icon
التغطية الحية

هوازن مخلوف يسيطر على مشفى التوليد والأطفال باللاذقية ويحوله إلى "مركز تجميل"

2023.11.26 | 12:19 دمشق

آخر تحديث: 28.11.2023 | 10:38 دمشق

مشفى التوليد والأطفال في اللاذقية ـ إنترنت
مشفى التوليد والأطفال في اللاذقية ـ إنترنت
اللاذقية ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

في أيام حكم حافظ الأسد، تسلّم عدنان مخلوف قيادة الحرس الجمهوري واستفاد من سلطته وقربه من باسل الأسد ليجمع ثروة طائلة تركها لأبنائه ومهد لهم الطريق ليكون لهم مكان راسخ ضمن النظام السوري.

هوازن مخلوف مدير صحة اللاذقية، وهو أحد أبناء عدنان، لم يكن بعيداً عن العقلية التي يعيش بها آل الأسد، ولكنه استطاع العمل بطريقة مختلفة، فقد دخل كلية الطب البشري وتخرج فيها، واختص في مجال الجراحة العامة في مشافي التعليم العالي وبعدها سافر إلى إيطاليا لمتابعة اختصاصه، ويأتي لسوريا كطبيب اختصاصي في مجال جراحة الأورام والجراحة التنظيرية كما يقول.

هوازن مخلوف وسلطة الطبيب

ابتعد هوازن مخلوف عن الجيش والأمن والجمارك كما فعل بقية أفراد عائلته، فدخوله لكلية الطب البشري كان الدرجة الأولى في السلم الذي صعده ليتمكن بشكل قوي في اللاذقية ويفرض سلطته وسيطرته على كامل القطاع الصحي في اللاذقية.

ويقول "آصف" (طلب عدم ذكر هويته) أحد الأطباء الذين عاصروا تطور مكانة هوازن مخلوف تدريجياً، فبعد عودته من إيطاليا تزوج بنت العميد محسن سلمان الذي كان الحاكم العسكري في لبنان أيام وجود الجيش السوري، وبذلك ضمن لنفسه مكانة قوية في الدولة، وبعدئذٍ تعاقد مع وزارة الصحة بصفة طبيب اختصاصي (جراحة عامة) في المشفى الوطني في اللاذقية، ثمّ مهّد لنفسه الطريق تدريجياً حتى قوي عظمه وأسس لوجوده وكان هذا بعد عام 2005.

بحسب الطبيب "آصف"، "أجرى هوازن بداية في المشافي الخاصة كثيراً من العمليات الجراحية التنظيرية؛ كاستئصال المرارة والطحال والرحم، وأجرى كثيراً من عمليات قص المعدة وتعرض لكثير من الاختلاطات الجراحية التي أودت بحياة عدد من المرضى ولكن من سيحاسب ابن عدنان مخلوف؟".

في عام2017 تسلم هوازن مخلوف إدارة مشفى التوليد والأطفال وبعدها بعام تقريباً تسلم إدارة مديرية الصحة وحتى اليوم، لتصبح مشافي اللاذقية بكاملها تحت سطوته، وحتى المشافي الخاصة تحتاج "لرضاه"، كما تحتاج مستودعات وشركات الأدوية والتجهيزات الطبية كلها لموافقته على أي إجراء وهكذا ملك هوازن قطاع الصحة في اللاذقية كما ملك ابن عمه رامي اقتصاد سوريا بكامله، وفق مصادر طبية خاصة.

مشفى التوليد والأطفال لـ "عمليات التجميل"

تضيف المصادر الطبية لموقع تلفزيون سوريا، أنه "منذ تولي هوازن إدارة مشفى التوليد والأطفال وهو يجهز المشفى لتكون مكاناً لعمله الخاص، ومشفى التوليد والأطفال هيئة حكومية أي أن خدماته مأجورة ولكن بأجر بسيط جداً. ولكن أول ما قام به هوازن هو تدريب أحد الأطباء على التنظير الجراحي وحصل على استثناء من وزير الصحة السابق نزار يازجي لإنشاء قسم للجراحة التنظيرية ضمن هذا المشفى وبعد تأهيل القسم وتجهيزه تسلّم هوازن إدارة مديرية الصحة وترك إدارة المشفى من بعده لطبيب من آل "الفرا" وهو طبيب نسائية وتوليد. وبذلك ضمن هوازن سيطرته على المشفى كاملاً لأنه يسيطر على الأخير بحكم قوة مخلوف ونفوذه الكبير".

ووفق أحد العاملين في المشفى والذي (طلب عدم ذكر اسمه)، فإن هوازن بدأ بإجراء عمليات التنظير الجراحي في المشفى نفسه في قسم الجراحة التنظيرية. وبعدها شيئاً فشيئاً تحولت عمليات قسم جراحة الأطفال في مشفى التوليد والأطفال بمعظمها إلى عمليات تنظيرية وتجميلية.

يقع مشفى التوليد والأطفال بالقرب من المشفى الوطني في اللاذقية، وبحكم عدم وجود شاغر لإنشاء قسم للجراحة التجميلية تم نقل قسم الجراحة التجميلية لمشفى الحفة الوطني، وفي نفس الوقت حصرت عمليات التجميل في مشفى التوليد والأطفال تحت نفس الاستثناء الذي حصل عليه هوازن سابقاً من وزير الصحة السابق "يازجي". وشددت المصادر على أن معظم العمليات التي يجريها "مخلوف" تدخل تحت مسميات أخرى؛ فعمليات قص المعدة يدخلها تحت مسمى (قرحة نازفة) وبهذا لا يدفع المريض للمشفى أيَّ أجور، وعمليات شدّ البطن أحياناً تدخل تحت مسمى (خرّاج في البطن). ولكن وبحسب المصدر لا يتم تغيير اسم جميع العمليات، بل قسم منها كي لا تتعرض إدارة المشفى للمساءلة من الوزارة ويتم إيقاف العمل في المشفى.

المصدر نفسه أكد أن هوازن مخلوف يستغل مُقيمي الجراحة العامة والتجميلية والنسائية في مشافي الصحة في اللاذقية ممن يرغبون في تعلّم التنظير الجراحي ويجعلهم يعملون كمساعدين في كل عملياته الجراحية، ويضيف "يعملون مجاناً وبكل سعادة". بغية تعلم التنظير الجراحي.

وذكر المصدر أن مخلوف يسمح للأطباء المقيمين بإحضار مرضاهم وإجراء عمليات تجميلية لهم، بعد إعطاء مخلوف نسبته من المبالغ المالية.

مشفى خاص على حساب مشفى التوليد

بحسب تصريحات خاصة لعاملين في مديرية الصحة في اللاذقية، فإن هوازن مخلوف يحضر لترك مديرية الصحة في أقرب وقت؛ من دون معرفة إن كانت نهاية خدمته أم إنه هروب من محاسبةٍ ستلاحقه، كما يحصل في جميع مديريات ومؤسسات حكومة النظام السوري بقيادة أسماء الأسد.

وتنتشر روايات حالياً عن أنَّ مخلوف يحضر لافتتاح مشفاه الخاص وسينقل عمله إليه، لإجراء كل العمليات الجراحية التي يرغب فيها في هذا المشفى وتحت إدارته.

يذكر أن مشفى الأطفال والتوليد يعاني حالياً من شحّ لم يسبق حدوثه في المواد الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية للعمليات الجراحية، وقد وصل الأمر لدرجة أن المريض إذا احتاج لإجراء عمل جراحي سيدفع ثمن الشاش والخيوط والمعقمات، وفق مصادر من داخل المشفى.

وتضيف المصادر لموقع تلفزيون سوريا "تخيل أننا نرسل مرافقي المرضى لشراء كفوف جراحية وخيوط، وصلنا لمرحلة مزرية".

يرجع بعض العاملين في المشفى هذا النقص لتوقف الوزارة عن إرسال الأموال للمشفى منذ شهر آذار ويقول إن "المشفى واقف على قدميه منذ ذلك الوقت اعتماداً على المساعدات التي قُدّمت بعد زلزال شباط الفائت".

لكن وبحسب المصدر من داخل المشفى فإنه "في الوقت الذي نقصت فيه موارد عمليات الولادة القيصرية كانت المواد متوفرة لكل مرضى العمليات التنظيرية والتجميلية أي لمرضى هوازن مخلوف، بحجة أنه هو من يجلب هذه الأدوية لمرضاه".

وتابع "تحصل سرقات في كل المؤسسات في سوريا، ولكن إنه لمعيب أن يترافق نقص المواد واختفاؤها مع قرب افتتاح مشفى مخلوف الذي يقوم بتجهيزه..".

ويشير إلى أن مخلوف يفرض سيطرته على المشفى "فلا يستطيع أحد الاعتراض على ما يفعل وما يريد فعله"، و"في حال قرر أحد التساؤل عن مصير المساعدات التي قدمت خلال زلزال شباط الفائت فمصيره سيكون بافتعال أي مشكلة لطرده من العمل وهو شيء حصل سابقاً مع إحدى الممرضات التي رفضت إعطاء مخلوف أدوات جراحية ليستخدمها خارج المشفى فانتظر هو ورفاقه توريطها في مشكلة لطردها من منصبها واستبدالها".

ويذكر أن مخلوف يمتلك مركزاً للتجميل في شارع الأميركان في اللاذقية ومستودعاً للأدوية والتجهيزات الطبية.