icon
التغطية الحية

ألمانيا.. جدل خلال مؤتمر لحزب ميركل بشأن ترحيل اللاجئين إلى بلد ثالث

2024.05.08 | 07:09 دمشق

87677777777777777777777777777777
زعيم "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الألماني فريدريش ميرتس (IMAGO)
تلفزيون سوريا - ألمانيا
+A
حجم الخط
-A

شهد المؤتمر الاتحادي الذي عقده "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" حزب المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، أمس الثلاثاء، نقاشات مثيرة للجدل بشأن دعوة الحزب إلى سياسة لجوء أكثر صرامة وتبنيه خططاً لترحيل طالبي اللجوء إلى دولة ثالثة.

وانتقد الخبير في السياسة الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي نوربرت روتغين، يوم الثلاثاء، اللائحة المتعلقة بالاستعانة بمصادر خارجية في إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة المنصوص عليها في مسودة برنامج الحزب الجديد ووصفها بأنها غير إنسانية ودعا إلى إضعافها. وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

وتنص المسودة على إسناد إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة خارج الاتحاد الأوروبي واستيعاب طالبي اللجوء في هذه الدول الثالثة حتى لو قُبلت طلبات لجوئهم. وذلك على غرار "نموذج رواندا" المثير للجدل الذي تسعى المملكة المتحدة إلى تطبيقه.

وانتقد روتغين هذا البند من مسودة برنامج الحزب ودعا إلى السماح لطالبي اللجوء المعترف بهم بالعودة إلى الاتحاد الأوروبي والعيش هناك. معتبراً أن "مصداقية ألمانيا تضعف إذا قلنا إنهم لن يحصلوا على أي حماية في ألمانيا".

وأضاف أن "هذه القسوة وهذا الافتقار إلى الإنسانية لا ينصفنا، فلطالما كان الاتحاد الديمقراطي المسيحي ضد إساءة استخدام حق اللجوء، وبالتالي يجب أن نمنح الحماية لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد حقاً، وهذا ما يقتضيه القانون الأساسي والقانون الدولي".

الحزب يرفض مبادرة روتغين ويصر على تشديد سياسة اللجوء

وبصفته ممثلًا للجنة الاقتراحات، أوصى السكرتير البرلماني تورستن فراي مؤتمر الحزب برفض اقتراح روتغين، معتبراً أن "هذا الاقتراح من شأنه أن يقوض نموذج الدولة الثالثة تماماً ويجعلها عبثية".

ووفقاً لوكالة "فرانس برس" فإن المندوبين في مؤتمر الحزب رفضوا اقتراح روتغين بأغلبية كبيرة، وبالتالي وافقوا على الخط المتشدد في مسودة البرنامج والمتعلق بتشديد إجراءات اللجوء.

وقال فراي إن "جزءاً من الحقيقة هو أن ألمانيا لا يمكنها استقبال جميع طالبي اللجوء المعترف بهم، مثل طالبي اللجوء الكثيرين من سوريا وأفغانستان، لأننا حينها سنضطر في الأساس إلى استقبال جميع البلدان". مضيفاً "لا توجد طريقة حول إضفاء الطابع الخارجي على إجراءات اللجوء ومنح الحماية".

منظمات وكنائس تنتقد "الاتحاد المسيحي"

من جهته، انتقد روديغر شوخ، رئيس "منظمة الرعاية الاجتماعية البروتستانتية" في ألمانيا "دياكوني"، سياسة اللجوء التي ينتهجها الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وقال شوخ في برلين أمس الثلاثاء "من خلال إسناد إجراءات اللجوء وحتى مسؤولية الحماية إلى دول ثالثة غير أوروبية، يبتعد الاتحاد المسيحي الديمقراطي عن الممارسة السابقة المتمثلة في توفير ملجأ للمحتاجين في ألمانيا".

وأضاف أن "هناك نقصا في البلدان الآمنة والمرحبة، والأكثر من ذلك، فإن تكاليف مثل هذه الصفقات المشكوك فيها ستكون باهظة". وفي رأيه، "يجب إنفاق الأموال بدلاً من ذلك على تحسين ظروف الاستقبال والاندماج في ألمانيا، فهذا من شأنه أن يساعد السلطات المحلية بشكل أكبر بكثير". وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإنجيلية "epd".

بدورهم، انتقد مسؤولو اللجوء في الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية (البروتستانتية)، الأسقف شتيفان هيسه والأسقف كريستيان شتيبلين، بشدة خطط حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" بشأن سياسة اللجوء.

واتهم الأسقفان "الحزب المسيحي الديمقراطي" بـ "الانحراف الشديد عن إرثه الإنساني في حماية اللاجئين". وقالا إن "من يتبع رؤية الإنسان المسيحي، لا يجوز له إلغاء الوصول الفردي إلى حماية اللاجئين في أوروبا". وفق ما نشرت صحيفة (دي فيلت) الألمانية.

وبعث أكثر من 700 كاهن وكاهنة بالإضافة إلى علماء لاهوت رسالة إلى مندوبي مؤتمر حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" وصفوا فيها الحزب بأنه "غير مسيحي". مشيرين إلى التزام "الكتاب المقدس بحماية المهجرين واللاجئين".