icon
التغطية الحية

أغلى بـ 6 أضعاف.. ضباط النظام يديرون شبكة لتهريب وبيع الخبز المدعوم في القامشلي

2023.03.19 | 17:36 دمشق

فرن "البعث" في القامشلي (تلفزيون سوريا)
فرن "البعث" في القامشلي (تلفزيون سوريا)
القامشلي - خاص
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أنّ ضباطاً في أجهزة أمن النظام السوري يديرون شبكة لتهريب وتجارة الخبز "المدعوم"، وبيعه بسعر أعلى بستة أضعاف للمواطنين في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة.

وكشف موظف يعمل في فرن البعث لموقع تلفزيون سوريا أنّ "الشبكة تضم مدير منطقة القامشلي وضباطاً في جهازي الأمن العسكري وأمن الدولة إلى جانب حصول محافظ الحسكة على حصة من أرباح تجارة الخبز".

وينتشر في محيط فرن البعث أكشاك وبسطات لبيع ربطة الخبز المزدوجة بسعر يتراوح بين 3000 و4000 ليرة سورية فيما سعرها الرسمي 500 ليرة.

وقال الموظف الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن قرابة 50% من إنتاج الفرن من الخبز يتم تهريبه وبيعه لسماسرة وتجار خارج الفرن إما يقومون ببيعه بسعر مرتفع للمواطنين أو تحويله لعلف لمربي الماشية.

وينقسم العمل في الفرن إلى دوامين في اليوم (ليلي ونهاري) وكل مجموعة من الموظفين وعناصر الأمن والشرطة تتقاسم فيما بينها عمليات الربح وتهريب الخبز والطحين بالتنسيق مع ضباط النظام.

وبحسب الموظف فإن عنصراً في جهاز شرطة النظام يدعى "مرهج"، برتبة مساعد، وهو المشرف على عمليات تجارة الخبز وتوزيعها على السماسرة والتجار.

وتقدر قيمة الأموال التي يجنيها أعضاء شبكة تهريب وتجار الخبز والطحين في فرن البعث بالقامشلي بأكثر من 10 ملايين ليرة يومياً بحسب المصدر.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على صورة حصرية لعملية تهريب الخبز من داخل الفرن لتجار عبر السور الخلفي للفرن إلى جانب صور أخرى لأكشاك الخبز المنتشرة في محيط الفرن.

وأشارت مصادر تلفزيون سوريا إلى تخفيض مسؤولي الفرن وزن الربطة لقرابة 1000 غرام بهدف زيادة كمية الإنتاج اليومية وتهريب الفائض من مادتي الطحين والخميرة وبيعه في السوق السوداء.

ضباط النظام السوري يديرون شبكة لتهريب وبيع الخبز المدعوم في القامشلي

مواطنون مجبرون على شراء الخبز بأسعار مضاعفة

ويضطر أبو محمد، من حي زنود بالقامشلي، إلى شراء الخبز من الباعة بسعر 3 آلاف ليرة سورية ليتجنب الوقوف في طوابير تضم عشرات الأشخاص عدة ساعات للحصول على ربطة خبز واحدة.

ويشير أبو محمد إلى أنّ "عشرات النساء والأطفال يأتون يومياً إلى فرن البعث من الأحياء الجنوبية والشمالية للمدينة للحصول على ربطة خبز بالسعر المدعوم (500 ليرة) جراء ارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي والذي وصل سعره قبل يومين إلى 2500 ليرة وبوزن لا يتجاوز 630 غراماً".

ويضيف: "عائلتي تتكون من ستة أفراد وكلفة شراء الخبز السياحي لعائلتي يومياً تصل إلى 10 آلاف، لذلك كبقية العوائل اضطر إلى شراء الخبز المدعوم بالرغم من سوء نوعيته ورائحته الكريهة في كثير من الأحياء".

وكان النظام قد حدد سعر ربطة الخبز الواحدة بوزن 1100 غرام بـ 200 ليرة حيث يباع الكيس الواحد والذي يضم ربطتين بسعر 500 ليرة في أفران النظام بمدينتي الحسكة والقامشلي.

خبز بلون أصفر ورائحة كريهة

وبالرغم من شكاوى المواطنين من جودة الخبز المنتج في فرن البعث ذي اللون الأصفر المنبعثة منه غالبا رائحة كريهة، إلا أن حالة الفقر وارتفاع أسعار الخبز السياحي تدفع آلاف العوائل للاعتماد على الخبز المدعوم سواء من أفران الإدارة الذاتية أو التابعة للنظام في محافظة الحسكة.

وأحياناً يظهر في الخبز حشرات وحصى وأوساخ بحسب صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من جراء سوء التخزين وخلط كمية كبيرة من النخالة ودقيق الذرة غير المغربلة بشكل جيد بحسب مصدر مطلع.

وتبلغ كمية الإنتاج في فرن "البعث" بحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا نحو 30 طناً من الطحين يومياً أي نحو (25 ألف ربطة مزدوجة) يتم تخصيص معظم الكمية لعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، كالأمن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي والجنائي وقطعات الجيش بمدينة القامشلي.

ورفع النظام مطلع تموز 2021 سعر مادة الخبز المدعوم بنسبة 100 في المئة، إذ وصل سعر الربطة وزن (1100 غرام) إلى 200 ليرة سورية، لتصبح بعدها بـ250 ليرة بعد زيادة 50 ليرة "عمولة"، ورفعت "الإدارة الذاتية" مطلع نيسان 2021 سعر ربطة الخبز المنتجة في الأفران العامة، وزن 1250 غراماً، من 85 ليرة سورية إلى 250 ليرة ولاحقاً إلى 350 ليرة وتباع بسعر 500 بعد إضافة عمولة للموزعين الخبز في الأحياء.