icon
التغطية الحية

أسعار البازلاء والفول في دمشق تعود للعام الماضي.. لماذا تقاطع الأسر المونة؟

2023.05.18 | 12:24 دمشق

سوق في العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
سوق في العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

انخفضت أسعار الفول والبازلاء بشكل ملحوظ في سوق الهال بدمشق، وسط انخفاض كبير بالطلب من قبل الأسر رغم بدء موسم المونة كما كل عام، وبرر الباعة ضعف الإقبال إلى انخفاض القدرة الشرائية وعدم الثقة بالتيار الكهربائي لتجميد المونة.

وبدأ الموسم هذا العام بأسعار مرتفعة الشهر الماضي من قرابة 6 آلاف ليرة لكيلو البازلاء و4 آلاف ليرة لكيلو الفول، بينما انخفضت الأسعار نهاية الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ، ليتراوح سعر كيلو البازلاء في سوق الهال بدمشق بين 2200 إلى 3000 ليرة بالسحارة، وسعر كيلو الفول بين 2000 – 2500 ليرة.

ما أسباب ضعف الإقبال على المونة؟

لكن، عند قيام موقع تلفزيون سوريا بجولة في محلات الخضار بدمشق، ارتفع سعر الكيلو للفول والبازلاء أكثر من 50 في المئة، وبرر الباعة السبب بارتفاع تكاليف النقل، إضافةً إلى كثرة التلف نتيجة قلة الإقبال عن الأعوام السابقة. يقول أحمد لموقع تلفزيون سوريا وهو بائع خضار في سوق الشربيشات بدمشق إن ضعف الإقبال على المونة غير مسبوق وقد يكون شبه معدوم قياساً بالسنوات السابقة، وهذا ما دفع أغلب الباعة إلى عدم شراء الفول والبازلاء من سوق الهال.

وأضاف "رغم انخفاض الأسعار بنسبة جيدة خلال أقل من 15 يوم، حيث وصل سعر كيلو البازلاء المفقى إلى 9000 – 9500 بعدما كان بـ12 – 15 ألف ليرة، إلا أن ذلك لم يحرك السوق نهائياً، ما يعني أن هناك عوامل أخرى تساهم بعدم الأقبال على المونة".

لا ينكر أحمد أن بدء موسم المونة بالتزامن مع شهر رمضان وعيد الفطر ما يرتب ذلك من نفقات على الأسر، يؤثر بشكل كبير على قدرة الناس الشرائية وتوجههم نحو المونة.

الأسعار بين تجار سوق الهال وتجار المفرق

وتعتبر أسعار سوق الهال للبازلاء والفول هي ذاتها أسعار عام 2021 بذات الفترة من العام، لكن أصحاب محلات الخضار بالمفرق يقومون برفع الأسعار تبعاً لأهوائهم ما زاد من الركود أكثر، بحسب حديث أبو عمران وهو بائع في سوق الهال، حيث وضع كرسيه مع كأس من الشاي واثنين من حوله ينتظرون بيع الحمل الذي اشتروه من البازلاء.

يقول أبو عمران، "لو اتجه الناس إلى سوق الهال للشراء لوفروا على أنفسهم الكثير، وأنصح الجيران والأسر بتكليف شخص منهم لشراء الخضار من السوق ثم تحاصصها، كشراء شوال بطاطا أو سحارة بندورة وخيار وتقاسمها، أو مستلزمات المونة سواء بازيلاء أو فول أو ثوم".

وتابع "إن تاجر سوق الهال لا يضع المرابح التي يضعها باعة المفرق، وأنا نفسي أنصدم من الأسعار التي يقوم باعة الخضار والفواكه في الحي الذي أسكن فيه، بالبيع بها، وعند مناقشتهم وهم يعلمون أنني ابن سوق الهال، يضعون حججاً مثل أجار المحلات والتلف وأجرة العاملين وما إلى ذلك، ولو افترضنا أن ذلك صحيح، يمكن للناس اليوم التوجه نحو سوق الهال".

ما علاقة تجار سوق الهال بارتفاع الأسعار؟

لكن حتى تجار سوق الهال، والتجار الذين يشترون مباشرةً من الفلاح ليبيعوا الأحمال في سوق الهال بدمشق، متهمون بدايةً بالمبالغة بالأرباح، وبحسب تقرير لموقع "أثر برس" المقرب من النظام، فإن المزارعين باعوا كيلو البازلاء والفول بسعر 500 ليرة سورية للكيلو هذا الموسم.

رغم السعر الرخيص، اعتبر مزراعون بحسب التقرير، أن تكاليف الزراعة تزداد يومياً من محروقات وأسمدة وأجور عمال للأرض وكل هذه الأسباب ستؤثر بشكل رئيسي على المستهلك وعلى المزارع، كما أنه هذا العام وبسبب الأحوال الجوية لم يكن هناك موسم جيد، ما أدى لخسارة جزء كبير من المحاصيل لهذا يتم قطافه، وكميات البازلاء قليلة جداً أيضاً.

وتبعاً لأسعار سوق الهال حالياً، لو احتاجت الأسرة لتموين 50 كيلو فول و50 كيلو بازلاء بأقصى الأسعار، فهي بحاجة 150 ألف ليرة للبازيلاء، و125 ألف ليرة للفول بما يساوي نحو 275 ألف ليرة.

لا مونة من دون كهرباء في دمشق

لكن، وبحسب استطلاع لموقع تلفزيون سوريا، لن تتجه أغلب الأسر لشراء المونة بتلك المبالغ والمخاطرة بها بالبرادات، فأغلبهم رموا مؤونتهم العام الماضي نتيجة انقطاع التيار الكهرباء لساعات طويلة ما أدى لخسارتهم كل ما أنفقوه عليها، بالمقابل أكدت أسر وبائعوا خضار أن العام الماضي تميز باستمرار وجود البازلاء طيلة العام نتيجة استثمار بعض التجار لبرادات حفظوا البازلاء فيها وباعوها في الشتاء، ما سيوفر على الأسر عناء دفع مبلغ كبير دفعة واحدة، مقابل شراء حاجتهم منها كلما أرادوا.