نظام بابلو أسكوبار سوريا.. في مؤتمر دولي لمكافحة المخدرات..!!

2022.07.16 | 04:56 دمشق

نظام بابلو أسكوبار سوريا
+A
حجم الخط
-A

لعلها طرفة!؟، لا هي فعلا ليست كذلك، ولدى البحث والتدقيق والتمحيص عن مصدرها فقد تبين أنها حقيقة وأمرا واقعا، إذ إن وزارة داخلية النظام وعلى صفحتها في الفيس بوك قالت قبل فترة في منشور لها "إن سوريا شاركت في مؤتمر دولي حول التعاون في مجال مكافحة المخدرات". وأضافت أنه وبدعوة من الأمانة العامة لمنظمة الأنتربول ووحدة المخدرات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد شاركت سوريا في عملية "lion fish" التي تناولت التجارة غير المشروعة للمخدرات، حيث عقدت هذه الفعالية وانتهت في دولة الإمارات وتضمن برنامجها حوارات مفتوحة بين الأطراف المشاركة، وتقديم الاقتراحات والتوصيات ذات الصلة التي من شأنها أن تعزز التعاون المشترك بين المجتمعين في هذا المجال، بالإضافة لمشاركة المعلومات الأمنية التي تُمكّن الأجهزة الأمنية من القيام بدورها لمكافحة هذه الظاهرة الخطرة، وتطويقها وتقليل آثارها أو القضاء عليها.

في الواقع من يقرأ ما نشرته وزارة داخلية النظام المجرم على صفحتها حول مؤتمر المخدرات الذي دعيت إليه، يظن أن البيان الذي أصدرته_ أي وزارة داخلية النظام _ وقدمته للمؤتمر وكأنه قادم من المريخ، أو يعود لدولة أخرى غير سوريا وجرى نسخه ولصقه، كما هو حال جميع ما "يُعفّشُ" ويسرق من مقدرات وأموال الشعب السوري، بيان نموذجي شفاف لدولة عادلة متزنة تحترم نفسها وشعبها ولا عهد لها بمخدراتٍ ولا بحبوب كبتاغون ولا نبتة حشيش، بيانٌ يوحي بأنه يعود لدولة ومدينة أفلاطونية فاضلة والتي لا تعرف في عهد الأسد الابن وشبيحته من الحبوب سوى الحبوب الخافضة للحرارة ربما أو حبوب الالتهابات والأسبرين.

حقيقة فإن جميع المعلومات الأمنية والاستخبارية وعشرات التقاربر الدولية والإقليمية الصادرة من مختلف دول العالم، تؤكد ومنذ سنين خلت أن نظام الأسد من قمة رأسه وحتى أسفل قدميه مع أفراد أسرته وحاشية مزرعته، وكبار ضباط جيشه وأمنه وبالتعاون الوثيق مع كبار قادة الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا وقيادات حزب الله اللبناني متورطين جميعا بزراعة وتصنيع وترويج وتجارة وتهريب المخدرات لدول الجوار والخليج والعالم، هذه المخدرات القاتلة التي تدر عليهم مئات الملايين من الدولارات لتمويل أساليب وحملات القتل والإجرام التي تشن على الشعب السوري منذ أكثر من 12 عاما.

جميع صفقات المخدرات تجري بمعرفة وحماية من نظام الأسد، ووجدوا أدلة قوية جدا على أن "ماهر الأسد" قائد الفرقة الرابعة وشقيق بشار الأسد ضالع بهذه العمليات

عادة وفي العديد من دول العالم والبلدان الأوروبية يجري وبشكل دائم إفشال محاولات تهريب وبطرق جهنمية للمخدرات إلى بلدانهم، وتوقيف العشرات من أفراد عصابات ومافيات تهريب المخدرات والكبتاغون، ولكن اللافت أنه وقبل أيام فقط ذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أخبارا عن إفشال عمليات تهريب مخدرات كبيرة قادمة من سوريا، وأن المقبوض عليهم هم من الضالعين بتهريب المخدرات إلى دول عدة، ويتبعون بشكل أو بآخر لنظام الأسد، وأن محاكمتهم ستكون قريبة، وحسب المعلومات فقد تبين للمحققين الألمان من خلال التحقيقات التي قاموا بها مع المقبوض عليهم، أن جميع صفقات المخدرات تجري بمعرفة وحماية من نظام الأسد، ووجدوا أدلة قوية جدا على أن "ماهر الأسد" قائد الفرقة الرابعة وشقيق بشار الأسد ضالع بهذه العمليات اللا أخلاقية ويجني أموالا طائلة من تجارة الممنوعات هذه.

في الواقع فإن نظام القتل الأسدي والميليشيات الإيرانية وحزب الله خلال الفترات الماضية، لم يتركوا طريقة أو أسلوبا وطريقا أو منفذا وجحرا إلا وسلكوه لتهريب المخدرات بأنواعها، وعليه فقد أصبح معبر نصيب الحدودي مع الأردن وبالا وويلا على المملكة منذ أن قررت "عمان" استئناف الترانزيت عبره باتجاه أراضيها ومنها لدول الخليج، فالملاحظ أن هذا المعبر وقبل كل شيء أصبح ممرا ومعبرا للمخدرات والكبتاغون، حيث إنه لا تكاد تمر أيام إلا ونسمع بمحاولة أو بضبط أو إفشال عمليات تهريب لشحنات مخدرات كانت في طريقها من سوريا إلى دول الخليج، بأساليب تهريب احترافية عالية منها مالا يخطر على بال إنس أو جن، وربما يأتي في هذا السياق العملية التي جرت منذ فترة والتي قامت من خلالها السلطات الإيطالية بضبط أكبر عملية تهريب للمخدرات في أحد موانئها والتي بلغ وزنها 14 طنا وقدرت قيمتها بمليار يورو ناهيك عن ضبط حبوب مخدرة بلغ عددها 84 مليون حبة حيث قالت الشرطة الإيطالية حينذاك إنها تعود للنظام السوري.

حقا إن الكولومبي "بابلو أسكوبار" بارون المخدرات العالمي لم يصل لما وصل إليه نظام الأسد، فقد أصبح معلوما للجميع أن "الأسد القاتل" وطغمته الفاسدة الحاكمة باتت تعرف "بنظام المخدرات والكبتاغون" فبعد أن أصبحت المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في سوريا من قمح، وشعير، وسمسم. وقطن من المنسيات ولا وجود لها إلا في الأحلام، وأصبح مجرد الحصول على رغيف الخبز من أولى الأمنيات والمعضلات التي باتت تواجه المواطن السوري المقهور، وخاصة في مناطق سيطرة النظام، فبعد أن فقد نظام الأسد منذ عقد من الزمن المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية في الجزيرة والفرات والتي كانت تزرع بالمحاصيل الاستراتيجية، فقد عمد إلى زراعات استراتيجية بديلة ومربحة أكثر في المساحات التي لاتزال تحت سيطرته من سهول وجبال، وهي زراعة النباتات المخدرة، والحشيش وإنتاج الكبتاغون وغيره من الأصناف والأنواع ليجعلها وعصابة حكمه بديلا عن زراعة وإنتاج القمح وصناعة الرغيف الذي يبحث عنه السوري الصابر المحتسب بعناء ليل نهار.

لا يضاهي بارون المخدرات "بابلو أسكوبار" في شبكته وفي غناه وما درت عليه المخدرات ما درت على "أسكوبار" وبارون آخر للمخدرات وهو "بشار الأسد "وشقيقه ماهر وعصابة حكمه وجوقته العائلية

ختاما.. بارون المخدرات الكولومبي المعروف دوليا "بابلو أسكوبار" وشبكته المافيوية الرهيبة في تهريب المخدرات أصبح ولسنوات سبع متتالية أغنى رجل في العالم حسب مجلة فوريس بثروة قدرت في مطلع التسعينات بـ 35 مليار دولار ، وربما لا يضاهي بارون المخدرات "بابلو أسكوبار" في شبكته وفي غناه وما درت عليه المخدرات ما درت على "أسكوبار" وبارون آخر للمخدرات وهو "بشار الأسد "وشقيقه ماهر وعصابة حكمه وجوقته العائلية، التي ازدهرت المخدرات في عهده، وذلك بفعل شبكة من العلاقات التي بناها بتحالف السلطة وكبار ضباط الأمن والجيش مع حزب الله وملالي قم، ولعل هذا  الأمر كان الفرق الوحيد الذي يفرق بابلو أسكوبار كولومبيا- الذي كانت تحاربه واشنطن والسلطات الكولومبية-عن بابلو أسكوبار سوريا الذي لا يحاربه أحد في العالم رغم أنه إضافة إلى مخدراته إمعانه في قتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير وتشريد وتغييب الملايين منهم.