عبد الكريم سفير النظام في بيروت.

يمكن القول إن مسألة اللاجئين السوريين في تركيا ما تزال على رأس جدول الأعمال لدى الساسة الأتراك، إلا أنها ما تزال الطرق نحو حلها غير واضح المعالم، وذلك بسبب اختلاف توجهات الأحزاب المنضوية تحت طالة تحالف الستة، والتي تعتبر أكبر تجمع للمعارضة فشل - إلى الآن - في اختيار مرشحه.