icon
التغطية الحية

ارتفاع تكاليف الطهي تدفع الأسر في دمشق لخيارات تبدأ بأقل من دولارين

2022.11.15 | 11:03 دمشق

محل شاورما في دمشق (فيس بوك)
محل شاورما في دمشق (فيس بوك)
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

يبدأ سعر سندويشة الشاورما من 6 آلاف ليرة سورية، ما يعني أن سعر 5 سندويشات يبدأ من 30 ألف ليرة لأسرة من 5 أشخاص، وتعتبر هذه الكلفة قليلة جداً قياساً بأي وجبة طعام أخرى يمكن أن تطهى في المنزل وتحتوي لحماً، ما دفع الأسر التي تستطيع الإنفاق، تفضيل شراء الشاورما على الطهي في المنزل.

الوجبات الجاهزة أوفر

يقول أيوب وهو رب أسرة من 3 أشخاص، أن أي طبخة تكلفه في اليوم وسطياً نحو 50 ألف ليرة سورية، فسعر نصف كيلو لحمة العجل 18 ألف ليرة، ونصف كيلو لحمة الخروف 25 ألف ليرة، وكيلو صدر الدجاج بـ25 ألف ليرة أيضاً، بينما نصف كيلو الأرز بنحو 4000 ليرة، ولتر زيت القلي بـ16 ألف ليرة والسمن تقريباً بنفس السعر، كيلو اللبن ارتفع مؤخراً إلى 3500 ليرة، وكيلو الخضار وسطياً بـ2000 ليرة، يضاف إلى ذلك متطلبات أخرى مع استهلاك الغاز.

ويتابع "بعض أنواع الطعام تكلف أكثر من 70 ألف ليرة وتكون مشكلة حفظ البقايا مؤرقة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ما يجعل الطهي ليوم واحد أمراً يرتب تكاليفاً وعناءً، وبالتالي بدأنا نفكر ببدائل نلجأ إليها بين الحين والآخر مثل الشاورما التي قد لا تصل كلفتها لـ3 أشخاص إلى 18 ألف ليرة وبأحسن الأحوال مع لبن عيران إلى 22500 ليرة".

محال جديدة تنتهز الفرصة

ونتيجة الإقبال على شراء سندويش الشاورما، انتشرت في دمشق مؤخراً عشرات المحال الجديدة بشكل ملحوظ، وباتت الأسعار والعروض منافسة لجذب الزبائن، كونها وجبة اللحم الأقل كلفة تقريباً من دون عناء الطهي في المنزل.

الحل الآخر نباتي

على عتبة محال سندويش البطاطا والفلافل، يتجمهر العشرات يومياً لشراء وجبة الغداء، أما الحل الآخر فكان نباتياً وأقل كلفة من طهي طبق فاصولياء بزيت الزيتون من دون لحم، حيث يصل سندويشة الفلافل إلى 3000 ليرة سورية علماً أن سعرها يبدأ من 2000 ليرة في بعض المحال، وهذا يعني أن سعر 5 سندويشات بالكاد يصل إلى 15 ألف ليرة (أقل من 3 دولارات)، وقد يكون بـ10 آلاف ليرة لو تم شراؤها بسعر 2000 ليرة من محل شعبي (أقل من دولارين).

سندويش البطاطا يبدأ من 4000 ليرة في محال الفلافل بالخبز العادي بينما يرتفع إلى 4500 ليرة بالخبز السمون (في محال السناك قد تصل إلى 6 آلاف)، وهذا يعني أن وجبة سندويش بطاطا لعائلة من 5 أشخاص تتراوح بين 20 – 20.5 ألف ليرة.

ومن الأطباق التي باتت تعتبر وجبة غداء أيضاً بالنسبة للأسر السورية، هو طبق الفول بلبن أو الفول بزيت، وقد تكون كلفة تحضير طبق كيلو ونصف أو 2 كيلو فول للأسرة مع كامل احتياجاته نحو 18 ألف ليرة، باعتبار سعر الكيلو المسلوق 5 آلاف ليرة.

وفقاً لضبط الإنفاق بهذا الشكل، يؤكد أبو رعد وهو رب عائلة من 4 أشخاص، أنه يستطيع أن يعيش بـ50 ألف ليرة في اليوم مع الفطور والعشاء (أقل من 10 دولارات)، وهو يعمل على سيارة أجرة، مشيراً إلى أن ذلك ليس بالأمر اليسير، فتكرار أنواع الوجبات يسبب مشكلات صحية، لذلك يتجه في موسم الشتاء إلى شراء السلق والملفوف والسبانخ الرخيصة لطهيها.

صحيح أن أبو رعد قد يستطيع أن يعيش بـ50 ألف ليرة في اليوم، لكن هذا للطعام فقط، وأكد أن تكاليف أخرى تطرأ بين الحين والآخر لشراء حاجيات أخرى للمنزل، ومواصلات لأفراد الأسرة وفواتير وطبابة، لذلك نضغط الإنفاق على الطعام بعض الأحيان ونشتري أرخص السندويشات، أو نتجه للمعجنات ونتحكم بعددها.

المعجنات أيضاً

أيضاً تعتبر المعجنات مع الوجبات الأقل كلفة من الطهي والتي يتجه إليها بعض السوريين للتخفيف من تكاليف إعداد الطعام في المنزل وحتى ضبط كمية الطعام المتناول وفقاً لأبو رعد الذي قال إنه يحصر عدد الأقراص تبعاً للإمكانية المادية.

 ويتراوح وسطياً سعر قرص المعجنات (جبنة، مرتديلا، زعتر، محمرة) بين 500 – 550 ليرة، ولو افترضنا أن كل شخص بالأسرة يأكل وسطياً 7 أقراص بكلفة 3500 ليرة، فهذا يعني أن كلفة وجبة غداء للأسرة من 5 أشخاص هي 17500 ليرة.

وجبات الترف

على الوجهة المقابلة، قد تكون أطعمة جاهزة أخرى في محال الوجبات السريعة ترفاً وأكثر كلفة من طهي أي وجبة في المنزل، حيث تبدأ أسعار السندويشات من 12 ألف ليرة (2 دولار تقريباً) لأرخص الأنواع وهو مبلغ يشتري 5 سندويشات فلافل لعائلة.

 وترتفع أسعار سندويش السناك لأكثر من 18 ألف ليرة للسندويشة لبعض الأصناف، ما يعني أن تناول الأسرة للسندويش من محال السناك يكلف بين 60 و 90 ألف ليرة (17.3 دولارا).

 وأيضاً يبدأ سعر فروج البروستد أو المشوي بـ50 ألف ليرة والأسرة قد تحتاج فروجين ما يعني 100 ألف ليرة وهو مبلغ تعيش فيه أسرة ليومين (بظل التقشف الشديد للحاجات والاعتماد على الأساسية فقط وبكميات قليلة).

وتواصل أسعار الغذاء في سوريا بالارتفاع حتى وصلت إلى مستويات اعتبرها خبراء بأنها خطيرة وسط تحذيرات جدية من الجوع، ويأتي ذلك رغم استمرار انخفاض مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة منذ آذار الماضي عندما سجل أعلى مستوى، حيث انخفض في شهر تشرين الأول، الماضي 14.9%، بينما ارتفعت أسعار الغذاء في سوريا من العام الماضي إلى بداية الشهر الجاري 100%، لتفوق كلفة تأمين متطلبات الغذاء الضرورية فقط الـ1.5 مليون ليرة في الشهر، بحسب دراسة أعدها الموقع مؤخراً.