icon
التغطية الحية

الكارثة المعيشية في سوريا بالأرقام وفق تقرير مجلس الأمن لعام 2022

2023.01.09 | 12:27 دمشق

مدينة إدلب شمال غربي سوريا (أ ف ب)
مدينة إدلب شمال غربي سوريا (أ ف ب)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أصدر مجلس الأمن الدولي تقريراً خاصاً حول الاحتياجات الإنسانية في سوريا، أمس الأحد، جاء فيه أن 14 مليون و600 ألف إنسان كانوا بحاجة لمساعدات إنسانية في البلاد عام 2022، مع وجود توقعات ترجح ارتفاع هذا الرقم إلى 15 مليون و300 ألف إنسان في عام 2023.

وقال التقرير، إن سوريا تشكل واحدة من أشد حالات الطوارئ الإنسانية تعقيداً على كوكب الأرض، إذ لا تزال البلاد وبعد 11 عاماً من الصراع تضم أكبر عدد من النازحين في العالم، وتشكل كذلك منبعاً لواحدة من أكبر أزمات اللجوء في العالم.

وقيّم التقرير الاحتياجات الإنسانية للعام الجاري، اعتماداً على مقابلات مع 34 ألف و65 عائلة في جميع أنحاء سوريا، أجريت في شهري تموز وآب من العام 2022، اتضح من خلالها أن 85 بالمئة من هذه الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، وهي زيادة بنسبة 76 بالمئة مقارنة بتقييم الاحتياجات في العام الماضي، وارتفعت هذه النسبة لدى العائلات التي تعيلها نساء، حيث أفادت 9 من كل 10 أسر بأنها غير قادرة على تلبية احتياجاتها الرئيسية.

معظم العائلات لا تحصل على غذاء كافٍ

وأثرت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة على جميع أنحاء البلاد، وخاصة في محافظات الحسكة والقنيطرة ودرعا وطرطوس والسويداء، وبحسب إفادات الأسر التي أجريت معها المقابلات فإن الغذاء والمساعدة في كسب العيش وتوفير الكهرباء هي من بين أهم الاحتياجات التي لا تتم تلبيتها.

وأفادت 59 بالمئة من العائلات بأنها غير قادرة على تأمين الغذاء الكافي، وقالت 71 بالمئة من الأسر التي تعيلها نساء، و58 بالمئة من الأسر التي يعيلها رجال، إن الغذاء حاجة غير ملباة.

وأشارت نصف العائلات التي شملها التقرير إلى حاجتها للمواد غير الغذائية مثل الأغطية والملابس ومواد التصحاح والوقود واللوازم المدرسية، كما بلغت نسبة العائلات التي تفتقر إلى فرص لكسب العيش 45 بالمئة، وأبلغ 9 بالمئة من الأسر عن احتياجات غير ملباة تتعلق بالإعاقة.

فجوة الدخل والإنفاق

ورصد التقرير فجوة متزايدة بين الدخل والإنفاق بنسبة 60 بالمئة، فبحلول آب 2022، تجاوز متوسط إنفاق الأسرة 844 ألف و499 ليرة سورية، في حين كان متوسط دخل الأسرة 533 ألف و514 ليرة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالعام 2021 الذي سجل فجوة بنسبة 49 بالمئة، والعام 2020 الذي سجل فجوة بنسبة 20 بالمئة.

وأبلغ السكان في القنيطرة وريف دمشق ودرعا والسويداء، عن أعلى عجز في الدخل، إذ تزيد الفجوة عن 100 بالمئة من متوسط الدخل، وتتأثر الأسر التي تعيلها نساء أو رجل مع حالة إعاقة بشكل خاص.

ودفع ارتفاع أسعار الأغذية والوقود وبقية السلع بالأسر في جميع المحافظات إلى استخدام آليات تكيف سلبية، مثل الشراء بالاقتراض لتلبية الاحتياجات الأساسية، وأشار التقرير إلى أن الاعتماد على الديون آخذ في الاتساع، ما يضطر الأسر للعمل من أجل سداد الديون في دوامات لا فرار منها، تقلل من قدرتها على استيعاب الصدمات الجديدة.

وتعتمد 35 بالمئة من العائلات على المساعدات الإنسانية، وتلعب الحوالات المالية دوراً أساسياً في تكيف الأسر مع الوضع الاقتصادي، كما أفادت 90 بالمئة من الأسر بأنها تختار طعاماً أقل كلفة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، في حين تقلل نصف جميع العائلات من حجم وجبتها مرة واحدة أسبوعياً على الأقل.

واقترضت 58 بالمئة من الأسر الأموال لشراء الغذاء خلال عام 2022، كما اضطرت 52 بالمئة من العائلات إلى تقييد استهلاك الكبار للأغذية لصالح الصغار.

سوء التغذية

وأبلغت 19 بالمئة من الأسر التي تعيلها نساء أن فرداً واحداً من الأسرة على أقل تقدير ينام جائعاً بسبب نقص الغذاء، كما أفادت 40 بالمئة من النساء الحوامل والمرضعات بأنهن يحصلن على وجبات غذائية دون المستوى الأمثل.

ولفت التقرير إلى أن معدلات سوء التغذية عام 2022 كانت آخذة في الازدياد، إذ عانى 364 ألف طفل دون عمر الـ5 سنوات من سوء التغذية الحاد، فيما يعاني 25 بالمئة من الأطفال من فقر الدم.

كما ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الرضع وصغار الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، بنحو 48 بالمئة مقارنة بالعام 2021، وبين التقرير، أن 36 بالمئة من الأطفال دون الـ5 سنوات، و56 بالمئة من النساء الحوامل والمرضعات شمال غربي سوريا، مصابون بفقر الدم.

ويعاني ما لا يقل عن 1 من كل 4 أطفال دون سن الـ5 من التقزم في بعض المناطق السورية، ويهدده خطر الإصابة بأضرار لا يمكن إصلاحها في نمائه البدني والمعرفي، فضلاً عن مخاطر العدوى المتكررة وتأخر النمو والإعاقات والوفاة، كما يعاني الآن ملايين الأطفال في البلاد من إعاقات جسدية وإدراكية بسبب سوء التغذية.

الأمن الغذائي

وقدّر التقرير، أن 15 مليون إنسان سيحتاجون إلى المساعدة في مجالي الأمن الغذائي والزراعي في سوريا عام 2023، ويشمل الرقم 12 مليون و100 ألف إنسان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، و2 مليون و800 ألف إنسان معرضين لخطر الانزلاق إلى انعدام الأمن الغذائي، ولفت التقرير إلى أن 2 مليون سوري يعيشون في المخيمات، يعتبرون فاقدين للأمن الغذائي تماماً.

وقال التقرير، إن 5 ملايين و900 ألف إنسان سيكونون بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية في سوريا عام 2023، بمن فيهم 3 ملايين و800 ألف طفل، و2 مليون و100 ألف امرأة.