icon
التغطية الحية

نشاط متزايد لعصابات الخطف والسلب في مناطق ريفي حماة واللاذقية

2021.05.09 | 06:18 دمشق

120158162029.jpg
إدلب - أحمد عقلة
+A
حجم الخط
-A

في ظل ضعف سيطرة قوات النظام وأجهزته الأمنية على مناطق ريف اللاذقية وريف حماة الغربي، باتت تنتشر مجموعات للخطف والاغتيال على الطرقات في القرى الموالية للنظام، حيث تقوم بنشر حواجز لهم بهدف اعتقال عدد من المدنيين والتفاوض عليهم مع أهاليهم.

وقامت هذه العصابات باختطاف طلاب جامعات وعدد من الموظفين في حكومة النظام، حيث أفرجت عنهم بعد احتجازهم لعدة أسابيع مقابل مبالغ مالية ضخمة، حيث يتم تعذيب المختطفين وإرسال مقاطع صوتية إلى أهاليهم، من أجل الحصول على أكبر قدر من الأموال.

وتعتبر مجموعة "أبو علي" هي أحد أهم المجموعات التي تعمل في حالات الخطف على الطرقات، حيث يعتبر المدعو "أبو علي" هو قائد ميليشيا لعصابات للخطف والقتل في ريف حماة الغربي، وينحدر من أحد قرى سهل الغاب الموالية للنظام.

عماد بكور هو أحد المدنيين من ريف إدلب يتحدث عن عملية مقتل شقيقه وعائلته على أحد طرقات ريف اللاذقية، من قبل عصابات للخطف رغم أنه كان موظفاً مدنياً في مناطق النظام ويقطن في مدينة اللاذقية.

الخطف عبر حواجز مؤقتة

يقول البكور لـ موقع تلفزيون سوريا إنه" كان شقيقي في زيارة لمنطقتنا مع عائلته، وبعد قضائه عدة أيام قرر العودة إلى مدينة اللاذقية، وفي طريقه قام باصطحاب امرأة وطفلين من على الطريق، حيث استوقفه حاجز بالقرب من بلدة "بيت ياشوط" الموالية للنظام".

وأضاف "في هذه المنطقة لم يكن هناك حاجز لقوات النظام من قبل، وإنما كان حاجزاً طياراً، لذلك على الفور قاموا بفتح السيارة وإطلاق النار عليهم وقتلهم جميعاً، ومن ثم تم رميهم في واد بالقرب من المنطقة، ثم قاموا بسرقة السيارة وجميع مقتنياتهم".

وأشار في حديثه "بقيت جثثهم ما يقارب ١٥ يوماً، ونحن لم نعرف ما جرى لهم بعد انقطاع الاتصال، حتى تم كشف الأمر من قبل أحد المارة، حيث قمنا بالعبور على الجثث ودفنهم، وبالنهاية فإن تحقيقات النظام انتهت بعدم القدرة على القبض على الفاعلين، وكانت النتيجة  تسجيل الجريمة ضد مجهول".

فلتان أمني يؤرق الموالون

وطالب الموالون بتدخل قوات النظام لوضع حد لسيطرة العصابات، ولكن دون رد يذكر، حيث إن سيطرتهم باتت أكبر وعمليات الخطف باتت تستهدف جنود النظام والطلاب القادمين من المناطق المحررة، بالإضافة إلى التجار والأثرياء.

أحمد العمر (اسم مستعار) وهو طالب في كلية اللغة العربية في جامعة تشرين في مدينة اللاذقية، يشرح في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا عملية خطفه من قبل عصابة في منطقة عين الكروم بريف حماة الغربي لمدة ١٣ يوماً بعد اختطافه من على الحافلة التي كانت تقلهم إلى الجامعة.

يقول أحمد "أثناء ذهابنا إلى الجامعة بحافلة أتت من مناطق إدلب تضم طلاباً جامعيين وموظفين مدنيين، أوقفنا حاجز في منطقة "عين الكروم" الموالية للنظام بريف حماة، يضم رجالاً بلباس مدني يحملون بنادق كلاشنكوف حيث طلبوا من الحافلة التوقف مع بعض الكلمات النابية بحق المسافرين".

ويضيف "قاموا بالبحث بالهويات وطلبوا مني ومن شخصين النزول معهم، وبعد تدخل قائد السيارة قاموا بضربه وإهانته وطلبوا منه الانصراف قبل ضرب السيارة بالرصاص، وثم تم اقتيادنا ونحن مطمشون إلى مكان مظلم".

ويشير في حديثه "تعرضت لبعض عمليات الضرب من قبلهم، وطلبوا منا التحدث مع أهالينا لطلب إخراجنا مقابل فدية مالية، حيث بقيت كل هذه الأيام أحصل على ربع رغيف خبز يومي ونصف كأس ماء".

ويوضح أنه خرج بعد دفع أهله 9000 دولار للخاطفين عن طريق وسيط، وتم تسليمه في حين أنه من المفارقة أن أحد المختطفين كان عنصراً في قوات النظام وكان يقاتل في صفوفه في ريف اللاذقية.

تدخل خجول من حكومة النظام

وقد نشرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام أنه تم إلقاء القبض على شخص بجرائم خطف وسلب السيارات العامة على أوتوستراد اللاذقية - طرطوس، بعد تتبعه من الأجهزة الأمنية.

وأضافت الوزارة أنه "نتيجة الجهود التي يقوم بها فرع الأمن الجنائي في محافظة اللاذقية لإلقاء القبض على مرتكبي الجرائم وبخاصة جرائم الخطف وسلب السيارات قام فرع الأمن الجنائي في اللاذقية بإلقاء القبض على شخص مطلوب بجرم خطف وسلب السيارات العامة يدعى (سومر. ق) مواليد ١٩٨٦".

وأشارت أنه "بالتحقيق معه اعترف بإقدامه بالاشتراك مع أشخاص آخرين على ارتكاب العديد من حوادث سلب السيارات العامة على أوتوستراد (اللاذقية ـــ طرطوس) خلال عامي (٢٠١٥ و٢٠١٦)، وقيامه بتصريف وبيع السيارات المسروقة، مازالت التحقيقات مستمرة معه والأبحاث جارية عن باقي الشركاء، وسيتم تقديم المقبوض عليه إلى القضاء المختص".

الأمن والاقتصاد.. ملفات تضغط على النظام في مناطق سيطرته 

يقول العميد المنشق عن قوات النظام أحمد رحال لموقع تلفزيون سوريا إن "أخطر ملفين ضاغطين يتعرض لهم النظام هو الملف الاقتصادي والأمني، فالملف الأمني ليس له قدرة على تحقيق الأمن للناس، والخطف لا يقتصر على طريق حماة- اللاذقية، بل في كل مناطق سيطرة النظام".

ويضيف "عندما كانت بدأت الحملات العسكرية يتم احتلال بعد المناطق حيث كانت تلك الميلشيات تسد جوعها بنهب ممتلكات المدنيين، واليوم لم يعد هناك احتلال لقرى أخرى، وتلك الميليشيات قد اعتادت على نهب وسرقة ممتلكات وأموال المدنيين، لذلك تلجأ إلى تشكيل عصابات مافيا، تقوم بالخطف والسطو المسلح وفرض الإتاوات بقوة السلاح".

ويوضح الرحال أنه "لم يعد هناك رواتب ودخل لتلك الميليشيات  وهذا الحال سيزيد سوءاً، وستتفاقم تلك العصابات، والنظام يدرك أن سيواجه كارثة أمنية وفلتانا أمنيا كبيرا، ويمكن القول إن الشعب بتلك المناطق سيقتل بعضه البعض إن بقي الحال على ما هو عليه".

وسبق أن قال رئيس فرع التسجيل الجنائي في إدارة الأمن الجنائي التابع لنظام الأسد، العميد بسام سليم، إن إجمالي عدد الجرائم المرتكبة في مناطق سيطرة نظام الأسد، خلال عام 2020 بلغ 57175 جريمة، بنسبة انخفاض نحو 1 بالمئة عن 2019، حسب تصريح لصحيفة الوطن الموالية.

وتعاني مناطق سيطرة نظام الأسد من انتشار عصابات السرقة المنظمة وعصابات تجارة المخدرات في شوارعها، وحالة من الفلتان الأمني رغم وجود عشرات الأجهزة الأمنية في ظل اكتظاظ سكاني كبير للنازحين من المناطق المدمرة، كما تعاني من انتشار ظاهرة التسول دون أن تتخذ أجهزة أمن النظام أي إجراءات للحد منها.