icon
التغطية الحية

استمرار واتساع.. تنظيم "الدولة" خلال عام على تغييب البغدادي

2020.10.27 | 15:22 دمشق

bbbbbbbb.png
عناصر من تنظيم "الدولة" في العراق- تشرين الأول 2020 (أعماق)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

قبل عام وفي نفس هذا اليوم، حبس كثيرون أنفاسهم بانتظار أن يخرج رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، كي يُفصح عما جرى في منطقة باريشا السورية، التي شهدت قصفاً وإنزالاً وتنظيفاً للمكان من قبل جنود المهمات الخاصة الأميركية.

خرج ترامب، حينئذ، ليعلن للعالم أن ما شهدته منطقة باريشا لمدة ساعتين، كان عملية قتل زعيم تنظيم "الدولة" السابق، أبو بكر البغدادي، وقال إنهم حصلوا خلال العملية على معلومات حساسة تتعلق بالتنظيم وأصوله وخططه المستقبلية، وإن هذه المعلومات أرادتها الإدارة الأميركية بشدة، بحسب تصريحات ترامب.

لم يكن البغدادي المسؤول الوحيد الذي تخلصت منه أميركا في تشرين الأول 2019، إذ قتل بعد عملية باريشا بساعات المتحدث باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر بغارة استهدفته في ريف جرابلس.

توقع كثيرون بعدها أن يتلاشى التنظيم المنهار أساساً، والفاقد للسيطرة على الأرض، لكن اليوم وبعد عام على مقتل البغدادي، لم تتحقق تلك التوقعات، فالتنظيم يرسم ملامح مرحلة جديدة، بقيادة جديدة، وتكتيك جديد.

امتصاص الصدمة وإعادة ترتيب البيت الداخلي

أربعة أيام انتظرها التنظيم والقائمون عليه بعد مقتل البغدادي والمهاجر، كي يخرج المتحدث الجديد "أبو حمزة القرشي" عبر تسجيل صوتي، ليؤكد نبأ مقتل زعيمه، بل أعلن أيضاً تسمية "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي"، زعيماً جديداً للتنظيم وخليفة للبغدادي، و"ذلك بمبادرة من مجلس الشورى، وعملاً بالسنة النبوية وبوصية البغدادي"، بحسب تعبيره.

مبايعة زعيم التنظيم.jpg

قيادة التنظيم الجديدة، وفق مراقبين، تعد من أهم الكوادر الوسطية والميدانية في مرحلة التأسيس للتنظيم في فترة 2010 و2014، إذ تمتلك تجربة في الإدارة المالية والعمليات المخابراتية.

ومنذ مقتل البغدادي وحتى اليوم، ظهرت مرحلة جديدة للتنظيم، رُصدت خلالها جملة من الخطوات المنهجية والتنظيمية والاستراتيجية المقبلة، لهؤلاء القادة الجدد، منها الاعتماد على مبدأ حرب الإنهاك المجهد الدائمة، التي تقوض الاستقرار في أي نظام، إذ لا يمكن أن يكون أي نظام مستقراً سياسياً في ظل وجود أزمات أمنية، تستهدف الأمن الاقتصادي والاجتماعي.

وفي أيلول الفائت، تحدث مركز السياسة العالمية (CGP) عن مجموعة تتحكم اليوم بتنظيم "الدولة"، كانت موجودة في العراق خلال حكم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، ووصلت المجموعة إلى قيادة التنظيم في العراق، وينتمي إليها الزعيم الحالي، أبو إبراهيم الهاشمي.

ويشير المركز إلى أن المجموعة المعروفة باسم "القرادشة"، وأنها لعبت دوراً رئيسياً وضخماً داخل التنظيم منذ نشأتها.

اقرأ أيضاً: ما وراء اتهام "تنظيم الدولة" بإيصال أكبر شحنة مخدرات إلى إيطاليا

اتساع للعمليات عالمياً وفي سوريا والعراق

في بيان إعلان مقتل البغدادي والمهاجر، توعد المتحدث باسم التنظيم، أبو حمز القرشي بمزيد من العمليات ضد الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً "لا تفرحي كثيراً ولا تغتري"، مشيراً إلى أن عهد الزعيم الجديد للتنظيم سيكون أشد بأساً من عهد البغدادي، داعياً خلايا التنظيم إلى إعادة إحياء "غزوة الاستنزاف" التي كانت بدأت في حزيران 2019، في عدة دول بالعالم.

انتظر القرشي بعد ذلك، سبعة أشهر ليخرج مجدداً بكلمة جديدة، ركز فيها على جائحة انتشار فيروس كورونا، رابطاً بينها وبين "محاربة المسلمين"، وفق تعبيره، إذ أكد أن الجائحة أضرت باقتصادات دول كبرى، وجعلتها تتخلى عن حلفائها.

وركز أيضاً على "غزوة الاستنزاف"، مؤكداً أن نظام الأسد خسر أرتالاً عسكرية كاملة في مواجهة التنظيم خلال نيسان وأيار 2020 في البادية السورية.

أخذ التنظيم في ذلك الوقت، يتكيف مع الهزيمة، ويطور طرائقه من أجل البقاء أطول مدة ممكنة في المنطقة، دون الاضطرار إلى هجرها بشكل كلي تجاه مناطق ينشط فيها حالياً كغرب أفريقيا وشرق آسيا.

تسارعت بعد ذلك وتيرة عمليات التنظيم في سوريا والعراق، وخاصة في البادية السورية وفي مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، واستعاد التنظيم نشاطه على الرغم من فقدانه السيطرة على الأرض، منذ مطلع 2019.

وبات التنظيم ينشر بشكل يومي بيانات حول عمليات خلاياه ضد القوات الأمنية العراقية وميليشيا "الحشد الشعبي" في العراق، وعملياته ضد "قسد" وقوات نظام الأسد في سوريا، إلى جانب عملياته في كل من ليبيا ومصر واليمن ووسط أفريقيا والصومال وباكستان، وغيرها.

وفي سوريا يعتمد تنظيم "الدولة" في عملياته على خلايا متفرقة في الجيوب الصحراوية على طرفي نهر الفرات في سوريا، إلى جانب خلايا تجدد ظهورها في الجهة الغربية من محافظة درعا، ونتجت عنها عدة عمليات استهدفت عناصر أمنية للنظام.

21b23d32-389a-4f9c-8608-e4786b6ad805.jpg