icon
التغطية الحية

السوريون في السودان يبحثون عن "طوق نجاة" والنظام يتهرب من إجلائهم

2023.04.29 | 12:36 دمشق

السوريون في السودان
وجه السوريون العالقون في السودان نداء استغاثة لكف يد سفارة النظام السوري عن عمليات الإجلاء وإبعادها عن المشهد
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تعيش المئات من العائلات السورية في السودان مخاوف من "مصير مجهول"، ويبحثون عن "طوق نجاة"، في ظل اشتداد المعارك بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، وتزايد صعوبة إجلائهم مع بدء دول عربية وغربية بعمليات إجلاء رعاياها بشكل عاجل.

وبعد نحو أسبوعين من اندلاع الاشتباكات بين طرفي النزاع، قُتل 15 سورياً على الأقل وجرح العشرات غيرهم، في حين تقطعت السبل بالعديد من اللاجئين السوريين المقيمين في السودان بسبب تمركز معظمهم في مناطق الاشتباكات، فضلاً عن عصابات النهب والسرقة التي بدأت تغزو شوارع الخرطوم.

"أوضاع صعبة" و"خطر شديد" في الخرطوم

وقال سوريون في السودان لـ "تلفزيون سوريا" إنهم يعيشون أوضاعاً صعبة، كثير منهم محتجزون في بيوتهم لا يستطيعون الخروج إلى الشوارع، وليس لديهم طعام أو مياه أو كهرباء.

ودفع تردي الأوضاع الأمنية بالسوريين في مناطق الاشتباكات إلى الخروج بما تيسّر لهم، وتحمل تكاليف السفر الباهظة للهروب من الفلتان الأمني.

وأضافوا أن كلفة السفر من الخرطوم إلى بورسودان وصلت إلى 320 دولاراً للشخص الواحد، وهي كلفة باهظة بالنسبة للسوريين الموجودين في السودان.

وقال شاب سوري خرج من مدينة الخرطوم وينتظر إجلائه من منطقة بورسودان شمال شرقي البلاد إن الوضع في العاصمة "خطير جداً"، مضيفاً أن "قوات الدعم السريع اتخذت البيوت والشوارع سواتر، في حين يقصف الجيش هذه التجمعات".

وأوضح المصدر أن معظم العائلات السورية التي استطاعت الخروج، خرجت على مسؤوليتها الخاصة، دون أن يتابع أوضاعها أو إجلائها أي جهة رسمية أو غير رسمية، فيما يعيش من تبقى في الخرطوم "تحت خطر شديد".

سفارة النظام: صعوبات كبيرة للإجلاء

وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري أنها "أجرت اتصالات مع دول شقيقة وصديقة للمساعدة في إطار حرص الحكومة السورية على مساعدة المواطنين السوريين الراغبين بالإجلاء من السودان".

وأوضحت في بيان لها أنه تم إجلاء المئات من السوريين من مدينة بورسودان التي وصل إليها فريق من السفارة بمساعدة السعودية، فضلاً عن إجلاء العشرات بمساعدة الأردن والجزائر وروسيا.

وأشار البيان إلى أن شركة "أجنحة الشام" للطيران أبدت استعدادها "لإنجاز رحلة إجلاء من بورسودان، حيث تجري سفارة النظام اتصالاتها لتنفيذ المهمة وفق القوائم المسجلة لديها".

ونقلت وسائل إعلام النظام عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن سفارة النظام في الخرطوم "تتابع باهتمام كبير أوضاع الجالية السورية والبعثة الدبلوماسية في السودان"، موضحاً أن الوزارة "وجهت السفارة إلى تسجيل أسماء السوريين الراغبين بالإجلاء، وفق الإمكانيات المتاحة، وفي إطار الحفاظ على حياة السوريين بعيداً عن الأخطار المحتملة".

وأكد القائم بأعمال سفارة النظام السوري في السودان، بشر الشعار، أن "السفارة ستعمل على تحضير نفسها على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها، سواء بالتنسيق مع شركات النقل البري وشركة الطيران السورية ليتسنى إجلاء السوريين في حال فتحت المطارات أو تم تأمين الطرقات البرية".

تهرب من الوعود

وخلافاً لما أعلنه النظام السوري، أكد لاجئون سوريون عالقون في بورسودان أن مسؤولي السفارة الذين قدموا إلى المدينة بعد أن جمعوا جوازات السفر لأكثر من 900 عائلة "تملصوا من وعودهم ومسؤوليتهم عن عمليات الإجلاء".

وقالت مصادر "تلفزيون سوريا" إن مسؤولي السفارة وعدوا بأنهم سينظمون عمليات إجلاء إلى مدينة جدة السعودية، لكنهم تهربوا عن وعودهم، وتركوا معظم العالقين لمواجهة مصيرهم بأنفسهم.

ووفق المصادر، فإن مسؤولي السفارة "أبلغوا السوريين بأن قضية الإجلاء لها بروتوكولات معينة يجب أن تتم بالتواصل مع وزارة الخارجية السعودية، وهذا يأخذ وقتاً"، الأمر الذي أجبر عددا كبيرا من الأشخاص اضطروا إلى المبيت في الشوارع لعدم قدرتهم على حمل الإيجارات الباهظة.

وأكدت المصادر السورية في مدينة بورسودان أن سفارة النظام "عاجزة عن تقديم أي مبادرة" في عمليات الإجلاء، داعين لإبعاد السفارة عن المشهد.

ووجه عدد من السوريين العالقين في السودان، عبر "تلفزيون سوريا"، نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية والمملكة العربية السعودية لكف يد سفارة النظام السوري عن عمليات الإجلاء وإبعادها عن المشهد.

وأشارت المصادر إلى أن كثيرا من السوريين أطلقوا نداءات لسفارات دول عربية وأجنبية من أجل عملية نقلهم وإجلائهم، إلا أنهم لم يتلقوا أي خبر حتى الآن، في حين استطاع بعض الأفراد والعائلات التي لها علاقات مع سفارات عربية أو جهات أخرى تأمين إجلائها، لكن أعدادهم قليلة جداً.

عصابات "النكرز"

ووفق مصادر "تلفزيون سوريا"، فإن "الخطر الأكبر الذي يواجهه المدنيون حالياً هو الفلتان الأمني، وانتشار ما يسمى بعصابات النكرز، المنتشرة في شوارع الخرطوم، وتمشط شوارعها وبيوتها، وتنهب محتوياتها.

وأشارت المصادر إلى أن هذه العصابات تعرضت، أول أمس الخميس، لمجموعة شباب سوريين في منطقة المعمورة، كانوا يستعدون للسفر إلى بورسودان، وسلبوهم جوازات سفرهم وأموالهم.

وأكدت مصادر أخرى مقتل 17 سورياً في السودان من جراء الاشتباكات بين الطرفين المتنازعين، وبعضهم قُتل على يد عصابات وقطاع طرق، في حين تعرض عدد من العمال السوريين وعائلاتهم لطعنات بالسكاكين، أمس الجمعة، خلال وجودهم بالقرب من سفارة النظام في الخرطوم.