icon
التغطية الحية

ملف مسرب.. رئيسي يطالب الأسد بتجنيس آلاف الإيرانيين ومنحهم "البطاقة الذكية"

2023.12.28 | 12:44 دمشق

آخر تحديث: 28.12.2023 | 13:30 دمشق

إبراهيم رئيسي وبشار الأسد
ملف مسرب.. رئيسي يطالب الأسد بتجنيس آلاف الإيرانيين ومنحهم "البطاقة الذكية"
+A
حجم الخط
-A

نشرت مجموعة هكرز إيرانية معارضة، والتي أعلنت في وقت سابق عن نجاحها في اختراق مواقع الرئاسة الإيرانية، على قناتها على التلغرام ملفاً جديداً بعنوان "تقرير إحاطة، محور مقترحات المفاوضات والوثائق المشتركة لرحلة الرئيس الإيراني رئيسي إلى سوريا".

وأشار الملف الذي نشرته مجموعة الهكرز "انتفاضة حتى الإطاحة" المقربة من حركة المعارضة الإيرانية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق، إلى أن تاريخ الرحلة المقرر أن يقودها رئيسي إلى سوريا هو 27 من ديسمبر 2022، في الوقت الذي هبط فيه الرئيس الإيراني آخر مرة بدمشق في مطلع مايو من عام 2023، أي بعد أكثر من أربعة أشهر من ترجمة هذه الوثائق للغات العربية والفارسية والإنكليزية وإرسالها للتوقيع من رئيسي البلدين.

ويتطرق الملف الذي أعدته الدائرة الثانية لغرب آسيا وشمالي أفريقيا في الرئاسة الإيرانية إلى شرح مفصل لعدة نقاط جوهرية سيتفق وسيوقع عليها الرئيسان بعد إجراء المشاورات لتعديل او إضافة أي تفاصيل جديدة.

وثيقة إيرانية مسربة
وثيقة إيرانية مسربة تتضمن مطالب إيران للنظام السوري

وسبق أن حصل موقع تلفزيون سوريا في وقت سابق على ملفات حصرية تكشف حجم التغلغل الاقتصادي والسياسي والأمني الإيراني في سوربا، وترجم هذه الوثائق المسربة حديثاً في سلسة تقارير.

مطالبات إيرانية للأسد بتجنيس آلاف الإيرانيين

من أكثر ما يثير الاهتمام في الملفات المسربة حديثاً هي تطرقها لذكر موضوع الإيرانيين المقيمين في سوريا، والذي لطالما كان محط جدال إعلامي واسع النطاق.

وتحت البند الثالث الذي يحمل عنوان (محاور المقترحات وملاحظات الأقسام للوزارة ذات العلاقة) ورد في البند (ألف) المعنون بـ "محاور الاقتراحات القنصلية وشؤون الإيرانيين المقيمين في سوريا"، تطرق الملف الرئاسي لذكر معلومات تفصيلية عن أعداد الإيرانيين المقيمين في سوريا ومناقشة أوضاعهم المعيشية والوظيفية وقضايا ومطالب إيرانية أخرى مثيرة للاهتمام.

ويذكر الملف أن هناك نحو 8-10 آلاف مواطن إيراني مقيمين في سوريا، موضحاً أن "خلفية إقامة" بعضهم تعود إلى 200 عام سابق.

ويؤكد الملف أن أكثرية هؤلاء الإيرانيين يقيمون في مدينة دمشق، وأن أجيالهم الثانية والثالثة ولدت في هذا البلد، مضيفاً أن القليل منهم يتمتعون بظروف معيشية جيدة بسبب حصولهم على التعليم العالي، أما البقية فلا يتمتعون بظروف اقتصادية ملائمة.

ويوضح الملف أن هناك "ربات منازل إيرانيات أو نساء إيرانيات معنفات" يواجهن مشكلات معيشية وصحية وتعليمة مع أطفالهن.

ويتطرق الملف لسرد أهم المشكلات والعوائق التي يواجهها هؤلاء الإيرانيون المقيمون في سوريا، ليذكر في أولها نقطة جوهرية وهي "عدم استكمال وثائق الهوية" للإيرانيين الذين لديهم خلفية إقامة تصل إلى 200 عام في سوريا، وصار لديهم أجيال ثانية وثالثة هناك.

وفي المحور الثاني، يبين الملف وجود مشكلة عدم قدرة هؤلاء على العمل، حتى بالنسبة لهؤلاء الذين يحملون شهادة الطب أو  المسعفين الطبيين، مما قلل من رغبتهم في التحصيل العلمي، وأدى في نهاية المطاف لتدني مستواهم العلمي والاقتصادي، وباتوا من الطبقات الفقيرة في سوريا، بحسب الملف.

ويشير الملف إلى الكلفة العالية لعلاج الإيرانيين المقيمين في سوريا وعدم قبولهم في المشافي الحكومية السورية، ومعاملتهم كأتباع أجانب، كما تنص القوانين السورية.

وثيقة إيرانية مسربة
وثيقة إيرانية مسربة تتضمن مطالب إيران للنظام السوري

مطالبة بالبطاقة الذكية

ومن المشكلات الأخرى، يشير الملف إلى ضعف تغطية هؤلاء الأشخاص بالضمان وتأثيراته السلبية على حياتهم، وعدم تقديم "البطاقة الذكية" لاستلام مخصصاتهم المدعومة من المحروقات والخبز وغيره، وعدم قدرتهم على استصدار سيم كارد لهواتفهم، أو قبولهم في الجامعات الحكومية (خارج العدد المحدود اتفاقيات البعثات).

ويبين الملف المسرب وجود مشكلات تتعلق بالسكن يعاني منها هؤلاء الإيرانيون المقيمون في سوريا، بسبب "تشردهم بعد بدء الأزمة السورية، وعدم قدرتهم على العودة أو عجزهم المالي عن إعادة إعمار منازلهم بعد الأزمة"، بحسب الملف.

ومن القضايا المثيرة للاهتمام التي تحدث عنها الملف أيضاً هي مشكلة الملكية والميراث لهؤلاء الإيرانيين، إذا يوضح الملف أن "هؤلاء يمكنهم الحصول على مقدار الميراث بحسب الشريعة الإسلامية، لكن تثبيت الملكية باسم وارث أجنبي غير ممكن".

ويذهب الملف للإشارة لعدم قدرة هؤلاء الإيرانيين على دفع النفقات القنصلية، خاصة الحصول على جواز سفر، وقلة كفاية مخصصاتهم من المحروقات الشتوية لتدفئة منازلهم والغاز للطبخ.

ما المحاور المقترحة إيرانياً على النظام السوري؟

يتطرق الملف في هذا المحور إلى الإشارة للروابط المتينة بين البلدين وأهميتها بالنسبة لإيران، ويؤكد على تقوية العلاقات الثقافية والسياسية من خلال توسيع العلاقات الاقتصادية ورفع معدلات التبادل التجاري وحل المشكلات والعقبات التي تواجه "رعايا الدول".

ويشير الملف إلى وجود إرادة قوية لدى إيران لدعم ومتابعة القضايا التي تخص رعاياها في بقية الدول، مؤكداً على ضرورة حل المسائل المعيشية والعلاجية والتعليمية لهؤلاء الإيرانيين المقيمين في سوريا لمدة طويلة.

ويقترح الملف استعداد إيران للتعاون مع المؤسسات السورية في المجال الطبي والسياحي والاستفادة من الرعايا السوريين من التخصصات الطبية والتجهيزات الطبية الإيرانية.

وأعلن الملف استعداد الهلال الأحمر الإيراني لتأسيس عيادة (مركز علاجي) بهدف معالجة مشكلات هؤلاء الإيرانيين وتوظيف الأطباء الإيرانيين المقيمين في سوريا فيه.

وفي نهاية هذا المحور، اعتبر الملف أن صدور التعميم رقم 1437 من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بهدف إعفاء الرعايا الإيرانيين من رسوم تصريح العمل بمثابة إجراء قيم في العلاقات الأخوية والصداقة المتبادلة بين البلدين، ويتوقع منه أن يشمل تنفيذه الرعايا الإيرانيين بشكل جدي وشامل.