icon
التغطية الحية

إيران ترمم أول قاعدة عسكرية لها غربي دمشق.. لماذا تتمسّك بقواعدها المكشوفة؟

2022.09.27 | 15:55 دمشق

1
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا - تويتر
ريف دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

بدأت الميليشيات الإيرانية، الأسبوع الفائت، بإعادة تأهيل أول قاعدة عسكرية لها في ريف دمشق الغربي، وذلك بعد استهدافها المتكرر من قبل الطيران الإسرائيلي.

وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن الميليشيات الإيرانية نقلت معدات لوجستية وآليات صناعية إلى قاعدتها العسكرية داخل اللواء 91 التابع للفرقة الأولى، والواقع بالقرب من بلدة "مرانة" غرب دمشق.

وأضاف أن المعدات نقلت من داخل "الفوج 153" المعروف باسم "تل كوكب" إلى اللواء 91، موضحاً أنها نقلت بواسطة خمس سيارات شحن تحمل جدران مسبقة الصنع وفواصل إسمنتية وغيرها من مواد البناء.

وأشار إلى أن الخطة الإيرانية تهدف إلى إعادة تأهيل مستودعات الأسلحة الموجودة داخل القاعدة، والتي تدمّرت أجزاء واسعة منها من جراء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر، على أن تنتهي عمليات الترميم قبل نهاية العام الجاري.

الميليشيات الإيرانية أنشأت قاعدتها العسكرية داخل اللواء 91 التابعة للفرقة الأولى في عام 2017 لتكون أول قاعدة إيرانية في ريف دمشق الغربي، وهو ما أكّدته صور أقمار صناعية نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC سابقاً.

1
1
11 تشرين الثاني 2017

لماذا تتمسك إيران بقواعدها العسكرية المستهدفة؟

رأى المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال أن هناك عدّة أسباب لتمسك إيران بقواعدها التي تحولت إلى هدف مباشر ومتكرر للطيران الإسرائيلي.

وبيّن رحال، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أن المنطقة، التي تضم القاعدة الإيرانية، موجودة في منطقة جبلية قادرة على تأمين عمليات تحصين هندسي، إضافة لتأمينها المقومات المناسبة لعملية التمويه، مؤكّداً أن أول تموضع لإيران في سوريا كان في منطقة الكسوة بريف دمشق.

وأضاف أن التخلي عن القواعد المستهدفة من قبل إسرائيل ونقل المعدات والمستودعات إلى قواعد جديدة، يرتب تكاليف مالية باهظة ولا فائدة عملياتية عسكرية منها، إضافة لإمكانية تعرض الأسلحة المخزنة للاستهداف الجوي، لكون إسرائيل قادرة على رصد جميع التحركات الإيرانية في سوريا.

وأوضح "رحال" أن أهمية القاعدة العسكرية الإيرانية في اللواء 91 تعود لقرب  المنطقة من ميليشيا "حزب الله" في لبنان، وقربها من هضبة الجولان، وهو ما اعتبره رسالة إيرانية مباشرة لإسرائيل.

ومن جهته، قال الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة لموقع تلفزيون سوريا إن تمسك إيران بهذه القواعد يعود لأهمية الجنوب السوري بالنسبة لها، لاسيما أن منطقة "الكسوة" تعتبر صلة الوصل بين العاصمة دمشق ومحافظتي درعا والقنيطرة جنوب سوريا.

ولفت "حمادة" إلى أن إيران تعيد إعمار الأجزاء المدمرة في هذه القواعد لكونها محصنة بشكل جيد، وأن إقامة قواعد بعيدة عن المنطقة لا تفي بالغرض الدعائي الإيراني، مضيفاً: "إيران لا تأبه بالخسائر البشرية، وحتى بعض الخسائر المادية لأن لها هدفا هو جعل الجنوب السوري كالضاحية الجنوبية لبيروت".

الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لا ينهي الوجود الإيراني

وعن استمرار إيران في إقامة القواعد العسكرية والتمركز فيها رغم القصف الجوي المتكرر، يرى العقيد "حمادة" أن القصف الإسرائيلي يُربك إيران لكن لا ينهي وجودها في سوريا، معتبراً أن تكرار الغارات الإسرائيلية على قواعد معينة في الكسوة وجمرايا ومصياف يدل على أن القصف لم ينهي تلك القواعد، وهو ما أكده العميد "أحمد رحال" الذي أشار إلى أن جميع النقاط الإيرانية في سوريا مرصودة من قبل منظومة السطع الإسرائيلية، وأن كل ما تقوم به إيران في سوريا تحت الأنظار الإسرائيلية.

وأوضح "رحال" أن إسرائيل تتبع في غاراتها تكتيكاً عسكرياً يعرف باسم "جز العشب الزائد"، أو "ضرب فائض القوى"، تستهدف بموجبه المشاريع الإيرانية التي من شأنها الإخلال بموازين القوى في المنطقة، ومواقع التموضع الاستراتيجي فيها، إلى جانب استهداف الشحنات التي تضم أجهزة "حساسة" تزيد فعالية صواريخ ميليشيا "حزب الله اللبناني"، لكنها لا تهدف إلى تدمير جميع القواعد بشكل كامل.

وعلى مدار السنوات الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف داخل سوريا، لكنها نادراً ما كانت تعترف بتلك الهجمات وتكتفي بالحديث حول استهدافها المتكرر لقواعد إيران والميليشيات المتحالفة معها، مثل "حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام في سوريا، فضلاً عن شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى وكلاء مختلفين.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي أورد في تقرير سنوي أنه قصف في عام 2020 نحو 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية.