icon
التغطية الحية

يميني متطرف مناوئ للاجئين.. ما المشكلات التي تواجه حزب البديل لأجل ألمانيا؟

2024.05.09 | 06:22 دمشق

لوحة تحمل عبارة مناهضة لحزب البديل من أجل ألمانيا
لوحة تحمل عبارة مناهضة لحزب البديل من أجل ألمانيا
Bloomberg- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

خلال العام الفائت صعد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف وذلك عندما تخلى عن دعمه للائتلاف الحاكم برئاسة المستشار أولاف شولتز، فأصبح ثاني أكثر حزب شعبية في استطلاعات الرأي، بيد أن هذا الزخم قد توقف الآن، إذ في كانون الثاني الماضي، تسببت الأخبار التي تدور حول مناقشة شخصيات مهمة من هذا الحزب لفكرة ترحيل مواطنين ألمان من أصول مهاجرة في إثارة سخط الناس وخروج موجة من الاحتجاجات عمت البلد. والآن أصبح الحزب يحارب المزاعم التي تقول إن اثنين ممن رشحهما للانتخابات لديهما ما يربطهما بروسيا والصين، ويرى المنافسون السياسيون بأن هذا الجدل يظهر مدى التهديد الذي يمثله هذا الحزب الذي يدعي الوطنية على ديمقراطية ألمانيا.

ما هي أحدث المزاعم؟

حُبس مواطن ألماني يدعى جيان ج. في نيسان الماضي ووجهت إليه تهمة نقل معلومات عن مفاوضات وقرارات حساسة اتخذت في البرلمان الأوروبي، إلى جانب تجسسه على المعارضة الصينية في ألمانيا. وقد عمل هذا الرجل لدى ماكسميليان كراه، وهو المرشح الأبرز لحزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات الأوروبية التي ستقام في 6-9 حزيران المقبل. وقد أنكر كراه ارتكابه لأي مخالفات شخصياً، وذكر بأنه طرد معاونه.

وفي سياق منفصل، نقل موقع إخباري إلكتروني تشيكي خبراً مفاده بأن وكالة مكافحة التجسس الألمانية لديها تسجيل يشير إلى أن النائب بيتر بيسترون من حزب البديل من أجل ألمانيا تلقى أموالاً من قناة (صوت أوروبا) في براغ، والتي تعتبر منصة لدعاية الكرملين، غير أن بيسترون الذي يحتل المرتبة الثانية ضمن قائمة الحزب المرشحة للانتخابات الأوروبية أنكر تلك الاتهامات.

ما هو مقترح الترحيل؟

بحسب الروايات التي وردت حول اجتماع عقد في شهر تشرين الثاني الماضي ووصلت إلى صحفيين استقصائيين، فإن شخصيات يمينية متطرفة بينها شخصيات رفيعة من حزب البديل من أجل ألمانيا تناقشت حول خطة كبرى للتراجع عن توطين الأجانب في ألمانيا، وركزت على عمليات ترحيل جماعية بحق طالبي اللجوء وغيرهم من الأجانب الحاصلين على حق الإقامة في البلد، وكذلك الأمر بالنسبة للمواطنين الألمان الذين اعتبروهم غير مستوعبين بما فيه الكفاية ضمن المجتمع الألماني. وفي تلك الفكرة ما يشبه السياسات النازية التي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي والساعية لتطهير المجتمع من الأشخاص الذي اعتبروا غير مرغوب بهم، وعلى رأسهم اليهود.

ماذا كانت النتيجة؟

لقد زاد الاحتجاج الحاصل من العداء تجاه حزب البديل من أجل ألمانيا بعدما ظل مقتصراً على اليسار حتى ذلك الحين، إذ إن أكثر من 900 ألف شخص انضموا إلى التظاهرات التي خرجت في عدد من المدن الألمانية في العشرين والحادي والعشرين من كانون الثاني الماضي بحسب ما ذكره جهاز الشرطة. في حين أعلنت أليس ويدال إحدى القياديات في هذا الحزب بأن حزبها قد تعرض لتشويه سمعة على يد مناوئيه السياسيين، ولقد اتخذت خطوات لتنأى بنفسها عن الاجتماع الذي عقد في شهر تشرين الثاني الماضي، كما طردت أحد مستشاريها السياسيين الذين شاركوا في ذلك الاجتماع. بيد أن ذلك لم يكن كافياً لتهدئة عدد من منتقدي حزب البديل من أجل ألمانيا الذين رأوا أنه يحاول تقويض الديمقراطية ولهذا لا بد من حظره.

هل يمكن حظر هذا الحزب؟

في البداية لا بد من تحقيق شروط صارمة، كما أن معظم منتقدي الحزب يخشون أنه في حال رفضت المحكمة الدستورية قضية الحظر، فإن ذلك سيعتبر انتصاراً للحزب. أما الخيار الآخر فيتمثل بحرمان الحزب من الأموال العامة التي توزع على الأحزاب السياسية، كما فعلت المحكمة الألمانية العليا مؤخراً مع الحزب الديمقراطي الألماني.

ما جذور هذا الحزب؟

تأسس هذا الحزب في عام 2013 على يد اقتصاديين وسياسيين سابقين قاموا ضد دعم المستشارة السابقة أنجيلا ميركل لعملية مساعدة اليونان بهدف إخراجها من أزمتها إثر الأزمة المالية العالمية، وطالب هذا الحزب بحل اليورو لصالح العملات الوطنية أو تحالفات أصغر تعتمد عملات أخرى، إلى جانب تنظيم حالة الإعسار السيادية للدول التي تترتب عليها ديون طائلة في منطقة اليورو، على أن يقوم دائنون من القطاع الخاص بدفع النفقات. ومنذ ذلك الحين، تغير تركيز هذا الحزب ليسلط الضوء على مسألة الهجرة، واكتسب أهمية كبيرة وسط السخط المتزايد تجاه سياسة ميركل مع الهجرة والتي فتحت الباب أمام أكثر من مليون لاجئ وصلوا إلى ألمانيا في عامي 2015 و2016 خلال الأزمة التي ارتبطت بالحرب السورية. وفي الانتخابات الوطنية لعام 2017، أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا ثالث أقوى تكتل سياسي في البلد، إذ فاز بـ94 مقعداً من أصل 709 مقاعد في البرلمان الألماني، بنسبة 12.6% من الأصوات، فتحول بذلك إلى أول حزب يميني متطرف يصل إلى مجلس النواب في البرلمان الألماني منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي.

ما مدى قوة هذا الحزب اليوم؟

خسر هذا الحزب شيئاً من التأييد في معظم الانتخابات الوطنية التي أجريت في عام 2021، إذ هبطت الأصوات التي منحت له إلى 10%، ونظراً لاستقالة بعض نوابه منذ ذلك التصويت، هبط عدد مقاعده إلى 77 مقعداً، ما جعله يحتل المرتبة الخامسة بين أقوى الأحزاب. وخلال العام الماضي، صعد حزب البديل من أجل ألمانيا إلى المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي متقدماً على الحزب الديمقراطي الاشتراكي من يسار الوسط الذي يتزعمه شولتز والذي أصيبت شعبيته في مقتل بسبب الصراعات الداخلية وارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء وزيادة عدد الواصلين من طالبي اللجوء. وفي الولايات الشرقية بألمانيا مثل براندنبورغ وساكسونيا وتورينغن حيث ستجري انتخابات في أيلول المقبل، أصبح هذا الحزب يتصدر استطلاعات الرأي حالياً.

ما الذي يمثله هذا الحزب؟

يريد هذا الحزب إغلاق حدود ألمانيا لمنع الهجرة الجماعية غير النظامية كما أنه يسعى لترحيل جميع المهاجرين الذين دخلوا إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية. وبحسب برنامج العشر نقاط الذي تقدمت به ويدال وزميلها تينو تشروبالا في أيلول الماضي، يسعى هذا الحزب أيضاً لإجراء استفتاء حول استعادة العملة القديمة لألمانيا ولرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا. ويشكك الحزب بالفكرة القائلة بأن النشاط البشري هو الذي تسبب بالتغير المناخي ولهذا يسعى لمنع تحول ألمانيا إلى الطاقة البديلة. ويعتبر زعيم هذا الحزب واسمه بيورن هوكه من تورينغن قومياً يمينياً متطرفاً تصدر عناوين الأخبار بعدما هاجم عقدة الذنب التي تعاني منها ألمانيا بسبب الهولوكوست، كما رفض إقامة نصب تذكاري للهولوكوست في برلين بوصف ذلك نصباً يخلد العار، وقد حكمت محكمة ألمانية في عام 2019 بأنه يجوز وصف هذا الرجل بالفاشي بحكم القانون.

وفي سياق منفصل، حوكم هوكه في نيسان بسبب استخدامه لشعار نازي خلال مسيرة للحزب، واتهم خلال العام الماضي باستخدام عبارة: "كل شيء من أجل ألمانيا" في خطاب ألقاه خلال مسيرة للحزب في أيار من عام 2021، وقد استخدم هذا الشعار قبله الجناح المقاتل للحزب النازي الذي تزعمه أدولف هتلر في عشرينيات القرن الماضي وأوائل ثلاثينياته.

المصدر: Bloomberg