icon
التغطية الحية

اليميني المتطرف الفائز بانتخابات هولندا خيرت فيلدرز يبحث عن حليف يشاركه الحكم

2023.11.24 | 08:59 دمشق

آخر تحديث: 24.11.2023 | 09:49 دمشق

اليميني المتطرف الفائز بانتخابات هولندا خيرت فيلدرز
اليميني المتطرف الفائز بانتخابات هولندا خيرت فيلدرز
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

دعا خيرت فيلدرز زعيم "حزب الحرية" اليميني المتطرف والفائز بالانتخابات التشريعية في هولندا خصومه السياسيين لإيجاد نهج مشترك لحكم البلاد، بعد ما يشبه الصدمة من صعود اليمين المتطرف المعادي للاجئين إلى عتبة السلطة.     

هذا، وفاز "حزب الحرية" الذي يتزعمه بـ37 مقعداً في البرلمان، أي أكثر من ضعف حصته في الانتخابات السابقة ومتفوقاً على معارضيه، وفق نتائج شبه مكتملة، بحسب وكالة "أ ف ب".

اليمين المتطرف يحتفل

أما كتلة اليسار، فحلت خلفه بفارق كبير بحصولها على 25 مقعداً، في مقابل حصول حزب اليمين الوسط على 24 مقعداً، وهي نتيجة كارثية لحزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته.

وإلى ذلك تبقى أمام فيلدرز (60 عاماً) حالياً مهمة شاقة تتمثل في محاولة تشكيل ائتلاف ناجح، واستمالة خصوم رفضوا بشكل قاطع الانضمام إلى حكومة بزعامة "حزب الحرية" قبل الانتخابات.

وخلال احتفاله بنتيجة الانتخابات قال إن "الناخبين قالوا كلمتهم. المقاعد حُددت. من المهم الآن أن نبحث عن الأشياء التي يمكن أن نتفق عليها".

وقوبل الفوز الساحق غير المتوقع بتهنئة من قادة اليمين المتطرف في فرنسا والمجر، لكن سيثير ذلك على الأرجح مخاوف في بروكسل، ففيلدرز مناهض لمؤسسات الاتحاد الأوروبي ويريد استفتاء على خروج هولندا من الكتلة.

وعلى الرغم من تخفيفه حدة خطابه المناهض للإسلام خلال الحملة الانتخابية، يتعهد برنامج حزب الحرية فرض حظر على القرآن والمساجد والحجاب، وقد سارع قادة المسلمين في هولندا إلى التعبير عن قلقهم.

إذ قال حبيب القدوري من مؤسسة العمل المشترك للمغاربة في هولندا "استيقظت صباحا مع شعور بالانزعاج. وفي الحقيقة في صدمة". 

وأضاف "بعض الأشخاص خائفون، وآخرون قلقون بشأن مستقبلهم، وبشأن ما تعنيه نتيجة الانتخابات بالنسبة لجنسيتهم أو مكانتهم في المجتمع الهولندي".

ومن جهته، قال سائق سيارة الأجرة براك تجين (40 عاماً) إنه لم يشارك في الانتخابات، لكن لو اقترع لأعطى صوته لفيلدرز، معلّلاً ذلك "أعتقد أنه يستحق فرصة". 

وأضاف "بصراحة أعتقد أنه يسعى بدعايته المتعلقة بالمساجد والمسلمين لكسب الأصوات. لكن بخلاف ذلك كل ما يقوله عن الهولنديين والفقر صحيح".

اجتثاث اللاجئين

وصعّد فيلدرز خطابه المناهض للهجرة وهو يخاطب أنصاره في لاهاي بعد إغلاق صناديق الاقتراع قائلاً إن الهولنديين اقترعوا لاجتثاث "تسونامي" طالبي اللجوء.

كما شدّد على أن حزبه بات قوة "لم يعد ممكناً تجاهلها"، داعياً الأحزاب الأخرى إلى العمل معه لتشكيل ائتلاف حكومي. في حين لم يتضح بعد كيف سيجمع 76 مقعداً ضرورية لتشكيل أغلبية في البرلمان المؤلف من 150 مقعداً.

فقد استبعد فرانس تيمرمانز زعيم تحالف اليسار-البيئيين الذي حل في المرتبة الثانية، فكرة الانضمام إلى ائتلاف يقوده فيلدرز قائلاً: إن واجبهم الآن "الدفاع عن الديمقراطية" في هذا البلد.

ومن جهته، قال السياسي الشعبوي المناهض للفساد بيتر أومتسيغت، الذي حصل حزب "العقد الاجتماعي الجديد" بزعامته على 20 مقعداً، إنه "منفتح" على محادثات معترفاً في الوقت نفسه بأنها لن تكون سهلة.

ويأتي انعطاف هولندا نحو اليمين بعد انتخاب إيطاليا جورجيا ميلوني رئيسة للوزراء.

وسارع رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان إلى الترحيب بـ"رياح التغيير" عقب صدور النتائج بعد إغلاق مراكز الاقتراع، في حين هنأت زعيمة حزب "التجمّع الوطني" الفرنسي مارين لوبان فيلدرز وحزبه على "أدائهما المذهل" في الانتخابات.

دعاية مناهضة للاجئين

ويذكر أن فيلدرز سعى أخيراً إلى تحسين صورته لدى الرأي العام في الداخل والخارج من خلال تعديل بعض مواقفه. إذ أكد السياسي المثير للجدل أن هناك مشكلات أكثر إلحاحاً من خفض عدد طالبي اللجوء، كما خفف من حدة بعض مواقفه المعادية للإسلام، مؤكداً أنه في حال فوزه سيكون "رئيساً للوزراء لكل شخص في هولندا، بغض النظر عن الدين أو الأصل أو الجنس أو أي شيء آخر".

لكنّ شرعة حزب الحرية تنضح بكراهية الأجانب ومناهضة المهاجرين، وتقول "يتغذى طالبو اللجوء على بوفيهات لذيذة مجانية على متن السفن السياحية بينما يتعين على العائلات الهولندية تقليص مشترياتها من البقالة".

كما يقول برنامج الحزب أيضاً "نريد نسبة أقل من الإسلام في هولندا وسنحقق ذلك من خلال: تقليص الهجرة غير الغربية ووقف عام للجوء".

وإلى ذلك، يعِد البرنامج بإجراء "استفتاء ملزم" على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. ويدعو حزب الحرية أيضاً إلى "وقف فوري" لمساعدات التنمية.

هذا، وخيَمت على وسائل الإعلام الهولندية حالة من الذهول من هامش فوز فيلدرز. إذ قالت صحيفة تراو اليومية "لم يتوقع أحد ذلك، ولا حتى الفائز نفسه". حتى هيئة الإذاعة العامة التي عادة ما تعتمد عبارات باهتة وصفت الفوز بأنه "انتصار هائل".

ومن جهتها، قالت صحيفة فينانسييله داغبلاد إن النتيجة "تقلب السياسة في لاهاي رأساً على عقب"، بينما وصفتها صحيفة إن سي آر اليومية بأنها "ثورة شعبوية يمينية ستهز بيننهوف من أساسه"، في إشارة إلى الحي الحكومي في لاهاي.