icon
التغطية الحية

بأذرع ثلاث يخنق النظام وروسيا ميليشيا "الدفاع الوطني" بدير الزور

2020.11.04 | 06:40 دمشق

5-12.jpg
هناصر ميليشيا الدفاع الوطني بدير الزور (فيس بوك)
إسطنبول - محمود القاسم
+A
حجم الخط
-A

بدأت قوات نظام الأسد في الآونة الأخيرة حملة أمنية بأذرع ثلاث (اقتصادية وعسكرية وسياسية) تستهدف ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة دير الزور بغرض تحجيمها، بعد أن قويت شوكتها خلال السنوات الماضية، من خلال مشاركتها في المعارك التي خاضها جيش النظام ضد قوات المعارضة ومن ثم ضد تنظيم "الدولة".

حملة النظام تهدف وفق مصادر من داخل ميليشيا "الدفاع الوطني" تحدثت لموقع تلفزيون سوريا، إلى وقف الامتيازات الاقتصادية التي حظي بها قائد الميليشيا المدعو فراس العراقية في ظل ورود معلومات عن فرض الإقامة الجبرية عليه، مع قدوم لجنة روسية للتحقيق معه في قضايا فساد وسرقة، بينما قامت الفروع الأمنية التابعة للنظام باعتقال عدد من قادة هذه الميليشيا بتهم تتعلق بالمخدرات، في حين أجبر النظام عددا كبيرا من العناصر على الالتحاق بالخدمة الإجبارية وإعفائهم من امتيازات مهمة كانوا قد حصلوعليها سابقا.

اقرأ أيضاً: من العراق.. ميليشيا "الحرس الثوري" تستقدم تعزيزات إلى ديرالزور

بداية التحجيم.. استثمارات العراقية تذهب لصالح الحرس الجمهوري

يعتبر فراس العراقية قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" من أكبر المستفيدين من معظم الاستثمارات والتعهدات داخل مدينة دير الزور، وتحدثت المصادر ذاتها أن فراس العراقية عمد إلى إنشاء استثمارات اقتصادية بالتعاون مع محافظ المدينة السابق، عبد المجيد الكواكبي، واللواء محمد خضور، القائد العسكري لقوات النظام في المدينة، للحصول على عقود لتعهدات درّت عليه ملايين الليرات خلال السنتين الأخيرتين، حيث استطاع العراقية وعبر أشخاص وشركات تعد واجهة له الحصولَ على تعهدات ضخمة في مشاريع الصرف الصحي والكهرباء، ولعل المدعو علي الجارح أحد أبرز الواجهات الاقتصادية للعراقية في المدينة، كونه من أقاربه.

لم يقتصر استثمار العراقية على ما سبق، بل للرجل نشاط في مشاريع إعادة إعمار بعض مؤسسات الدولة المتضررة، إذ استطاع الحصول على تعهدات في عمليات نقل أنقاض المنازل المدمرة في الأحياء، التي دخلتها قوات النظام نهاية عام 2017 بعد إنهاء وجود تنظيم "الدولة".

اقرأ أيضاً: تدريبات عسكرية لميليشيات إيران في بادية البوكمال

قبل نحو ثلاثة أشهر، عمد نظام الأسد إلى سحب هذه الامتيازات من العراقية، حيث قام النظام بإيقاف جميع التعهدات التي أعطيت  لأذرع العراقية والمؤسسات المحسوبة عليه، المصادر أكدت أن النظام نقل هذه التعهدات إلى ضباط محسوبين على الحرس الجمهوري والفيلق الخامس التابع لروسيا.

 ومن إجراءات التضييق والتحجيم الممارسة على ميليشيا "الدفاع الوطني"، رفض النظام إعطاء جرحى الميليشيا امتيازات متعلقة بالتداوي والتعويضات وألقاب خاصة بـ"جريح الوطن"، وكشف عن ذلك، في اجتماع تم في مقر المحافظة بحضور محافظ المدينة وعدد من الضباط وقادة الفروع، خرج على إثرها العراقية غاضباً بعد تبليغه برفع الامتيازات عن مقاتليه، قبل شهرين.

 وفي نفس الفترة، عمدت القوات الروسية إلى مصادرة بعض العقارات والمزارع التي كان العراقية قد استولى عليها سابقا، وتحدثت المصادر عن قيام القوات الروسية بطرد عناصر من ميليشيا "الدفاع الوطني" من مزرعة في منطقة حويجة صكر، بينما انسحب عناصر الحراسة الخاصة بالعراقية من فيلا في منطقة الرواد بعد أوامر روسية بإخلائها، مع مزرعتين أخريين بالقرب من مدينة الميادين كان يستعملها العراقية.

اقرأ أيضاً: الرواية الكاملة لعمليات خطف وذبح رعاة الغنم شرقي سوريا

اعتقالات بحق قادة في ميليشيا الدفاع الوطني

ذاع صيت قادة ميليشيا "الدفاع الوطني" في دير الزور بسبب السرقات التي كان يقوم بها عناصرهم في الأحياء التي سيطر عليها النظام بعد انسحاب تنظيم "الدولة" منها، مما دفع النظام إلى اعتقال خمسة قادة تابعين للميليشيا عن طريق فروع الأمن التي وجهت إليهم تهما تتعلق بالسرقة والاتّجار بالمخدرات، وقالت مصادر من داخل المدينة إن أحد هولاء المعتقلين يدعى أبو طلاس الذي يعد الذراع اليمنى لفراس العراقية، مشيرة إلى حدوث اشتباك بين فرع المخابرات الجوية وعناصر من ميليشيا "الدفاع الوطني"، بعد رفض الأخيرة تسليم أبو طلاس إليها، وقد نتج عنه عدد من الجرحى بين الطرفين واعتقال أبو طلاس واقتياده إلى فرع المخابرات الجوية، في تموز الفائت،  كما عمدت فروع الأمن إلى اعتقال عدد كبير من عناصر الميليشيا في عدة مناسبات وذلك بعد ازدياد الاحتقان الشعبي ضد تصرفات هذه العناصر.

التجنيد الإجباري.. طوق يخنق به النظام عناصر الميليشيا

بدأ نظام الأسد في أيار الفائت حملة عسكرية داخل أحياء المدينة بهدف التجنيد الإجباري، حيث قام النظام بإرسال برقيات إلى مقار "الدفاع الوطني" تحمل أسماء العناصر المطلوبين للخدمة الإجبارية، إلا أن الميليشيا رفضت هذه البرقيات مدعية أن هؤلاء العناصر يخدمون لديها، وبحسب مصادر خاصة من داخل الميليشيا فقد عمد بعض قادتها إلى إعطاء هويات خاصة بالميليشيا لأفراد لا ينتمون لها وبيعها لهم مقابل مبالغ مالية وصلت إلى مليون ليرة سورية بهدف تهريبهم من الخدمة، ولكن النظام أعلن عن عدم اعترافه بهذه الهويات وبدأ حملة ضد عناصر الميليشيا حيث اعتقل عددا كبيرا منهم وتم سوقهم للخدمة الإجبارية، في حين عمد قسم آخر إلى التطوع لصالح ميليشيا لواء القدس والفيلق الخامس المدعومين من روسيا وذلك لعدم قدرة النظام على ملاحقتهم هناك.

وتعد ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة دير الزور من أوائل الميليشيات التي تشكلت بهدف دعم النظام بالعناصرفي بداية عام 2013 بعد أن كان عناصرها يقاتلون بشكل غير منظم إلى جانب قوات النظام، وأصبحت هذه الميليشيا تمتلك عددا كبيرا من العناصر والعتاد، بالإضافة إلى استيلائهم على عدد كيبر من الأبنية السكنية والمؤسسات العامة وتحويلها إلى مقار عسكرية تابعة لهم، كما أصبح لهذه الميليشيا دور بارز في المدينة وبات قادتها يتدخلون في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والرياضية أيضا كما حصل مؤخرا بعد تعيين قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" فراس العراقية رئيسا فخريا لنادي الفتوة الرياضي في المدينة، بينما عمد عناصرها إلى استعمال سلطتهم في فرض الإتاوات على أصحاب المحال التجارية واعتقال المدنيين لدواع شخصية كخلافات عائلية وغيرها، وأكدت المصادر أن قادة الميليشيا أصبحوا يمتلكون عقارات داخل المدينة بالإضافة إلى ممارستهم عمليات الاتجار بالمخدرات التي كانت وما زالت مهنة العديد منهم.

اقرأ أيضاً: مشجعو الفتوة يضغطون لإلغاء تعيين قائد ميليشيا رئيساً للنادي