icon
التغطية الحية

إدلب وحيدة تحت النار.. انشغال دولي بحرب غزة وتركيا تركز على ضرب "قسد"

2023.10.09 | 15:53 دمشق

إنقاذ ضحايا قصف النظام السوري على إدلب (الدفاع المدني السوري - فيس بوك)
إنقاذ ضحايا قصف النظام السوري على إدلب (الدفاع المدني السوري - فيس بوك)
إسطنبول - عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

لليوم الخامس على التوالي يمطر النظام السوري وروسيا مناطق شمال غربي سوريا بقصف هستيري تسبب بمقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء وسط انشغال دولي في عملية "طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ فجر يوم السبت الماضي، وتركز اهتمام الضامن التركي في استهداف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرقي سوريا.

ورغم أهمية ما يجري في غزة وفلسطين المحتلة وارتفاع عدد المستهدفين المدنيين في القصف الإسرائيلي الجنوني بعد الخرق الأمني غير المسبوق الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية، إلا أن لإدلب حقوقاً إنسانية أيضاً.

أعطى العالم لإسرائيل "الحق" في الرد على غزة مستهدفاً الجميع بذريعة وجود كتائب القسام في القطاع المحاصر منذ عام 2007، دون أي تعاطف مع الضحايا المدنيين في غزة مبدياً دعمه الكامل لإسرائيل، ولم يصدر أي صوتٍ بما يخص قصف النظام السوري للأطفال والنساء بإدلب وريف حلب.

استهداف انتقامي

وفيما يشبه الرد الانتقامي على حادثة تفجير الكلية الحربية بمحافظة حمص وسط سوريا، بدأت قوات النظام السوري بحملة القصف الصاروخية والمدفعية عنيفة على مدن وبلدات محافظة إدلب وريف حلب الغربي بعد مدة لا تتجاوز النصف ساعة، زاعمة أن فصائل المعارضة السورية تقف وراء تفجير الكلية عبر الطائرات المسيرة، وهي الفرضية التي استبعدها الكثير من الخبراء العسكريين.

ولم تتبن أي جهة تابعة لفصائل المعارضة السورية بما في ذلك هيئة تحرير الشام الهجوم على الكلية العسكرية بحمص، خصوصاً أن أياً من تلك الفصائل لا تمتلك طائرات مسيرة تستطيع الوصول من إدلب إلى حمص. 

القصف العنيف الذي شنه النظام السوري وروسيا على شمالي سوريا، أحدث حالة من الهلع في صفوف المدنيين، وبدأت عمليات نزوح جديدة إلى المناطق الحدودية وسط مخاوف كبيرة من بدء النظام لعملية عسكرية برية.

وفي سياق ذلك، قالت الأمم المتحدة إنه منذ 5 من تشرين الأول الجاري، أصاب القصف المستمر والغارات الجوية للنظام وروسيا، أكثر من 1,100 موقع في شمال غربي إدلب وغربي حلب، بما في ذلك مناطق الخطوط الأمامية والمناطق السكنية.

وسجلت الأمم المتحدة في تقرير جاءت مقدمته بعنوان "أربعة أيام من الأعمال العدائية المستمرة"؛ أكثر من 169 هجوماً في غضون أربعة أيام، مما أدى إلى مقتل وإصابة ونزوح المدنيين.

من جانبه، قال الدفاع المدني السوري الذي يستنفر جميع كوادره منذ 5 أيام، إن "التصعيد والقصف المستمر خلق عند المدنيين حالات خوف وذعر وخاصة عند الأطفال أثناء القصف ومحاولة الهروب على منازلهم، أو الركض وقت الهجمات بسبب الخوف".

العالم في مكان آخر

وتعد أي عمليات تهجير أو نزوح جديدة في شمال غربي سوريا بمثابة أزمة كارثية على السكان، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية واقتراب فصل الشتاء، وقلة المساعدات منذ كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا.

ومع محاولات التغطية الإعلامية المكثفة لتوضيح حقيقة ما يجري في سوريا، إلا أن المجتمع الدولي كان يركز على تطورات المعارك في أوكرانيا، ثم صب كل تركيزه على الصدمة الكبيرة التي تعيشها "إسرائيل" على يد فصائل المقاومة الفلسطينية منذ يوم السبت الماضي.

يضاف إلى ذلك اختفاء الأثر السياسي للائتلاف الوطني السوري الذي دعا بعد أكثر من 5 أيام قصف ونزوح، هيئته العامة لاجتماع طارئ اليوم الإثنين، لبحث التصعيد العسكري من قبل نظام الأسد وحلفائه على إدلب وريف حلب، وسط حالة تأخير شديدة وعدم تطرقه إلى دعوة الضامن التركي لحماية المدنيين في شمال غربي سوريا.

ماذا عن تركيا؟

وفي خضم كل ذلك، لا يبدي الضامن التركي أي تحرك ملموس لوقف القصف العسكري لمناطق شمال غربي سوريا، رغم مقتل عسكري تركي وإصابة آخرين في قصف لقاعدة عسكرية تركية.

وتخضع مناطق شمال غربي سوريا لاتفاق وقف إطلاق نار وخفض تصعيد منذ عام 2018 موقع بين تركيا وروسيا وإيران خلال محادثات أستانا عام 2017 إلا أن النظام السوري وروسيا والميليشيات الإيرانية مستمرة في القصف وانتهاك الاتفاق.

وفي 5 من أيار 2020، توصلت موسكو وأنقرة إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في إدلب، ومع ذلك ما زالت روسيا والنظام السوري يستهدفان المدنيين بشكل ممنهج في تلك المنطقة.

وبسبب الهجوم الذي استهدف موقعاً حكومياً في العاصمة التركية أنقرة في 1 من تشرين الأول، الذي أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الشرطة ومقتل منفذي الهجوم.

وعلى إثر ذلك، أكّدت تركيا قبل أيام أن جميع مواقع حزب العمال الكردستاني المحظور وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي "أهداف مشروعة" لقواتها، وذلك بعد أن أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن تفجير "أنقرة"، وقالت الداخلية التركية، إن منفذي الهجوم قدموا من سوريا، في حين نفت "قسد" ذلك.

وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكنها لا تدرج قوات سوريا الديمقراطية تحت التصنيف نفسه.

وشنت أنقرة منذ وقوع التفجير وابلاً من الضربات الجوية والهجمات البرية على أهداف عسكرية في شمالي سوريا والعراق، مع تكثيف العمليات الأمنية في أنحاء تركيا.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعه الأسبوعي مع حكومته، وسيكون على أجندة الاجتماع الرئيسية، بحسب الصحافة التركية، الملف الاقتصادي وأزمة التضخم، التصعيد بين "إسرائيل" و"حماس"، وبحث مسألة استهداف حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق، ولن يتم التطرق إلى موضوع التصعيد في إدلب وريف حلب والقصف الذي يستهدف المدنيين في تلك المناطق.

{"preview_thumbnail":"/sites/default/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/YacVyGpGxz0.jpg?itok=GhRJAOpT","video_url":"https://www.youtube.com/watch?v=YacVyGpGxz0","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":1},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive, autoplaying)."]}