icon
التغطية الحية

وثائق: الأسد راهن على "علوية" المعارضة التركية والعرب طبّعوا معه بطلب إيراني

2024.01.06 | 05:04 دمشق

بشار الأسد وإبراهيم رئيسي يوقعان مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي – 3 أيار 2023 (سانا)
بشار الأسد وإبراهيم رئيسي يوقعان مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي – 3 أيار 2023 (سانا)
+A
حجم الخط
-A

يتابع تلفزيون سوريا نشر ترجمة سلسلة الملف الرئاسي المسرب من قبل مجموعة الهاكرز الإيرانية المقربة من منظمة مجاهدي خلق المعارضة "انتفاضة حتى الإطاحة"، والذي احتوى على مجموعة ضخمة من المراسلات التمهيدية لزيارة ابراهيم رئيسي الأخيرة إلى دمشق.

ويختص هذا التقرير بالتطرق لجوانب المحادثات السياسية حيال التطورات المحلية والإقليمية المتعلقة بالقضية السورية، ويعكس وجهات نظر حكومة رئيسي بشكل واضح لا لبس فيه حيالها.

روسيا وإيران "أقنعتا" تركيا بعدم القيام بعملية عسكرية جديدة شمال سوريا

تحت عنوان إمكانية القيام بعمليات عسكرية تركية جديدة على الجغرافيا السورية، ذكر الملف أن الجيش التركي نفذ منذ أغسطس 2016، ثلاث عمليات عسكرية تحت عناوين درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام بـ"ذريعة محاربة إرهاب داعش وجماعة PKK الكردية وفرعه السوري YPG" في مناطق مختلفة من شمال سوريا، وسيطر على أجزاء كبيرة من هذا البلد.

ويشير الملف الرئاسي المسرب إلى أن "السلطات التركية تؤكد أنها تحاول تطبيع العلاقات مع سوريا، وفي الوقت نفسه لا يزال خيارها للقيام بعمليات عسكرية جديدة في الشمال السوري قائماً، وتحاول إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً على الشريط الحدودي المشترك مع سوريا".

ويتهم الملف الإيراني تركيا بـ"تغيير التركيبة السكانية على حساب الأكراد وحتى الحكومة السورية، من خلال ما سماه بـ "توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرة المجموعات السورية المسلحة، وبناء دولة في هذه المنطقة".

وأوضح الملف الرئاسي السري أن "تركيا تحاول استخدام كل ذلك ضد دمشق في المفاوضات المتعلقة بمستقبل سوريا أو ضم المناطق السورية إلى الأراضي التركية"

ويبين الملف أن إيران بذلت جهوداً لمنع الهجوم العسكري التركي على شمال سوريا وعقدت محادثات أمنية بين دمشق وأنقرة فيما يتعلق بـ"القضية الكردية" في أجندة سياستها الخارجية.

ويضيف: "في هذا الصدد، عُقد اجتماع لقادة أستانا في طهران (يوليو 2022). وفي هذا اللقاء، أقنعت إيران وروسيا تركيا بتجنب أي عمل عسكري في شمال سوريا، وهو ما أثبت فعاليته حتى الآن".

قلق إيراني من عملية عسكرية أردنية متوقعة وإعادة تنظيم فصائل المعارضة جنوب سوريا

وتحت فقرة تطورات جنوب درعا والتحركات الأردنية، أشار الملف إلى تزايد عمليات الاغتيال والهجمات على مقار القوات السورية والتفجيرات، بعد انتشار أنباء عن تقليص وجود القوات الروسية كضامن لوقف إطلاق النار في محافظة درعا.

ويبين الملف أن العاهل الأردني يزعم أن انسحاب القوات الروسية وملء إيران وحزب الله لهذا الفراغ يشكل تهديداً لأمن الأردن، مشيراً إلى مجموعة ما سماه بـ"الاتهامات" التي تطلقها وزارة الدفاع ووزارة الداخلية الأردنية بشأن اكتشاف شحنات مواد مخدرة وشحنات أسلحة على الحدود المشتركة مع سوريا.

ويوضح الملف أن هناك شائعات أثيرت عن إعادة تنظيم فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا، أو تشكيل تحالف عسكري يضم الأردن والسعودية ومصر، وهو ما يجعل من احتمالية قيام الجانب الأردني (والمحور العربي) بعمل مماثل لما فعلته تركيا في الحدود الجنوبية لسوريا بحجة تأمين حدود الأردن، قائماً.

العرب أعادوا الأسد للجامعة العربية بناءً على طلبات إيرانية

ويتطرق الملف الرئاسي المسرب في أجزاء أخرى للحديث عن النشاطات السياسية الإيرانية التي تهدف لتعويم الأسد عربياً، ويذكر الملف بدايةً أن إيران أجرت مشاورات مكثفة مع السلطات العراقية من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية وأيضا لتعزيز العلاقات السياسية بين دمشق وبغداد، ودعم الدور الإقليمي والدولي لسوريا، وطلبت في مناسبات مختلفة من السلطات العراقية بذل المزيد من الجهود لتعزيز دور سوريا الإقليمي.

ويشير الملف إلى تعديل بعض مواقف دولة الإمارات خلال العامين الماضيين بشأن القضايا الإقليمية، بما في ذلك مواقف هذه الدولة من الاضطرابات (انتفاضة مهسا أميني سبتمبر 2020) في إيران وعدم التعاون مع الدول الغربية والمملكة العربية السعودية في هذا الصدد.

ويتابع الملف حديثه حول محطات التلفزيون الإماراتية (خاصة في دبي والشارقة) وكان لها مواقف أكثر اعتدالاً بكثير على الصعيد الإعلامي والشاشات مقارنة بالسعودية، ولم تقدم تغطية واسعة واستفزازية للتطورات الداخلية في إيران، كما فعلت السعودية.

وفي أحد النقاط المهمة، يؤكد الملف على أن أحد الأهداف المهمة لإيران من تطوير العلاقات مع الدول العربية في الخليج العربي هو جذب واستقطاب الدعم السياسي والاقتصادي لمعظم الدول المذكورة لصالح النظام السوري، الأمر الذي سيسرع عودته إلى جامعة الدول العربية ويجذب أموال حكومات دول الخليج العربي لإعادة إعمار وتطوير سوريا.

وفي خضم إشارته لجولات المفاوضات الأمنية الخمس التي عقدتها إيران والمملكة العربية السعودية في بغداد، يوضح الملف أن إيران على استعداد لمواصلة المحادثة لتحقيق نتائج ملموسة ومفيدة، آملاً في أن تدخل الحكومة السعودية الجولة الجديدة من المفاوضات بطريقة بناءة من خلال اتخاذ قرار حازم وواضح.

ويتابع الملف المسرب: "سمعنا في الأيام الماضية تصريحات إيجابية من وزير الخارجية السعودي. نحن نعتبر المملكة العربية السعودية دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة. ورغم أن لدينا انتقادات كثيرة لهذا البلد، إلا أننا نعتبر الحوار والتفاوض أفضل وسيلة لحل المشكلات".

ويضيف: "من أهم أهدافنا، إلى جانب تطبيع العلاقات مع الحكومات العربية في المنطقة، خلق جسر بين الدول المذكورة والجمهورية العربية السورية بما يتماشى مع دعمها السياسي والاقتصادي لسوريا".

الأسد راهن من منظور طائفي على فوز المعارضة التركية

وتحت فقرة مناقشة الانتخابات المقبلة في تركيا، يبين الملف الرئاسي المسرب أن حكومة الأسد تأمل فوز أحزاب المعارضة  لأردوغان في الانتخابات المقبلة للجمهورية التركية، وتعتقد أنه نظراً لقرب هويتها من العلويين الأتراك، يمكنها عقد اتفاق واسع معهم.

لكن من ناحية أخرى، يشير الملف إلى أن أحزاب المعارضة في تركيا، وخاصة حزب الشعب الجمهوري بقيادة السيد كمال كليتشدار أوغلو، قريبة جداً من الاستراتيجيات الأميركية.

وفي نفس الوقت، يؤكد الملف أن احتمال فوز المعارضة ليس واضحاً تماماً حتى هذه اللحظة، موضحاً أنه من الصعب التنبؤ بأفعال أردوغان في اليوم التالي لفوزه المحتمل في الانتخابات.