icon
التغطية الحية

"مبدأ الأخطبوط".. آلية عسكرية إسرائيلية لمواجهة إيران في سوريا

2022.06.13 | 13:26 دمشق

femi2.jpeg
مبدأ الأخطبوط (تايمز أوف إسرائيل)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت تعهد بتطبيق مبدأ "الأخطبوط" في مواجهة "إسرائيل" لإيران، بما في ذلك الأراضي السورية.

وقال بينيت اليوم الإثنين، "لم نعد نلعب بالمخالب مع وكلاء إيران، لقد أنشأنا معادلة جديدة بالذهاب إلى الرأس". 

مبدأ "الأخطبوط"

وقد أثار مبدأ "الأخطبوط" دهشة في المنطقة، حيث يأتي ذلك وسط توترات مع إيران، بينها الانتقادات الموجهة لطهران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما سبقه من اغتيال مسؤول بارز في الحرس الثوري الإيراني، والتهديدات الإيرانية للمصالح الإسرائيلية في تركيا، وأخيراً استهداف "إسرائيل" لمواقع مهمة في سوريا.

ومن الواضح أن سوريا ستكون المكان الذي يحدث فيه جزء من المبدأ الإسرائيلي الجديد، وهذا وإن كانت الأراضي السورية في مرمى النيران بالفعل.

وتستخدم إيران، سوريا الواقعة بين لبنان والعراق كجزء من طريقها إلى البحر، وهذا يعني أن إيران تهرب الأسلحة عبر سوريا وتوجه حزب الله ووكلاء آخرين هناك لتهديد "إسرائيل"، وفق الصحيفة.

وأضافت أن إيران تنقل أيضاً طائرات بدون طيار إلى سوريا لتهديد إسرائيل، ومنذ عام 2018 حاولت إيران نقل دفاعاتها الجوية، مثل نظام "خرداد الثالث" إلى سوريا.  

وفي ظل التهديد الإيراني في سوريا، زادت العمليات الإسرائيلية ضد ترسيخ الإيرانيين لنفوذهم هناك على مدى العقد الماضي.

وابتداءً من عام 2017، بدأ المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون بصراحة أكبر عن مواجهة إيران في سوريا متعهدين على مر السنين بوقف نفوذها.

وفي السياق، ألمح بينيت عندما كان وزيراً للدفاع إلى أن إيران كانت تنسحب من سوريا، خصوصاً أن إسرائيل شنت آلاف الغارات الجوية في الوقت الذي سعت فيه إيران لتوسيع نطاق تهديداتها لإسرائيل من خلال تحليق طائرة بدون طيار واحدة على الأقل من العراق في عام 2021.

سياسة "جز العشب"

وظاهرياً، بُنيت عقيدة "الأخطبوط" على مبدأ الحرب بين الحروب، حيث إن هذا الصراع اللا نهائي بين إيران وإسرائيل مبني على الصمت، حيث تعمل "إسرائيل" على سياسة "جز العشب" من خلال الحد من التهديد الإيراني في سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، دانت روسيا الضربات الجوية الإسرائيلية في بعض الأحيان، حيث ألقت موسكو باللوم على إسرائيل في أيلول 2018، بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية لنظام الأسد طائرة روسية خلال غارة جوية. 

وفي تشرين الثاني 2019، كشفت روسيا التفاصيل العملياتية لغارات إسرائيلية منتقدة، ما قالت إنه غارة جوية إسرائيلية على مطار دمشق الدولي ليلة 9-10 حزيران الجاري.  

السؤال الآن ليس فقط كيف يمكن أن يكون رد فعل النظام السوري على التوترات الأخيرة، ولكن أيضاً ما إذا كان النظام السوري يستطيع التعامل مع العقيدة الجديدة. ماذا يمكن أن يفعل النظام الذي يمتلك صواريخ إس 300 وإس 400.

وحتى بعد أن قالت روسيا إنها ستزود النظام السوري بصواريخ إس 300 لم يكن أداء النظام أفضل بكثير. هذا يعني أن النظام لا يستطيع فعل الكثير لوقف العمليات الإسرائيلية ضد إيران في سوريا. 

وفي إطار ذلك، لا يستطيع نظام الأسد تحسين أنظمة الدفاع الجوي أو زيادة رادارتها، خاصة مع الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث إنه ليس من الواضح  إذا كان بإمكان موسكو توفير أجزاء جديدة من دفاعها الجوي وراداراتها للنظام السوري.  

إمكانية الانسحاب الروسي من سوريا

من ناحية أخرى، تشير التقارير إلى أنه إذا انسحبت روسيا بشكل كامل من سوريا، فقد تستفيد إيران وتعيد ملء طاقتها مجدداً، حيث يمكن لطهران أيضاً استخدام انشغال موسكو في أوكرانيا لزيادة دورها. 

ويبدو أن إيران قد أعادت العمل في قاعدة "الإمام علي" بالقرب من البوكمال، وليس من الواضح مدى استخدامها لقاعدة T-4 بعد الآن في ريف حمص، لكن إيران لا تزال نشطة. 

كما استخدمت إيران سوريا لضرب القوات الأميركية في ثكنة التنف شرقي سوريا، حيث شنت إيران ووكلاؤها نحو 29 هجوماً على القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ تشرين الأول الماضي.

وما يعنيه هذا هو أن إيران نشطة للغاية. حيث عملت على تفعيل الوكلاء في العراق باستمرار، وتحرك أعضاء كتائب حزب الله حول العراق لتهديد القوات الأميركية. 

وشكل الحرس الثوري مجموعات جديدة في سنجار لتهديد الولايات المتحدة في أربيل، وكذلك إطلاق صواريخ على قاعدة تركية بالقرب من بعشيقة.وهذا يعني أن إيران ليست محاصرة؛ بل تشعر بالقوة. 

كيف سيرد النظام السوري؟

ماذا عن النظام السوري. كيف سيكون رد فعله وهل يمكنه التعامل مع العمليات المتزايدة من قبل إسرائيل؟ هل يدفع تخوف النظام السوري من هجمات كبيرة تشمل الإضرار بالبنية التحتية الاستراتيجية، مثل المطار إلى الاتكاء على إيران أكثر. أم سيختار محاولة إيجاد طريقة لتقليل استهداف مواقع سيطرته؟ 

وإلى أي درجة يمكن للنظام أن يخبر إيران بما يجب أن تفعله؟ وهل تستمع طهران للنظام السوري؟ هل يهم إيران أن تدفع سوريا ثمن الوجود الإيراني؟ هل يهتم حزب الله؟ تلك هي الأسئلة الرئيسية.

يبدو أن مزاعم إسرائيل بأنها تريد العمل ضد "رأس" الأخطبوط تعني أيضاً أن إيران نفسها قد تدفع ثمن تهديداتها المستمرة. ومع ذلك ، فإن التقارير الواردة حتى الآن من سوريا، والتي تدعي وقوع غارات جوية كبيرة على المطار ليلة 9-10 حزيران 2022 ، يبدو أنها تعني أن دمشق حتى الآن في مرمى النيران. 

وتشير وفاة العديد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني في إيران والادعاءات في إيران بحدوث بعض الحوادث في بارشين إلى مخاوف إيرانية من أنها مستهدفة أيضاً. 

في المقابل، هاجمت إيران أربيل مستخدمة الصواريخ وشجعت الوكلاء على مهاجمة إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، لأن إيران تبدو قلقة أيضاً بشأن مواجهة إسرائيل مباشرة. حيث تفضل إيران ضرب الأهداف السهلة، مثل الناقلات التجارية قبالة سواحل اليمن أو عُمان.  

خيارات إيران في سوريا

وعلى هذا النحو، قد لا يكون لدى إيران خيارات رئيسية حتى الآن لمعارضة أي نوع من العقيدة الإسرائيلية الجديدة. وأشارت طهران إلى أنها قد تزيد من حدة التوترات بين حزب الله ولبنان بشأن حقل كاريش للطاقة.

 لكن وجود إيران في سوريا هو القضية الحقيقية. حيث إن الوجود الإيراني يسعى إلى توفير تهديد لا يشمل فقط نقل الأسلحة إلى لبنان ولكن نقل أعضاء حزب الله بالقرب من الجولان وإقامة طائرات بدون طيار وصواريخ في سوريا وبالتالي خلق فرصة لشن حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل.

وتريد إيران أيضاً نقل الميليشيات العراقية إلى سوريا. كما تستخدم مرتزقة آخرين للسيطرة على رقعة من سوريا من البوكمال إلى دير الزور. كل هذا يعني أن مبدأ "الأخطبوط" مستمر في سوريا. 

وترى الصحيفة أنه يتعين على النظام السوري أن يزن ما قد تعنيه العقيدة الإسرائيلية الجديدة "الأخطبوط"، في الوقت الذي تتزايد احتمالات عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا وتتساءل عما إذا كانت روسيا ستخرج قوات بالفعل من سوريا للتعامل مع الأزمة الأوكرانية.

ومع ظهور العديد من الأحداث الجديد في المنطقة، عزز نظام الأسد قوته منذ عام 2018 بدعم روسي إيراني، وحقق تقدماً دبلوماسياً من خلال التواصل مع الإمارات ومصر.

 وقد حصل أيضاً على بعض الفوائد من صفقة الطاقة التي تريد الولايات المتحدة المضي قدما فيها، والتي تتضمن دعماً ينتقل من مصر عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، بهدف تخفيف العقوبات.

 لكنها في الوقت نفسه تسمح لإيران وحزب الله وآخرين باستخدام عصابات المخدرات لنقل المنتجات إلى الأردن والخليج، مما يزعزع استقرار الجنوب السوري، وهذا يعني أن إيران يمكنها العمل هناك بسهولة.والنظام ببساطة لا يستطيع السيطرة على كل هذه المشكلات دفعة واحدة. من المؤكد أن جولة جديدة من الضغط على إيران في سوريا ستؤثر على النظام وستجبره أيضاً على اتخاذ خيارات صعبة.