icon
التغطية الحية

اللاجئون وسوريا وفلسطين في خضم الانتخابات الهولندية.. كيف يبدو المشهد؟

2023.11.22 | 13:27 دمشق

آخر تحديث: 23.11.2023 | 12:49 دمشق

ءؤر
مظاهرة حاشدة في مدينة روتردام للتضامن مع غزة
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تأثر اتجاهات الناخبين من أصول سورية وفلسطينية بالحرب في غزة و"الثورة السورية".
  • محددات التصويت للسوريين تتضمن مواقف الأحزاب من أزمة اللجوء والثورة السورية والقضية الفلسطينية.
  • حزب "عقد اجتماعي جديد" يعتبر مرشحاً أبرزاً ويدعم عودة العلاقات مع نظام الأسد ويؤيد تقليل تدفق اللاجئين.
  • أحزاب أخرى تدعم نظام الأسد وتطالب بتقليل تدفق اللاجئين، بينما تعتمد أحزاب أخرى سياسات إنسانية وتسريع إجراءات اللجوء.
  • معظم الأحزاب الكبرى تدعم إسرائيل، بينما تتخذ بعض الأحزاب مواقف معاكسة وترفض سياسات الاستيطان.

بدأ الناخبون الهولنديون، الأربعاء، بالتوجه إلى مركز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، ويشملهم السوريون والفلسطينيون الحاصلون على الجنسية الهولندية.

وأرخت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة و"الثورة السورية" بظلالهما توجهات الناخبين من أصول سورية وفلسطينية في الانتخابات البرلمانية، وسط توقعات بفوز الأحزاب اليمينية الأمر الذي يقلق السوريين.

ما هي محددات السوريين للتصويت بالانتخابات؟

واعتمد الكثير من الناخبين من أصل سوري على محددات للتصويت لحزب دون آخر بشكل يتسق مع مواقف تلك الأحزاب من القضايا التي تهم السوريين.

من أبرز المحددات التي يفاضل على أساسها السوريون بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات هي طريقة تعاطيها مع أزمة اللجوء إضافة إلى الموقف من الثورة السورية والقضية الفلسطينية التي تأججت المشاعر تجاهها في هذه الأيام جراء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبحسب استطلاعات الرأي وتقارير صحفية فإن حزب "عقد اجتماعي جديد" اليميني والذي يؤيد زعيمه بيتر اومتزيخت عودة علاقات هولندا مع نظام بشار الأسد ويريد الحد من تدفق اللاجئين هو المرشح الأبرز بأن يتصدر النتائج كأقوى حزب ويليه حزب "الشعب" الذي يدعو أيضاً للحد من تدفق اللاجئين.

وإلى جانب حزب "عقد اجتماعي جديد" تدعم أحزاب يمينية أخرى نظام الأسد كحزب الاتحاد المسيحي الذي يريد إعادة العلاقات مع نظام الأسد وحزب المنتدى الديمقراطي الذي دافع زعيمه عن الأسد ودعا إلى التواصل معه لإعادة اللاجئين إلى سوريا.

وإضافة إلى دعمها للأسد فإن تلك الأحزاب وأحزاب يمينية أخرى تدعو للحد من تدفق اللاجئين لا سيما السوريين منهم.

في المقلب الأخر فهناك أحزاب كحزب D66 و"اليسار الأخضر والعمل" تدعو لسياسة لجوء إنسانية وتسريع إجراءات اللجوء.

دعم "قاطع" من الأحزاب الكبرى لإسرائيل

أما فيما يخص القضية الفلسطينية، تعلن معظم الأحزاب الكبيرة عن دعمهم غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من أنهم بذلك يقوضون النظام القانوني الدولي والتشريعات واللوائح الهولندية والأوروبية.  

وبحسب تقارير صحفية فإن حزب الاتحاد المسيحي وحزب الحرية وحزب SGP، "المنتدى من أجل الديمقراطية"، JA21 وBVNL، تقف بشكل صارم مع إسرائيل وبدرجة أقل قليلاً حزب الفلاحين "BBB" وحزب "الشعب" وحزب "العقد الاجتماعي الجديد" و"الإتحاد المسيحي"، وترفض تلك الأحزاب العشرة الداعمة لإسرائيل وقف إطلاق النار في غزة ولا يعارضون استخدام إسرائيل لـ"التجويع" والحصار في حربها على غزة.

وعلى الجهة المقابلة، تأخذ أحزاب أخرى موقفاً معاكساً ضد إسرائيل وهي بشكل أساسي أحزاب BIJ1 و"دنك"، بالإضافة إلى حزب من "أجل الحيوانات" والحزب الإشتراكي.  

وتتخذ الأحزاب الأخرى "اليسار الأخضر/العمل"، وD66، و"فولت" موقفاً وسطاً، ومن اللافت للنظر أن أياً منها لم يؤيد فرض عقوبات على سياسة الاحتلال والاستيطان غير القانوني التي تنتهجها إسرائيل.  

وعلى الرغم من أن كلا من D66 وحزب "اليسار الأخضر والعمل" ينتقدان إسرائيل بشدة في المناقشات وفي بياناتهما الانتخابية، إلا أن ذلك كان "مجرد كلام" على أرض الواقع، بحسب منظمات حقوقية. 

وعلى سبيل المثال يتسامح حزب D66 أحد الأحزاب الحاكمة مع إسرائيل في عدة أمور كرفض إيقاف التعاون العسكري معها، فيما لم يتخذ "اليسار الأخضر والعمل" سوى القليل جداً من المبادرات ضد إسرائيل. 

سوريون لن ينتخبوا داعمي الأسد وإسرائيل

ويقول السوري (محمد س) الذي حصل على الجنسية قبل عام "مؤكد لن أختار حزب سياسي يؤيد التطبيع مع نظام الأسد المجرم الذي هجرنا من وطننا".

ويضيف محمد المقيم قرب مدينة زوترمير لموقع تلفزيون سوريا "بحسب ما قرأت فإن الحزب المرشح فوزه هو حزب عقد اجتماعي جديد وهو يريد إعادة العلاقات مع الأسد.. مؤسف أن يدعم حزب هولندي في بلد ديمقراطي نظاما مستبداً قتل وهجر ملايين السوريين".

أما السورية (لمى ي) التي حصلت على الجنسية قبل أشهر فتقول لتلفزيون سوريا "هذه أول انتخابات أشارك فيه بحياتي"، مضيفة "المعيار الذي أختار على أساسه الحزب هو موقفه من اللاجئين".

وتضيف لمى (25 عاماً): "هناك الكثير من السوريين حالياً في مراكز الإيواء ومؤكد لن أختار حزب يسعى لحرمانهم من حق اللجوء حتى لو كان له إيجابيات في جوانب أخرى".

وتتابع لمى "هو معيار إنساني بالنسبة لي أكثر من كونه سياسي.. كيف سأنتخب حزب لا يتعاطف معنا كأناس هاربون من حرب"، وتضيف: "ولن أصوت لأي حزب يدافع عن إسرائيل في عدوانها على غزة".

أما السوري الفلسطيني (علي س) فيقول لموقع تلفزيون سوريا إن "موقف الحزب من قضية فلسطين أكثر معيار أستطيع أن أحكم من خلاله على إنسانية الحزب وإمكانية اختياره"، مضيفاً "كيف أختار حزب لا يتعاطف مع المظلومين في فلسطين".

ويتابع علي المقيم قرب مدينة دنهاخ "كل الأحزاب اليمينية تدعم إسرائيل ولا تهتم أبداً بأي من الجوانب الإنسانية لمعاناة أهلنا في فلسطين".

من جانبه يقول السوري الفلسطيني (جلال ق) لموقع تلفزيون سوريا "سأصوت للحزب الذي يقف مع قضايانا في فلسطين وسوريا بمعزل عن الشأن الداخلي". 

ويتابع جلال "معظم الأحزاب تضع على الصعيد الداخلي خططاً وآمالاً كبيرة في برامجها الانتخابية ولكن على الأرض الواقع لا تنفذ إلا الشيء القليل منها".

حزب يتلقف مشاعر الغضب 

حزب "دينك" ذو الأغلبية التركية تلقف مشاعر الغضب لدى السوريين والفلسطينيين السوريين والعرب عموماً في هولندا إزاء ما يجري في غزة وركز على موقفه الداعم لفلسطين في حملته الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف استقطاب أصوات السوريين والفلسطينيين.

ونشر الحزب الداعم لفلسطين واللاجئين عدة إعلانات ممولة مترجمة باللغة العربية تظهر نقاشات حادة بين نوابه في البرلمان ونواب أخرين حول الحرب في غزة ويدافع أحد النواب عن فلسطين بقوة ويقول خلال جلسة برلمانية "من النهر إلى البحر فلسطين سوف تتحرر" الأمر الذي أغضب نواب داعمين لإسرائيل طالبوا بسحب تلك العبارة لكنه رفض ذلك.

ويمتلك حزب "دينك" حالياً ثلاث مقاعد في البرلمان ويتوقع أن يحصل في الانتخابات الحالية على أربعة مقاعد.

ويقدر عدد السوريين والسوريين الفلسطينيين بأكثر من 150 ألفا حصل الكثير منهم على الجنسية الهولندية وبالتالي يمتلكون حق التصويت في الانتخابات.