icon
التغطية الحية

وثائق مسربة.. النظام السوري أعطى ميناء اللاذقية لإيران مقابل نفوذ روسيا بطرطوس

2023.09.27 | 07:17 دمشق

آخر تحديث: 28.09.2023 | 11:31 دمشق

ميناء اللاذقية
ميناء اللاذقية
إسطنبول ـ ضياء قدور
+A
حجم الخط
-A

يتابع موقع "تلفزيون سوريا" ترجمة سلسلة الملف السري المسرب مؤخراً من قبل مجموعة "انتفاضة حتى الإطاحة"، المقربة من منظمة مجاهدي الإيرانية المعارضة، ليظهر الجزء الثالث والأخير مجموعة الإنجازات التي حققتها إيران فعلياً على أرض الواقع في مجال الاستثمار الزراعي، والسيطرة على ميناء اللاذقية وتسلمها مشروعا آخر لبناء ميناء الحميدية من جانب النظام السوري كبديل وتعويض عن هيمنة الروس على ميناء طرطوس، وأحدث التطورات المتعلقة بمشروع مشغل الهاتف الثالث وقضايا متفرقة أخرى.

أراضٍ زراعية غير آمنة على حدود تركيا

تنظر الفقرة التالية من الملف السري المسرب في استثمار الإيرانيين لخمسة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية وفقاً لاتفاقية عام 2015 للتعاون الاقتصادي بين إيران وسوريا، حيث تظهر الإحصائيات تحويل بعض الأراضي للإيرانيين على شكل إيجار يخصم من الديون أو المطالبات الإيرانية على سوريا.

وتصل مدة العقد الموقع مع وزارة الزراعة السورية لـ 25 عاماً كمدة متوقعة لانتهائه، مع 25 مليون دولار كعائدات مالية لرد الديون مع اشتراط رفع كامل للعقوبات.

ويؤكد العقد بالفعل تحويل 118 هكتارا من الأراضي الزراعية في منطقة مسكنة بريف حلب لشركة (إيست فالي) الإيرانية، التي دفعت إيجار العقد لـ 3 سنوات.

ويشير الملف إلى أن إيجار السنة الثالثة ارتفع من 21 مليون ليرة سورية إلى 100 مليون ليرة سورية، مع موافقة الجانب السوري على توقيع عقد إيجار مع نفس الشركة الإيرانية للسنة الرابعة على التوالي.

ويظهر الملف تحويل قطعة أرض بمساحة 500 هكتار للشركة الإيرانية ذاتها في منطقة معيزيله (بالقرب من مدينة البوكمال داخل البلوك النفطي 12)، لكن الجفاف وانعدام الأمن حال دون بدء الفعاليات الزراعية. 

وبحسب الملف، فقد حدد الطرف الإيراني العديد من الأراضي السورية، لكن الطرف السوري رفض المقترحات لأسباب مختلفة.

ويبين الملف أن أحد أهم العوائق أمام مضي الاستثمارات الزراعية الإيرانية في سوريا هو تقديم الطرف السوري لأراض تقع في مناطق غير آمنة وقريبة من الحدود التركية السورية.

ويؤكد الملف أن الطرف السوري لا يقدم مقترحات لأراض زراعية مناسبة كالساحل السوري مثل ميناء طرطوس وبانياس واللاذقية، حيث التربة الخصبة ومعدل هطول أمطار مرتفع.

ويوضح الملف أن المستثمرين الإيرانيين لا يرغبون بالاستثمار في سوريا، خاصة في القطاع الزراعي.

ميناء اللاذقية لإيران تعويضاً لها عن ميناء طرطوس "الروسي"

في هذا الصدد، كشف الملف السري أنه "بالنظر إلى أن الطرف الإيراني لم يبد رغبة في استثمار وتطوير ميناء طرطوس بعد انتهاء المهلة التي حددها الطرف السوري بعد ثلاثة أشهر من توقيع الاتفاقية الشاملة للتعاون الاقتصادي السوري الإيراني عام 2015، فقد وضع الجانب السوري عملية استثمار وإدارة ميناء طرطوس في حوزة الجانب الروسي".

وبحسب الملف المسرب، فقد وضع مشروع تسليم إدارة واستثمار ميناء اللاذقية للطرف الإيراني، كبديل عن ميناء طرطوس، على جدول الأعمال، بعد المتابعات الحثيثة.

وعن أهمية ميناء اللاذقية، يشير الملف إلى أنه بالإضافة لتحقيق المصالح المالية لإيران، يوفر ميناء اللاذقية موضع قدم وهيمنة وإشراف استراتيجي على سواحل المتوسط.

ووفقاً للملف، يمتد ميناء اللاذقية، الذي يملك خمسة أرصفة بحرية، على أرض بمساحة 67 هكتارا، مع قدرة شحن تصل ل 100 ألف TEU ( حاوية شحن 20-قدم).

ويكشف أيضاً أن الطرف الإيراني عقد جلسات عديدة مع وزير المواصلات السوري، وهو ما أدى في نهاية المطاف لتحويل إدارة ميناء اللاذقية للطرف الإيراني بعد انتهاء مدة عقد الشركة الفرنسية في (الشهر العاشر من عام 2019)".

ووفق الملف "بالنظر إلى موافقة الجانب السوري على تمديد عقد ميناء اللاذقية مع الشركة الفرنسية CMA لمدة خمس أعوام (لأسباب تتعلق بالقوة القاهرة)، تأجل موضوع وضع الميناء تحت سيطرة الإيرانيين لخمسة سنوات أخرى، لكن حكومة النظام السوري وافقت على دفع قسم من عائدات الميناء لرد ديون الطرف الإيراني، وتم الاتفاق مع وزير المالية ورئيس البنك المركزي على تحديد حصة الطرف الإيراني لرد الديون من الميناء خلال السنوات الخمس هذه. (من عام 2019 وما بعد).

ويؤكد الملف أن الطرف الإيراني حصل بالفعل على حصته من عائدات ميناء اللاذقية للأعوام 2019، 2020، وتسعة أشهر من عام 2021.

وعن العوائق أمام تقدم الخطط الإيرانية في هذا الصدد، يشير الملف إلى قلق الطرف السوري من تسليم ميناء اللاذقية لإحدى الشركات الإيرانية المشغلة خوفاً من معاقبة ميناء اللاذقية.

ميناء جديد

وبحسب فقرة أخرى في الملف المسرب يظهر أن الطرف السوري، كما في الفقرة السابقة، قدم مشروع تأسيس وتطوير ميناء الحميدية للإيرانيين كتعويض عن سيطرة الروس على ميناء طرطوس. 

ويبدو أن هناك أهمية لبناء هذا الميناء تنبع من قربه من الأراضي اللبنانية، وتوفير إمكانية رفع صادرات إيران من الفوسفات السوري إلى 10 ملايين طن في العام.

ويشير الملف في نهاية هذه الفقرة إلى أن أحد العوائق أمام تقدم المشروع الإيراني في ميناء اللاذقية هو "مماطلة" الجانب السوري في توقيع العقد الأخير وتحويل منطقة الميناء للإيرانيين.
إلى أين وصل مشروع مشغل الهاتف الثالث؟!

يشير الملف إلى نشاط شركتي سيرياتيل وMTN كمشغل أول وثان في سوريا، وأن المشغل الثالث مجبور على بدء نشاطاته في ظل هذه الظروف، حيث فقد السوق نحو 35% من المشتركين (المواطنين) السوريين.

رغم ذلك، يؤكد الملف أن التوسع المحدود في هذا المجال مثمر (قيم) جداً، خلال هذه الفترة الحساسة الحالية، وفي ظل الظروف الخاصة لمنطقة غرب آسيا.

ويقول الملف: "يمكن أن يؤسس إطلاق المشغل في دولة أجنبية مقدمة دخول جاد لإيران في بقية دول المنطقة وحتى الدول الأفريقية، كما أن تنفيذ هذا المشروع يتمتع بأهمية قصوى من جهة إضفاء الشرعية للحضور الإيراني على طول التراب السوري".

وبحسب الاتفاقات المنفذة، ستكون حصة الطرف الإيراني 52%، وحصة الجانب السوري 48%، وقبل الطرف السوري دفع 50% من إيراداته الشهرية من حصته في المشغل الثالث لسداد الديون الإيرانية، واستقطاع رسم ترخيص تأسيس المشغل الثالث من الدين الإيراني على نظام الأسد. ( مع تحديد شركة إيران للاستثمارات الخارجية ايفيك كشركة وساطة وسمسار بين الطرفين).

ويقر الملف فعلياً بافتتاح حساب بنكي للمشغل الثالث في سوريا،  واستلام ترخيص تأسيس المشغل الثالث، وتجهيز مبنى أساسي للشركة مع بدء المدير التنفيذي ونائبه وبقية الموظفين الدوام فيه.

التعاون الإيراني مع شركة "المهام" التابعة لقاطرجي في حقل التيم النفطي

نظراً لأن المناطق المستثناة من البلوك النفطي 12 في البوكمال لم توضع تحت تصرف المجموعة الهدف (شركة خاتم الأنبياء)، وبما أن حضور شركة "المهام" في هذه المنطقة المستثناة يمكن أن يثير بعض المشكلات، وقعت المجموعة الهدف، بحسب الملف المسرب، عقداً مع شركة المهام لاستخراج النفط من المنطقة المستثناة من البلوك 12 ومن حقل التيم النفطي وتحويله إلى هذه الشركة، مقابل أخذ تكاليف استخراج ونقل النفط منها.

ويؤكد الملف في نهاية هذه الفقرة استخراج 156.413 برميلا نفطيا من هذه المنطقة حتى الآن، وتحويله لشركة "المهام".

اقرأ أيضا: تلفزيون سوريا: ملفات مسربة تثبت سيطرة الإيرانيين على "البلوكات"النفطية في حمص والبوكمال