icon
التغطية الحية

أزمة المحروقات توقف عمل أطباء وترفع أجور بعضهم في العاصمة دمشق

2022.12.10 | 14:00 دمشق

العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

دفعت أزمة المحروقات المستمرة منذ حوالي الأسبوع أطباء من اختصاصات مختلفة في العاصمة دمشق لإيقاف عملهم ريثما تُحل الأزمة، بينما لجأ آخرون إلى طرق تؤمن استمرار عملهم في ظل غلاء المحروقات ومنها رفع أجور معايناتهم بحجة استمرار عملهم وحاجة المرضى لخدماتهم الطبية اليومية.

ويقول طبيب الأسنان لؤي. ع، لموقع تلفزيون سوريا "منذ عشرة أيام أوقفت الوردية الصباحية في عيادتي، واقتصر عملي على الوردية المسائية لمدة 3 ساعات فقط، بسبب انقطاع الكهرباء الطويل وعدم توفر البنزين لتشغيل مولدة الكهرباء وفي حال توفره سعره مرتفع جداً". "ما بتوفي معنا"، حسب تعبيره.

اقرأ أيضا: أزمة الوقود تتواصل.. ما مخططات النظام السوري؟

وتشهد مختلف مناطق سيطرة النظام السوري أزمتي محروقات وكهرباء شلت عمل وسائل النقل العامة، ومختلف المؤسسات العامة والخاصة وسط أزمات معيشية واقتصادية خانقة انعكست آثارها على مختلف شرائح المجتمع فضلاَ عن وقوع أكثر من 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

استمرار الأزمة يعني إيقاف العمل نهائياً

ويرى الطبيب لؤي الذي يعمل في عيادته بمنطقة المزة، أنَّ استمرار أزمة المحروقات يهدد بإيقاف عمله نهائياً، مضيفاً أنه اضطر إلى رفع أجور معايناته بما يؤمن استمرار عمله وعدم خسارته وبما لا يشكل عبء كبير على المرضى لتأمين قدرته على شراء البنزين الحر وإنهاء معالجات بعض المرضى التي لا يمكن إيقافها فجأة، على حد قوله. 

ويشرح الطبيب معاناته من تأخر رسائل البنزين سابقاً، ومن جشع المحتكرين للمادة في السوق السوداء وفشل حكومة النظام في إدارة ملف المشتقات النفطية، مؤكداً أن واقع العمل في كلية طب الأسنان وفي العيادة أصبح ضرباً من الجنون في الوقت الراهن، وأنه ربما يعتكف في منزله لحين توفر المادة وعودة الحياة إلى الشوارع والمدن.

ليس فقط أطباء الأسنان من يعاني من أزمتي المحروقات وانقطاع الكهرباء، هذا حال معظم أطباء دمشق ممن يتطلب عملهم استمرارية في التيار الكهربائي الذي تجاوزت ساعات قطعه الـ 22 ساعة في اليوم، فضلاً عن ارتفاع أسعار البنزين في السوق السوداء. إذ وصل سعر تنكة البنزين إلى 250 ألف ليرة حسبما رصد موقع تلفزيون سوريا.

تأثير سلبي

بالمقابل، انعكست أزمة المحروقات سلباً على المرضى، إذ تفاجأت نور 41 عاماً، وهي موظفة حكومية لدى زيارتها لطبيبها عندما أخبرها بأن استكمال عملية معالجة الجذور لأحد أضراسها باتت تكلف 550 ألف ليرة، بعد ما كان اتفاقها معه على 350 ألف ليرة.

وأمام هذا الواقع، لم تجد نور وسيلةً غير الرضوخ لوجع ميزانيتها مقابل شفائها من وجع ضرسها الذي لا يحتمل والذي طالت فترة علاجه أملاً في تخلصها من التهاب وتعفن الجذور، كما قالت. وتضيف، "بتنا لا نعرف ماذا نفعل وكيف يمكننا العيش وتغطية تكاليف حياتنا في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متردٍ".

وكانت مناطق سيطرة النظام السوري دخلت بمرحلة شح المحروقات وانقطاعها فجأةً، بعد مدة قصيرة من تخفيض حكومة النظام مخصصات المحافظات من مادة البنزين والمازوت بنسبة 40 – 50 في المئة وفي ظل توقف توريدات النفط من قبل حلفاء النظام.