icon
التغطية الحية

مستشفى واحد لـ 1.5 مليون شخص.. نقص حاد بالخدمات الطبية في دير الزور

2023.10.18 | 19:10 دمشق

مستشفى واحد لـ 1.5 مليون شخص.. نقص حاد بالخدمات الطبية في دير الزور
لا يوجد في مستشفى دير الزور سوى غرفة عمليات واحدة قيد العمل
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
  • تعاني العائلات النازحة في دير الزور من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء وحليب الأطفال والأدوية والكهرباء.
  • تواجه المستشفيات الخاصة صعوبات كبيرة بسبب نقص الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
  • يعاني المستشفى الوحيد في مدينة دير الزور من أضرار جسيمة ونقص حاد في عدد الأطباء والمعدات الطبية الرئيسية.
  • يضطر السكان إلى السفر لمسافات طويلة للحصول على الرعاية الطبية، مما يفرض عبئاً مالياً كبيراً عليهم.

تجددت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ومقاتلين من العشائر العربية، في عدة مواقع على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات، مما أثر على أكثر من 6,500 أسرة، معظمها من النساء والأطفال وكبار السن، وقد نزحت هذه العائلات إلى الجانب الغربي من نهر الفرات حيث يسيطر النظام السوري، لكن هؤلاء نزحوا إلى منطقة يعاني فيها السكان من نقص المياه والغذاء وحليب الأطفال والأدوية والكهرباء، بينما تعاني المستشفيات الخاصة بسبب النقص الحاد في العاملين الطبيين والأدوية وإمدادات الصدمات الأساسية.

وقالت منظمة "Medair" إن المستشفيات الخاصة تواجه صعوبات كبيرة، وذلك بسبب نقص الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، حيث يوجد في مدينة دير الزور، التي تعد أكبر مدينة في شرقي سوريا، مستشفى واحد فقط يخدم نحو 1.5 مليون شخص. 

ويعاني هذا المستشفى من أضرار جسيمة نتيجة النزاع، بالإضافة إلى نقص حاد في عدد الأطباء والمعدات الطبية الرئيسية.

غرفة عمليات واحدة

وزار فريق منظمة (Medair) مرافق صحية مختلفة في المنطقة، حيث عبر أحد أعضاء الفريق عن قلقلهً قائلاً: "أثناء جولتنا في المستشفى الوحيد القائم في دير الزور، رأينا أشخاصاً في حاجة ماسة إلى العناية الطبية ينتظرون قلق دورهم في الغرفة الجراحية الوحيدة القائمة… العديد من الأشخاص فقدوا حياتهم نتيجة ذلك".

وأضاف الفريق: "في الوقت نفسه، وفي ممر آخر، كنا نسمع صرخات هشة للرضع الوليدين في انتظار حاضنة متاحة، النظر إلى التعبيرات الفارغة على وجوه هؤلاء الأشخاص كشفت عن التأثير العميق الذي كانت الحالة تتركه على صحتهم النفسية. تجربة النزوح وفقدان أفراد العائلة وسبل العيش أدت إلى مستوى كبير من التوتر النفسي والصدمة".

أم تنتظر بفارغ الصبر الانتهاء من العملية الجراحية لابنتها البالغة من العمر 4 سنوات، وتدعو بحرارة من أجل نجاح العملية وتحسن صحة طفلتها.
أحد ممرات مستشفى دير الزور ولا يوجد به سوى غرفة عمليات واحدة عاملة

وكانت مدينة دير الزور تمتلك 3 مشافٍ عامة، إلا أن  اثنين منهم دُمرتا في الحرب، والمستشفى الثالث تعرض لأضرار جزئية، والآن يفتقر إلى المعدات والكوادر الطبية الأساسية.

وعبّرت الدكتورة بتول، الطبيبة المخبرية في مستشفى دير الزور، عن قلقها للدكتور جمال من فريق ميداير الصحي، مشيرةً إلى أن "بعض المعدات القديمة في المستشفى، مثل مقاييس الضغط وأجهزة قياس السكر، تقدم أحياناً معلومات غير دقيقة".

أكثر من طفل في حاضنة واحدة

وأضاف الدكتور حمزة، طبيب الأطفال في المستشفى: "نواجه نقصاً في حاضنات الرضع، مما اضطرنا في بعض الأحيان إلى وضع طفلين أو ثلاثة في حاضنة واحدة. أحياناً، يتعين علينا إبقاء الرضع في الانتظار حتى يتوفر مكان، مما يؤدي إلى حالات مأساوية حيث لا ينجو بعض الرضع".

وواجه فريق المنظمة في شرقي دير الزور هيكلاً متضرراً على الضفة الغربية لنهر الفرات، حيث كان هذا المبنى في وقت سابق يعمل مركزاً صحياً أساسياً لمنطقة "الإشارة" إلا أنه في الوقت الحالي، يقدم المركز فقط التطعيمات الروتينية للأطفال.

طفل عمره يوم واحد ينام في حاضنة في مشفى دير الزور.
طفل حديث الولادة يوضع في الحاضنة في مشفى دير الزور

وأوضح بركات، عضو فريق وزارة الصحة الذي يرشد فريق المنظمة: "توظيف الأطباء للعمل في المركز الصحي العام يشكل تحدياً. العديد من الأطباء يترددون في الانضمام بسبب الأجور المنخفضة، التي تبلغ نحو 12 دولاراً شهرياً تقريباً، علاوة على ذلك، يفتقر المركز إلى المعدات الأساسية".

وقال الدكتور جمال: "للأسف، في الحالات الطارئة التي تتطلب عناية طبية فورية، يتعين على سكان منطقة "الأشارة"، والبالغ عددهم نحو 35 ألف شخص، السفر إلى أقرب مستشفى يبعد نحو 19 كيلومتراً. نظراً لعدم توفر وسائل النقل العامة إلى الميادين وأن سيارة الإسعاف قد تستغرق ساعات للوصول".

وأضاف: "يضطر الأسر في كثير من الأحيان إلى استئجار سيارة للوصول إلى المستشفى، مما يفرض عبئاً مالياً كبيراً على الأفراد الذين يعانون من دخل منخفض".

محطة توليد الأوكسجين الطبي، مشفى دير الزور
محطة توليد الأوكسجين الطبي في مستشفى دير الزور. قدمت ميدير 40 أسطوانة لمحطة توليد الأوكسجين في مشفى دير الزور والتي تخدم حوالي 30 ألف مستفيد

وتوجه الفريق إلى منطقة السيالة، التي تقع على بعد 122 كيلومتراً من دير الزور، حيث شاهدوا مبنى متدهوراً مماثلاً كان يعمل سابقاً مركزاً صحياً أساسياً.

ووصف حسن، الذي كان يشرف على جهود التأهيل البسيطة، الوضع الحالي قائلاً: "بمساعدة سكان المنطقة، تمكنا من إصلاح الحمامات والغرف في المركز، إلا أننا ما زلنا نعاني من نقص في المعدات والأثاث والكوادر".

انتشار مرض الكوليرا

التقى الفريق بأم تدعى يسرى، وهي أم لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، حيث شاركت قصتها قائلة: "تم تشخيص طفلي وطفل جارتي بالكوليرا الأسبوع الماضي. أخبرنا الطبيب أن ذلك بسبب اعتمادنا على مصادر مياه غير آمنة من نهر الفرات، خصوصًا خلال أشهر الصيف الحارة عندما تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية".

وأضافت: "ليس لدينا مصادر مياه بديلة، تعرض محطة المياه المحلية لأضرار كبيرة خلال النزاع السوري، مما ترك جميع السكان هنا من دون وصول إلى مياه الشرب الآمنة".

وأكدت المنظمة في تقريرها على أن النظام الصحي في دير الزور يحتاج بشكل ملح للدعم العاجل، الذي يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح ويسهل الوصول إلى العلاج الطبي الأساسي والأدوية.