icon
التغطية الحية

أجندة زيارة أمير قطر إلى واشنطن.. في مقدمتها أزمة الطاقة وملفات أخرى

2022.01.31 | 10:32 دمشق

b-peeopusa.jpg
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن (الأناضول)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تبدأ اليوم الإثنين، زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى الولايات المتحدة، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن، لمناقشة العديد من "الملفات الساخنة والمهمة"، التي تهم الساحتين الإقليمية والدولية.

الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لزعيم خليجي إلى واشنطن بعهد بايدن، تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية ساخنة، لا سيما ملفات الغاز والطاقة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، والملف النووي الإيراني، وجميعها على جدول أعمال المباحثات.

والأربعاء الماضي، قال الديوان الأميري القطري، إن لقاء مرتقبا سيجمع أمير البلاد مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في واشنطن، لبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.

ووفق بيان للديوان الأميري، فإن مباحثات أمير قطر مع الرئيس الأميركي "ستتناول سبل دعم وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة بين البلدين".

وأفاد البيان بأن اللقاء سيبحث "القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة"، دون تفاصيل أكثر.

بينما قال بيان للبيت الأبيض إن بايدن وأمير قطر سيبحثان دعم الشعب الأفغاني، وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين واشنطن والدوحة.

وذكر أن الرئيس الأميركي سيشكر الشيخ تميم على "جهود قطر الاستثنائية والمستمرة لضمان عبور آمن لأميركيين وغيرهم من أفغانستان".

وشدد البيت الأبيض على أن بايدن يتطلع إلى زيارة الشيخ تميم المهمة، ويشدد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وقطر.

وبحسب ما أفادت متحدثة البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، "ستتيح الزيارة فرصة للرئيس والأمير للتشاور حول مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك".

ومن بين تلك القضايا وفق بيان ساكي، تعزيز الأمن والازدهار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عامة، وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

3 ملفات دولية

وعن الزيارة وأجندتها، رأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر علي باكير، أن هناك ثلاثة ملفات رئيسية على الصعيد الدولي والإقليمي ستتصدر المباحثات بين بايدن وأمير قطر، وهي الطاقة وإمدادات الغاز، والملف الأفغاني، والمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.

وفي حديثه لوكالة الأناضول قال باكير: "أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية سيظل ملف الطاقة على رأس أولويات الملفات التي سيتم بحثها خلال المباحثات خاصة في ظل التصعيد الروسي ضد أوكرانيا".

وتابع أن هناك "تخوفات من قطع موسكو إمدادات الغاز عن بعض أو كل الدول الأوربية في ظل الصراع الجاري حالياً".

وتخشى بعض الدول الأوروبية من أن يؤدي فرض عقوبات قاسية على موسكو إلى إلحاق الضرر باقتصاداتها لأنها قد تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقطع أو تقليص إمدادات الغاز منتصف الشتاء.

وتحصل أوروبا على أكثر من 40 في المئة من الغاز الطبيعي من روسيا، فيما يمر نحو ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

ومؤخرا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوما" على أوكرانيا.

من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا.

وأشار باكير إلى أنه "بخلاف العلاقات الثنائية سيكون هناك بحث للوضع الجيوسياسي والأمني في أفغانستان".

ومنتصف آب الماضي، سيطرت حركة "طالبان" على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أميركي من البلاد اكتملت نهاية الشهر ذاته.

لكن ما تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم "طالبان"، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، وخاصة احترام حقوق الإنسان، وعدم السماح لـ"الإرهابيين" بالعمل في البلاد.

واضاف المحلل السياسي: "أعتقد أنه سيتم أيضاً بحث ملف المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الاتفاق النووي وربما يكون لقطر دور ما لتلعبه لاسيما أن بعض المؤشرات توحي مؤخراً بأن هناك محاولة للتوصل لاتفاق في ظل ظروف صعبة تواجهها المفاوضات بين الطرفين".

وفي 27 كانون الأول الماضي، استؤنفت الجولة الثامنة من المحادثات الماراثونية بين إيران ومجموعة 4+1 (روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) في العاصمة النمساوية.

وترتكز الجولة الأخيرة من المحادثات على طلب رئيسي لإيران برفع العقوبات عنها من قبل الإدارة الأميركية السابقة عقب الانسحاب الأحادي الجانب في أيار 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

العلاقات القطرية الأميركية وإنجاز كبير لدبلوماسية الدوحة

وزيارة أمير قطر هذه هي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، كما أنها الأولى لزعيم خليجي إلى البيت الأبيض في العهد الجديد.

وخلال عامٍ منذ توليه الحكم، أجرى بايدن اتصالات متعددة بأمير قطر، كان أبرزها اتصال بحث فيه آخر المستجدات في أفغانستان، وقدم فيه شكره لقطر لدورها في عمليات إجلاء أميركيين.

وفي هذا الصدد رأى باكير أن "دعوة أمير قطر لزيارة واشنطن هي إنجاز كبير للدبلوماسية القطرية".

وأوضح أن الدعوة تدل على أن واشنطن في عهد بايدن تُولي أهمية كبرى للدور الذي استطاعت قطر أن تلعبه ليس فقط على المستوى المحلي والإقليمي وإنما على المستوى الدولي أيضاَ في ملفات صعبة وذات طابع اقتصادي وسياسي وأمني في نفس الوقت".

وأضاف: "يبدو أن التعويل على قطر يزداد من قبل واشنطن، وهو دليل على أهمية الدوحة بالنسبة للولايات المتحدة".

وتابع: "لذلك أعتقد أنه في ظل وجود دول مثل السعودية والإمارات، فالدور الذي تلعبه قطر يميزها بشكل كبير عن باقي الدول خاصة على مستوى منظومة دول التعاون الخليجي أو على المستوى العربي والإقليمي".

وخلال العام الأخير، كان لافتاً التقارب الكبير بين واشنطن والدوحة، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الأفغانية، إذ كان للقطريين دور خاص في احتواء التطورات التي أعقبت سيطرة حركة طالبان على الحكم منتصف آب 2021.

وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، الدوحة في أيلول 2021، لتقديم الشكر للحكومة القطرية، حيث عقد الوزيران مؤتمراً مشتركاً هو الأول من نوعه في المنطقة، مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدفاع خالد العطية.

وحالياً تستضيف الدوحة مفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تحكم أفغانستان؛ في مسعى لإيجاد مقاربة دولية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.