icon
التغطية الحية

معارك البادية.. التنظيم ينشر صوراً لإعدامات والنظام يشيع عناصره

2020.11.14 | 10:12 دمشق

tnzym_6.png
عناصر من تنظيم "الدولة" في البادية السورية (أعماق)
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تشهد البادية السورية هجمات مكثفة من قبل تنظيم "الدولة" ضد مواقع قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، حيث كان الأسبوع الفائت، حافلاً ببيانات التنظيم التي تتبنى تلك الهجمات، قابلتها صور نشرتها مواقع رسمية تابعة للنظام حول تشييع قتلى الأخير.

التنظيم ركز في هجماته الأخيرة على منطقة السخنة في البادية السورية قرب مدينة تدمر، وقال في أكثر من بيان إنه استهدف حافلات وآليات تنقل عناصر من قوات نظام الأسد.

ومما يدل على إلحاق التنظيم خسائر عديدة في صفوف قوات نظام الأسد، هو تمكنه من أسر عناصر وإعدامهم، بطريقته المعتادة، ما يشير إلى أن البادية السورية، باتت تثقل كاهل النظام لجهة انتشار وتمركز تنظيم "الدولة" فيها.

البادية بيان.jpg

 

 اقرأ أيضاً: استمرار واتساع.. تنظيم "الدولة" خلال عام على تغييب البغدادي

 اقرأ أيضاً: سلسلة هجمات لتنظيم الدولة ضد النظام في بادية الشامية

البادية مثلث برمودا الذي يبتلع فيه التنظيم عناصر نظام الأسد والميليشيات

للبادية السورية أهمية كبيرة للطرفين، فالنظام عمل المستحيل خلال السنوات السابقة لاستعادة السيطرة على الطرق الرئيسية التي تشق البادية خاصة طريقي دمشق- حمص، وتدمر- دير الزور، وهذان الطريقان يمثلان الشريان الرئيسي لتحركات قوات النظام والقوافل التجارية ومركبات المسافرين من جنوب سوريا بما فيها دمشق مروراً بوسطها (حمص) وصولاً إلى المنطقة الشرقية، إضافة إلى وجود حقول فوسفات في البادية، إلى جانب الأهمية الكبيرة التي توليها روسيا لمدينة تدمر، إذ تنشر فيها عناصر من قواتها الخاصة، ضمن مواقعها الأثرية.

أما التنظيم فمنذ فقدانه السيطرة على الأرض في آذار 2019 عبر فقدانه آخر معاقله في سوريا، وكان ذلك في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، وما لحق به من هزائم كمقتل زعيمه السابق "أبو بكر البغدادي" وقيادات من الصف الأول كالمتحدث باسمه " أبو الحسن المهاجر"، فتؤكد تحركاته على أنه منتشر بشكل جيد في البادية، إذ لم تغب عملياته عنها منذ مطلع العام الحالي، ولعل أهمها كان في نيسان الفائت حيث تدخلت، حينئذ، الطائرات الروسية لتقليل الضغط عن قوات النظام التي كادت أن تخسر مدينة السخنة وربما تدمر.

البادية.jpg
النظام يشيع قتلى من عناصره سقطوا في البادية (جريدة الوطن)

 

ومن البادية السورية وتحديداً من مدينة السخنة، أطلق التنظيم في نيسان الفائت، معركة "ملحمة الاستنزاف"، التي تطورت خلال الأشهر الفائتة إلى "ملحمة الاستنزاف 2" وملحمة الاستنزاف 3" ثم وصلت إلى معركة جديدة باسم "لبوا النداء" أطلقها في أيلول الفائت، وكانت البادية خلال هذه المعارك مركز انطلاق عمليات التنظيم العسكرية ضد قوات النظام.

ووفق ما رصده موقع تلفزيون سوريا من هذه المعارك، فإن عمليات التنظيم تتركز في قرى منطقة السخنة بريف حمص الشمالي، التي أطلق عليها التنظيم اسم "أم القرى" بعد سيطرته عليها في 2015.

وخلال الأشهر الفائتة، تحصن تنظيم "الدولة" في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.

ويتخذ من تلك المناطق جيوباً صغيرة ومتفرقة، وتتركز عملياته على شكل هجمات سريعة وخاطفة ضد قوات نظام الأسد على امتداد البادية السورية، في خطوة للسيطرة على السلاح والذخائر كهدف أساسي.
وإلى جانب البادية يمتلك التنظيم خلايا في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في دير الزور والحسكة والرقة، وهذه الخلايا تنفذ عمليات شبه يومية ضد "قسد".

اقرا أيضاً: رغبة "قسد" في إفراغ الهول وسجونها من السوريين.. الدوافع  والمكاسب

اقرا أيضاً: ما وراء اتهام "تنظيم الدولة" بإيصال أكبر شحنة مخدرات إلى إيطاليا

النظام يزج بالأطفال ويشيع قتلاه من المستشفيات العسكرية

كثيرة هي الصور التي نشرتها حسابات رسمية وصحف تابعة لنظام الأسد خلال، الأسبوع الفائت، حول تشييع قتلى للنظام من مستشفيات عسكرية عديدة في سوريا بعد مصرعهم في معارك بالبادية السورية.

ولا يقتصر سقوط قتلى في هذه المعارك فقط على عناصر قوات نظام الأسد، إذ لحق ذلك بالميليشيا المحلية التي تساند النظام في المنطقة أبرزها "لواء القدس" وميليشيا "الدفاع الوطني"، وأمام هذه الخسائر يبدو أن تلك الميليشيات بدأت تزج بالأطفال الذين جرى تنسيبهم مؤخراً ليشاركوا في معارك البادية وفق صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

 في المقابل نشر التنظيم بيانات حول عملياته الأخيرة ضد قوات النظام في البادية، كما نشر تقارير صورعبر وكالة "أعماق" لقيامه بعمليات إعدام بحق أسرى من النظام وقعوا بيده خلال الأسبوع الفائت.

وأمام تصاعد هجماته في البادية، لا يستبعد مراقبون أن يتمكن التنظيم من إعادة سيطرته على السخنة خلال المرحلة القادمة، خاصة أن المتحدث الجديد باسم التنظيم "أبو حمزة القرشي" تنبأ في كلمة صوتية له خلال الشهرين الأخيرة، بعودة "كبيرة" وألمح إلى ما يقاسيه النظام من هجمات في البادية.

051fe3ee-b05a-4019-9771-04daac6257ae.jpg