icon
التغطية الحية

مهاجرون قضوا أثناء عبور حدود تركيا وطبيب يوناني يساعد ذويهم في التعرف إلى جثثهم

2021.10.08 | 15:40 دمشق

139407051108566606181204_0.jpg
+A
حجم الخط
-A

يخاطر طالبو اللجوء بحياتهم خلال رحلة لجوئهم من تركيا إلى اليونان بهدف الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث يعبر المهاجرون الغابات والجبال ويلقى البعض مصرعهم في مناطق شبه نائية لا يوجد فيها سوى بعض الحيوانات.

وقال موقع "مهاجر نيوز"، إنه في منطقة إيفروس الحدودية بين اليونان - وتركيا، يلقى بعض طالبي اللجوء مصرعهم في مناطق نائية أو في نهر يمتد أكثر من 200 كيلومتر، لذلك يسعى الطبيب الشرعي اليوناني بافليس بافليديس إلى إيجاد هوية المتوفين وخلال رحلتهم ومعرفة أسباب الوفاة قبل دفنهم.

ويراقب "بافليديس" من المستشفى الذي يعمل فيه في مدينة ألكسندروبولي شمالي اليونان الذي يبعد عشرات الكيلومترات من تركيا، هاتفه المحمول ليرى إن كان هناك أشخاص يبحثون عن دليل يرشدهم إلى معرفة مصير أقرباء فقدوهم في المنطقة.

"أبحث عن أخي الذي غرق ربما في نهر إيفروس، في 22 آب 2021. أخبرتني في 7 أيلول أنكم عثرتم على جثة واحدة فقط. هل وجدتم جثثا أخرى منذ ذلك الحين؟". يضيف الشاب في رسالته المرسلة إلى الطبيب يوم الأحد الماضي، "أتوسل إليك أن تساعدني في العثور على أخي حتى نتمكن من دفنه بكرامة".

عدة طرق للكشف عن هوية الضحية

يبدأ الطبيب بالتحقق عند وصول الجثث إلى مشرحة المستشفى، حيث وضع نظاماً للتعرف إلى جثث المهاجرين في المنطقة، في محاولة منه للتعرف على هوية الضحية ومن ثم وضع جميع المعلومات الخاصة بها في سجلات، ثم يُنسق مع السلطات اليونانية لمعرفة إن كانت لديهم معلومات عن هوية الضحية.

وأضاف أنه من الممكن "انقضاء أسابيع قبل أن تعثر السلطات اليونانية على جثة طالب اللجوء، وبذلك تكون تحللت وتغيرت ملامحها لاسيما الوجه، خصوصاً في حالات الغرق"، ويصبح من الصعب أن يتعرف أقرباء الضحية عليها.

وبيّن أنه لا يكتفي بدليل واحد فقط للتوصل إلى نتيجة مؤكدة، "نعثر أحياناً على وثائق أو جواز سفر لكن لا نستطيع الاعتماد عليها كدليل، لأنه من المحتمل أن تكون هذه الوثائق مزورة، لذلك يجب تحليل كل حالة ودراستها قبل التوصل إلى نتيجة"، وأنه من الأدلة الأخرى التي تساعد الطبيب على إتمام التحقيق هي العلامات المميزة على الجسد، مثل الندبات أو الوشوم.

وأشار إلى أنه يحاول الاحتفاظ بالجثث أطول فقره ممكنة، وقد تصل إلى نحو عام في بعض الحالات، لأنه أحياناً يتلقى اتصالاً من عائلة ما ويحصل على دليل جديد يساعده في التعرف على هوية المتوفى، مبيناً أن التوصل إلى هوية المتوفى يبقى أمراً نادراً.

وفاة 38 طالب لجوء منذ بداية 2021

وأكد "بافليديس" الذي عاين 500 جثة تعود لطالبي لجوء خلال 20 عاماً، أن السلطات اليونانية ترسل الجثث مجهولة الهوية إلى مقبرة خاصة بالمهاجرين في قرية صغيرة بين السهول والتلال تبعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة ألكسندروبولي.

وأفاد "بافليديس" أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري تجاوز عدد الوفيات في منطقة إيفروس "إجمالي عدد وفيات العام الماضي بأكمله"، حيث قضى حتى إعداد التقرير 38 طالب لجوء، في حين توفى العام الفائت 36 مهاجراً غير نظامي.

ولفت إلى أن هذا هو العدد الإجمالي لوفيات المهاجرين في هذه المنطقة، قائلاً "لا ننسى أننا نتحدث هنا عن الوفيات في الجانب اليوناني من النهر، وهناك بالتأكيد أعداد مماثلة على الضفة التركية، لكن للأسف ليست لدينا أية معلومات عن ذلك".

وأوضح أن حوادث الغرق في نهر إيفروس ليست أمرا نادراً، لأن هناك تيارات قوية يمكنها جرف قوارب المهاجرين الصغيرة، ويكفي أن تصطدم هذه المراكب بجذع شجرة أو أي صخرة في النهر لينقلب القارب ويغرق المهاجرون الذين على متنه"، مشيراً إلى أنه في فصل الشتاء ومع تراكم الأمطار، يرتفع منسوب مياه النهر ويصبح العبور أكثر خطورة.

وتابع أن مياه الجزء الجنوبي من نهر إيفروس ليست عميقة، لكنها ضحلة ومليئة بالطين إذ تستحيل السباحة فيها، بالإضافة إلى أن هناك جثثا تبقى عالقة في أعماق النهر، لا يستطيع أحد رؤيتها خصوصا إذا كانت المياه ضحلة.

وبيّن أنه بالإضافة إلى الغرق هناك حالات أخرى يتعرض المهاجرون لها تودي بحياتهم وهي حوادث سير، خاصة خلال العبور في سيارات تسرع في طرقات مخفية ووعرة بعيداً عن عربات الشرطة التي تجوب في المنطقة، موضحاً إلى أنه في كثير من الحالات وبعد أن يعبر طالب اللجوء النهر تبتل ثيابه، و"في الشتاء أو حتى الربيع والخريف تنخفض درجات الحرارة ليلا، ليجد الشخص مكاناً مهجوراً قرب النهر، فيدخل إليه لنيل قسط من الراحة، لكن تنخفض حرارته وينتهي به الأمر ميتاً".

ويعتبر طريق تركيا – اليونان خط عبور طالبي اللجوء إلى أوروبا والذي يقصده الكثير من طالبي اللجوء سواء من يأتون إلى تركيا بهدف عبوره أو من قبل اللاجئين الموجودين في تركيا لاسيما السوريين منهم.