icon
التغطية الحية

مشروع قرار لتمديد المساعدات عبر الحدود من معبرين وواشنطن تطالب بإضافة ثالث

2021.06.26 | 13:03 دمشق

000_1x181p.jpg
(أ ف ب)
إسطنبول- متابعات
+A
حجم الخط
-A

دعت الولايات المتحدة الأميركية، في بيان، إلى إضافة معبر ثالت للمعبرين المطروحين ضمن مشروع القرار الذي سلّم لمجلس الأمن أمس الجمعة، والمعني بتمديد تصريح عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

ويطالب المشروع بتمديد التصريح بعبور الشاحنات الإغاثية إلى سوريا من خلال معبري "باب الهوى" على الحدود التركية، ومعبر "اليعربية" على الحدود العراقية لمدة عام آخر، بدءاً من 11 تموز المقبل.

واعتبر بيان واشنطن أن مشروع القرار الصادر عن مجلس الأمن "لا يفي بوصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين الذين هم في أمس الحاجة إليها"، مطالباً بإعادة تفويض معبر "باب السلامة" إلى جانب "باب الهوى" ومعبر "اليعربية"، لتقديم المساعدات للسوريين.

وأرجع البيان أهمية معبر "باب السلامة" إلى كونه الشريان الرئيسي لإيصال المساعدات إلى إدلب، إذ ذكر أنه منذ إغلاقه في شهر تموز عام 2020، "لم تنجح قافلة واحدة في الوصول إلى إدلب".

وبحسب البيان فإن نظام الأسد "منع ما لا يقل عن نصف قوافل الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطر عليها، وهناك أماكن في سوريا لم تشهد شحنة مساعدات منذ 18 شهراً".

من جانبه قال منسق الشؤون الإنسانية السابق في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، الذي استقال من منصبه مؤخراً، إن تسليم المساعدات عبر خطوط النزاع لا يمكن أن يحل محل عمليات التسليم عبر الحدود ووصف العملية عبر الحدود في باب الهوى بأنها "شريان حياة".

وحذّر من أنه في حالة عدم الموافقة على المشروع، ستتوقف عمليات توصيل الطعام لـ 1.4 مليون شخص كل شهر، وملايين العلاجات الطبية، والتغذية لعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات، والمستلزمات التعليمية لعشرات الآلاف من الطلاب.

ويتطلب صدور قرارات مجلس الأمن، موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه الـ 15، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

المشروع النرويجي الأيرلندي

سلّمت أيرلندا والنرويج، المسؤولتان عن الملف في الأمم المتحدة، وهما عضوان غير دائمين في مجلس الأمن، مشروع قرار لبقية الأعضاء الثلاثة عشر في المجلس.

ويطالب المشروع بالتمديد لعام واحد في تفويض إيصال المساعدات عبر معبر باب الهوى لمنطقة إدلب التي تسيطر عليها فصائل معارضة، وكذلك إعادة تفويض معبر اليعربية لإيصال المساعدات إلى شمال شرقي سوريا عبر العراق، "أخذاً في الاعتبار بأنّ ثمة زيادةً في الاحتياجات الإنسانية في شمال غربي سوريا وشمال شرقها".

الإصرار الروسي على إنهاء التفويض

ونوقِش موضوع التفويض عبر الحدود في القمة الأخيرة في جنيف بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، لكنهما لم يكشفا عن موقف محدد حول الملف.

وفي حال إقرار تمديد التفويض، في العاشر من تموز المقبل، يمكن أن يكون الملف نقطة بداية جديدة في العلاقة الروسية الأميركية.

وتصر موسكو، حليفة نظام الأسد، منذ بداية العام على إنهاء تفويض الأمم المتحدة، وتعتبر أن مرور المساعدة الدولية عبر حليفها "يمكن أن يعوض المساعدات عبر الحدود"، وهو أمر ترفضه الدول الغربية والأمم المتحدة.

وفي بيان سابق إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هيئة تحرير الشام بعرقلة مرور المساعدات  الإنسانية عبر المعابر الحدودية "بتواطؤ من أنقرة".

كذلك اتهم "لافروف" في البيان، المانحين الغربيين بـ"الابتزاز'' بالتهديد بقطع التمويل الإنساني عن سوريا إذا لم يتم تمديد تفويض إرسال المساعدات عبر معبر باب الهوى، مضيفاً: "نعتبر أنه من المهم مقاومة مثل هذه الأساليب".

عواقب إنسانية "وخيمة"

شددت ديانا سمعان، وهي باحثة في شؤون سوريا بمنظمة العفو الدولية، أمس الجمعة، على أن وقف المساعدات عبر الحدود ستكون له "عواقب إنسانية وخيمة"، داعية مجلس الأمن "لتجديد التفويض بوصول المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى وإعادة فتح معبري باب السلامة واليعربية".

بدوره دعا لويس شاربونو من منظمة هيومن رايتس ووتش إلى استمرار التفويض عبر الحدود وتوسيعه إلى المعبرين المغلقين منذ العام 2020. ، قائلاً في بيان:  "أي شيء بخلاف تجديد التفويض قد يؤدي إلى الحكم على الملايين من السوريين في شمال البلاد بالفقر المدقع أو الموت نتيجة سوء التغذية أو كوفيد-19 (كورونا)".

وقالت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة، توماس غرينفيلد، إن ملايين السوريين يعانون "ومن دون اتخاذ إجراءات عاجلة سيتم قطع ملايين آخرين عن الغذاء والمياه النظيفة والأدوية واللقاحات"، مضيفاً: "الوضع مدمر وسيزداد سوءاً إذا لم نتحرك".

من جانبه رحّب الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، بالجهود المبذولة لمواصلة المساعدات إلى شمال غربي سوريا، واستعادة عمليات التسليم إلى الشمال الشرقي، معرباً عن قلقه من أن القرار لا يسعى إلى استعادة عمليات التسليم عبر باب السلامة، واصفاً إياه بـ "البوابة المباشرة" لشمال حلب التي يقطنها 800 ألف نازح.

وقال: "لقد أجبر العنف وانعدام الأمن في السابق باب الهوى (..) على الإغلاق، مما يهدد إيصال المساعدات في الوقت المناسب لملايين السوريين"، داعيًا مجلس الأمن إلى "تعظيم عدد نقاط العبور والوصول إلى المساعدات".

ومنذ بدء الثورة السورية عام 2011، استخدمت موسكو، التي تُرجِع تدهور الوضع الإنساني في سوريا إلى العقوبات الغربية، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 16  مرة في مواضيع تتعلق بالملف السوري، فيما استخدمت الصين الفيتو 10  مرات.

وتستخدم نحو ألف شاحنة معبر باب الهوى شهرياً لتوصيل مساعدات وأدوية، تشمل اللقاحات المضادة لكورونا، إلى نحو 2.4 مليون مدني يعيشون على الحدود التركية وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة.