icon
التغطية الحية

ألمان يجمعون التبرعات لتعليم أطفال اللاجئين السوريين بلبنان

2020.12.15 | 00:28 دمشق

01_1.jpg
أطفال سوريون داخل مخيم للاجئين (إنترنت)
إسطنبول ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

نصف أطفال السوريين اللاجئين في لبنان بدون تعليم

يقدر عدد سكان لبنان ب 5 ملايين نسمة، وتستضيف لبنان تقريبا مليون لاجئ سوري منذ عام 2011، نصف اللاجئين هم أطفال، لكن بحسب بعض الإحصائيات فإن حوالي نصف هؤلاء الأطفال لا يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة في ظاهرة يطلق عليها اصطلاحاً اسم "الجيل الضائع"، بينما يسود القلق من انعدام الأفق قد يدفع بالعديد منهم إلى الشارع، كما يسمح بتعرضهم لشتّى أنواع الإساءة ويسهم في تنامي ظاهرة الزواج المبكر بين الفتيات اللاجئات.

اقرأ أيضاً: طفلة سورية تتبرع للأطفال السوريين والمتضررين من زلزال إزمير

جهود حثيثة لتوفير التعليم للأطفال اللاجئين

ثمة العديد من الجمعيات التي تأخذ على عاتقها توفير التعليم للأطفال اللاجئين في دول جوار سوريا، إلا أنه ومنذ اندلاع الثورة في سوريا وخروج الملايين خارج البلاد تعاني لبنان أزمة اقتصادية، أدت في عام 2019 إلى اندلاع المظاهرات للمطالبة بحلول سياسية واقتصادية في البلاد، كما أن جائحة كورونا جعلت فرص التحسين الاقتصادي معدومة ليتضاعف الأمر سوءاً بعد انفجار مرفأ بيروت في شهر آب من العام الجاري، وعليه لم يتأثر الشعب اللبناني فقط من هذه الظروف غير الاعتيادية بل تأثر أيضا اللاجئون السوريون المقيمون في المخيمات على الحدود السورية اللبنانية في خيام تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة.

جمعية الدعم الاجتماعي والتعليم (SSSE)هي إحدى الجمعيات التي تحاول مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان،  تأسست في العاصمة اللبنانية بيروت، في آب عام 2019، بهدف تقديم العديد من الخدمات للاجئين مع التركيز بشكل خاص على المبادرات التعليمية للأطفال اللاجئين، تبذل الجهود لإنشاء المراكز التعليمة منذ عام 2011 لتهيئة الظروف المناسبة للأطفال ومواصلة تعليمهم فيي المدارس، وبعد العمل الدؤوب والمستمر طيلة تلك السنوات وبمساعدة مجموعة من السيدات والعديد من الجمعيات الخيرية والمتبرعين الأفراد تم إنشاء بعض المراكز التعليمة ليعود الأطفال إلى مقاعد الدراسية.

اقرأ أيضاً: متحف في سراييفو يعرض مقتنيات من أطفال سوريين لاجئين (صور)

المشروع المدرسي يوفر التعليم لـ ألف و200 طفل لاجئ

في مقابلة أجراها موقع "أمل برلين" الألماني، مع العضو الاستشاري ومسؤول حملة التبرعات لصالح المشروع في برلين "كريس لانغه"، تحدثت الأخيرة عن كيفية عمل المشروع وما يواجهه من تحديات فتقول: "تدير SSSE حاليًا ثلاث مدارس في منطقة البقاع قرب الحدود مع سوريا تقدم خدمات تعليمية للأطفال الذين يرتادون المدارس في فترة ما بعد الظهر حتى المساء، بينما يتلقى الأطفال اللبنانيون تعليمهم في تلك المدارس في الفترة الصباحية"، ويقدر عدد التلاميذ حوالي 1200 طفل لاجئ تتراوح أعمارهم بين الرابعة والرابعة عشر.

اقرأ أيضاً: 25 ألف سوري يسلطون الضوء على أفضل ما في الهجرة إلى كندا

تضيف لانغه: "يشرف على العملية التدريسية طاقم تعليمي مكون من أساتذة، العديد منهم من اللاجئين السوريين في لبنان، وقد تلقوا مسبقاً تدريباً في كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الصدمة"، تشمل المساعدة أيضاً بحسب لانغه توفير جميع اللوازم المدرسية، بما في ذلك الكتب والقرطاسية والنقل والتأمين ضد الحوادث، يتم أيضًا تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات خارج أوقات الدراسة، من ضمنها الكورال ودروس الفن بالإضافة إلى ذلك، تنظم SSSE ورش عمل لعلاج الصدمات لدعم الأطفال المصابين.

اقرأ أيضاً: قطر تطلق حملة "حق الشام" لجمع التبرعات للنازحين السوريين

الدعم يشمل عائلات الأطفال

وتتابع لانغه: "إلى جانب المشروع المدرسي تدعم الجمعية عائلات اللاجئين عندما يسمح الأمر من الناحية المادية بالسلل الغذائية وقسائم مواد التدفئة والرعاية الطبية وما إلى ذلك، يهدف المشروع إلى منح الأهل حافزاً لإرسال أطفالهم للمدرسة بدلاً من ارسالهم للعمل أو الحكم على الفتيات الصغيرات بالزواج المبكر، وقد نجحنا في ذلك في حالات كثيرة".

العملية التعليمية في ظل الفايروس

وتتحدث لانغة عن عمل المشروع في ظل جائحة كورونا، فتقول: "يتم تقسيم الأطفال لمجموعات صغيرة تتلقى التعليم في المدرسة أحياناً، بينما يتم إعطاء الدروس افتراضياً من خلال الواتساب على سبيل المثال حيناً آخر، اضطررنا أيضاً إلى ابتداع آليات لضمان سير العملية التدريسية أثناء المظاهرات التي عمت لبنان، حيث تسبب قطع الطرق بتخلف الأطفال عن الحضور، لذا كان علينا التعامل مع الأمر من خلال الاستعاضة عن الدروس الفعلية بدروس الـ (اون لاين) ما أمكن ذلك".

ولدى سؤالها حول مدى الاستجابة لحملة جمع التبرعات في برلين تقول لانغه: "لقد نجحنا في جمع ما يقارب 50 ألف يورو هذا العام ونأمل بجمع المزيد في الأيام القادمة".