icon
التغطية الحية

السوريون في هولندا على طاولة اليمين المتطرف.. مقبض الباب بيد خيرت فيلدرز

2023.11.23 | 17:38 دمشق

آخر تحديث: 26.11.2023 | 11:41 دمشق

السوريون في هولندا على طاولة اليمين المتطرف.. مقبض الباب بيد خيرت فيلدرز
خيرت فيلدرز في أثناء اجتماعه بأعضاء حزبه في البرلمان الهولندي بعد فوزه بالانتخابات ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

مع فرز 98 في المئة من الأصوات صباح الخميس، فاز حزب الحرية اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز بـ 37 مقعداً من أصل 150 مقعداً، في حين جاء حزب العمال/حزب الخضر في المرتبة الثانية بعد أن فاز بـ 25 مقعدا، وحصل حزب الشعب المحافظ من أجل الحرية والديمقراطية، التابع لرئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، على 24 مقعداً.

ورغم فوزه، يحتاج حزب الحرية إلى تشكيل حكومة ائتلافية، لكنه نجح بالفعل في مضاعفة عدد المقاعد الـ17 التي فاز بها في الانتخابات الأخيرة.

فيلدرز يثير خوف اللاجئين

وقال فيلدرز المبتهج في خطاب النصر: "كان علي أن أضغط على ذراعي.."، مضيفاً أنه الآن في مهمة لإنهاء "تسونامي اللجوء"، في إشارة إلى قضية الهجرة.

وتابع "سيكون الهولنديون رقم واحد مرة أخرى.. يجب على الشعب أن يستعيد أمته".

وكانت الهجرة القضية التي أدت إلى انهيار حكومة روته بعد 13 عاما أمضاها في السلطة، لكنه واجه أخيراً انخفاضاً في شعبيته بسبب عدة ملفات على رأسها الهجرة واللجوء.

ودعا برنامج فيلدرز الانتخابي إلى إجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، والوقف التام لقبول طالبي اللجوء وإعادة المهاجرين على الحدود الهولندية.

وقال فيلدرز الشعبوي في مناظرة تلفزيونية خلال الحملة الانتخابية: "لقد أصبح الأمر كافياً الآن. وهولندا لا تستطيع أن تتحمل المزيد. علينا أن نفكر في شعبنا أولاً الآن. الحدود مغلقة. صفر طالبي لجوء".

من جهته قال فرانس تيمرمانز، زعيم تحالف حزب العمل من يسار الوسط واليسار الأخضر، الذي فاز بـ 25 مقعداً، إن على فيلدرز ألا يعتمد على تشكيل ائتلاف معه.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن تيمرمانز قوله: "لن نشكل أبداً ائتلافاً مع الأحزاب التي تتظاهر بأن طالبي اللجوء هم مصدر كل البؤس".

وتابع "وفي الأيام والأسابيع المقبلة سنرى بشكل متزايد مدى صعوبة وأهمية ومدى أهمية مهمتنا في الدفاع عن هولندا حيث لن نستبعد أحداً، والدفاع عن هولندا التي تحتضن الجميع". وأضاف: "هولندا، حيث لا ننظر إلى خلفيتك، أو دينك، أو لون بشرتك".

وعلق الفرع الهولندي لمنظمة العفو الدولية في بيان على موقعه الإلكتروني: "بالأمس ضاعت حقوق الإنسان.. لقد فاز حزب عنصري بالانتخابات الهولندية".

السوريون يصوتون في الانتخابات الهولندية

بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الهولندية التي تنافس فيها 1126 مرشحاً و26 حزباً على 150 مقعداً، 78.2 في المئة، صوت فيها أكثر من 150 ألف سوري وفلسطيني حاصلين على الجنسية، حيث لعبت قضية الهجرة والموقف من العدوان على غزة دوراً في التصويت ضد اليمين المتطرف الهولندي.

وشهدت مراكز الإيواء في هولندا قبل أشهر ازدحاماً بسبب قلة الأماكن المخصصة لطالبي اللجوء وسط معاناة آلاف من طالبي اللجوء السوريين من فترات الانتظار الطويلة للحصول على تصاريح الإقامة.

ويخشى العديد من اللاجئين لا سيما السوريين منهم من إحداث تغيير في القوانين التي تخصهم لا سيما موضوع لم الشمل.

ويقدّر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بأكثر من 150 ألف لاجئ، حصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة، وأبرزها: (تعلّم اللغة الهولندية وإقامتهم لمدة خمسة أعوام).

ويسعى فيلدرز إلى فرض قيود صارمة على الهجرة ووقف كامل لمنح اللجوء في هولندا، وهي مقترحات قد يتعين عليه تخفيفها في محادثات تشكيل الحكومة الائتلافية.

وضمن أهدافه "صد" طالبي اللجوء الذين يسعون إلى دخول هولندا من الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي وترحيل أولئك الذين تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم جنائية.

النسخة الهولندية من "ترامب"

تبدد الارتياح الذي ساد عواصم أوروبا بعد هزيمة فيلدرز في انتخابات عام 2017، ووصلت موجات الصدمة عقب فوزه الأخير إلى جميع أرجاء أوروبا، التي تتهيأ لتكرار سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويوصف فيلدرز بأنه النسخة الهولندية من دونالد ترامب، لكن كيت باركر من وحدة الاستخبارات الاقتصادية قالت لـ "أسوشيتد برس"، إن حزب فيلدرز سيتعين عليه أن يخفف من موقفه السياسي اليميني المتطرف إذا أراد جذب الدعم من حزب أومتسيغت وحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الذي ينتمي إلى يمين الوسط لرئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته".

وعلى الفور قوبل الفوز الساحق غير المتوقع بتهنئة من قادة اليمين المتطرف في فرنسا والمجر، ويأتي انعطاف هولندا نحو اليمين بعد انتخاب إيطاليا لليمينية جورجيا ميلوني رئيسة للوزراء.

ورغم تخفيف فيلدرز لحدة خطابه في محاولة لاستمالة معارضيه للمشاركة في حكومة ائتلافية، فإن شرعة حزب الحرية تنضح بكراهية الأجانب ومناهضة المهاجرين واللاجئين، وتقول "يتغذى طالبو اللجوء على بوفيهات لذيذة مجانية على متن السفن السياحية بينما يتعين على العائلات الهولندية تقليص مشترياتها من البقالة".

ويضيف برنامج الحزب "نريد نسبة أقل من الإسلام في هولندا وسنحقق ذلك من خلال: تقليص الهجرة غير الغربية ووقف عام للجوء".

ويعِد البرنامج بإجراء "استفتاء ملزم" على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. ويدعو حزب الحرية أيضاً إلى "وقف فوري" لمساعدات التنمية.

ولا تتوقف طموحاته عند هذا الحد، بل تصل إلى السعي للطعن بتصاريح عمل لمواطني الاتحاد الأوروبي في محكمة العدل الأوروبية وإلغائها.

وبخصوص السياسة الخارجية تبدو أوجه الشبه واضحة مع سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. ويرفع البرنامج شعار "هولندا أولاً".

ما زال العالم يتذكر الجدار العنصري الذي بناه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة، وسياسة الحواجز الحمائية "الوطنية" التي رفعها أمام الاتحاد الأوروبي، وهو ما يفيد بأن مفاتيح الباب الهولندي أمام الاتحاد واللاجئين باتت بيد خيرت فيلدرز، الذي سيمثل فوزه دعماً لليمين المتطرف في أوروبا.