باتت كلفة (المكدوس) مرهقة جداً لمعظم الأهالي في سوريا، وخاصة أصحاب الدخل المحدود، فراتب الموظف خلال شهر كامل لا يكفي لتأمين "مونة المكدوس"، لضعف القدرة الشرائية أمام غلاء مكوناته وبشكل خاص الجوز والزيت.
شهدت أسواق دمشق وريفها ارتفاعاً كبيراً في أسعار الثوم، ليصل سعر الكيلو الواحد إلى أكثر من 8 آلاف ليرة، وذلك إثر إصدار حكومة النظام السوري قراراً يسمح بتصدير المادة لمدة شهرين.
انخفضت أسعار الفول والبازلاء بشكل ملحوظ في سوق الهال بدمشق، وسط انخفاض كبير بالطلب من قبل الأسر رغم بدء موسم المونة كما كل عام، وبرر الباعة ضعف الإقبال إلى انخفاض القدرة الشرائية وعدم الثقة بالتيار الكهربائي لتجميد المونة.
أدى الارتفاع الكبير بأسعار مواد تحضير المونة إلى ابتعاد بعض السوريين عن اعتماد المكدوس كوجبة فطور رئيسية، وخاصة بالنسبة لمادتي الجوز وزيت الزيتون الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 22 ألف ليرة.
تحولت مؤونة الشتاء وأنواعها إلى مادة تجارية في كسب الرزق لكثير من المزارعين في سوريا، حيث دخلت في قائمة الصادرات، وخاصة الفواكه المجففة كالتين الهبول وتين الطبع والزبيب.
لا يوجد عام محدد لمعرفة متى بدأ السوريون في صناعة "المكدوس"، إلا أنها من أشهر الأكلات السورية والتي لها حضورها على موائد السكان في بلاد الشام "فلسطين والأردن ولبنان".
تعتمد "المونة" السورية على استخدام كل ما في الموارد الطبيعية لتخزين الطعام والحفاظ عليه للاستهلاك على مدار العام، وحتى لأعوام عدة دون مواد حافظة مصنعة وبلا هدر.