icon
التغطية الحية

ما حلول الأسر السورية لتأمين الملابس الشتوية هذا العام؟

2023.11.07 | 10:17 دمشق

"سوق الحرامية" في دمشق
"سوق الحرامية" في دمشق ـ إنترنت
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

ارتفعت أسعار الملابس الشتوية في سوريا بين 150 ـ 200 في المئة عن العام الماضي، لتسجل أرقاما غير مسبوقة، مع اقتراب فصل الشتاء وندرة الخيارات المتاحة أمام العائلات السورية في دمشق.

كيف ستتدبر العائلات ثيابها؟

الحل التقليدي الذي كان يتجه إليه السوريون سابقاً مع ارتفاع أسعار الملابس، هو البالة، لكن حتى هذا الخيار بات مستبعداً، فقد تراوح سعر المعطف بين 150 إلى 600 ألف ليرة والسعر الأخير قد يساوي سعر معطف جديد في السوق، وتراوح سعر الكنزات بين 50 – 100 ألف، والبجامات بين 100 – 200 ألف ليرة، وفق رصد لموقع (أثر برس) المقرب من النظام.

من ضمن الخيارات المتاحة حالياً للأسر غير القادرة على إنفاق الملايين لشراء الملابس بدمشق، هي سوق "الحرامية" وسط شارع الثورة، وفيه تباع الملابس المستعملة محلية الصنع. يقول أحد المتسوقين هناك لموقع تلفزيون سوريا وقد بدت عليه ملامح الفقر "هي الأواعي بروحوا بيشحدوها ببلاش من الناس وبيجو ببيعونا الكنزة بـ25 و20 ألف ليرة، والله حرام".

وأضاف "والله لو مو مضطر على كنزة سميكة ما بشتري، رقّعت كل القديم عند الخياط وقرايبينا عطو الولاد كم قطعة، والأمور بخير والحمدالله".

ازداد بشكل كبير عدد المتسولين الذين يطرقون أبواب المنازل في الأماكن التي تعرف برخائها الاقتصادي مثل المزة، بحثاً عن ملابس مستعملة ليقوموا ببيعها لبسطات سوق "الحرامية" أو يقوموا هم ببيعها بأنفسهم لتحقيق عائد مادي.

الترقيع والتدوير

أكثر من شخص أكدوا للموقع أن عنوان هذا الشتاء هو "الترقيع"، حيث قاموا بتجديد ملابسهم البالية لدى الخياطين ليتمكنوا وأطفالهم من تفادي برد الشتاء. تقول أم عمار وهي أم لـ3 أولاد إنها قامت بترقيع وتصغير ملابس قديمة لابنها الكبير كي يلبسها أخوته، بينما حصل الكبير على بعض الملابس من ابن خالته الأكبر.

وتابعت "صرنا نتبادل الملابس الصغيرة والكبيرة بين الأقارب بسبب ارتفاع الأسعار الكبير". تدوير الملابس بين الأقارب والجيران بات دارجاً بين الأسر في الأحياء الفقيرة والشعبية، بينما يمكن أن يبيع بعض تلك الأسر ملابسهم المستعملة القديمة مقابل مادي بسيط قد لا يتجاوز بضعة آلاف.

تحول الخياطين لباعة ملابس مستعملة

أحد الخياطين في منطقة كشكول، يؤكد زيادة الإقبال على ترقيع وتصغير الملابس القديمة، مشيراً إلى أن بعض الملابس التي يطلب تصليحها متهالكة جداً لكن أصحابها لا يستطيعون شراء قطعة جديدة بظل الغلاء الشديد، مشيراً إلى إقبال بعض الناس على عرض ملابسهم القديمة للبيع له بينما يطلب البعض منه تأمين قطع ملابس مستعملة رخيصة، حتى قام بشراء بعض البناطيل والمعاطف بأسعار رخيصة وعرضها في محله للبيع بهامش ربح بسيط.

وتابع "ازدادت طلبات تصغير الكنزات والبجامات والمعاطف، فمثلاً يطلب البعض تصغير كنزة من قياس لارج إلى ميديوم أو سمول، وهذا طلب شبه مستحيل ويؤدي إلى تشوه القطعة، لكن الزبائن تصر على ذلك مهما كانت النتيجة، بحجة أنها تنفع للتدفئة في الشتاء مهما كان شكلها، في حين أن البعض طلب منه إصلاح حتى الملابس الداخلية المهترئة".

وقد تصل كلفة تصغير وتضييق قطعة الملابس في الأماكن الشعبية بين 10 – 25 ألف ليرة حسب ما تحتاجه من عمل، في حين لا تتعدى أجرة الترقيع والرتي الثلاثة آلاف ليرة.

على الإنترنت أيضاً كانت هناك حركة لبيع الملابس القديمة، حيث لجأت بعض الأسر إلى عرض الملابس القديمة لديها للبيع بسعر وسطي، في سبيل الحصول على مبلغ مادي لشراء قطعة ملابس مناسبة جديدة بدلا ًمنها.

خيارات أعلى لكن أرخص

الخيارات أعلاه كانت للأسر الأشد فقراً، بينما كانت هناك خيارات أفضل قليلاً للأسر متوسطة القدرة المالية، وهي الشراء من بسطات شارع الثورة أو بسطات سوق الحميدية وغيرها من الأسواق الشعبية ومحال العروض المعروفة مثل عمو حسن، حيث تنخفض أسعار الملابس فيها نحو  50 - 75% عن أسعار الملابس في الأسواق والمحال المعروفة، لكن جودتها تنخفض أيضاً مع سعرها، وقد لا تخدم الأسرة أكثر من عام حتى تهترئ.

اقرأ أيضا: لإصلاح القطع القديمة.. غلاء ألبسة العيد ينعش سوق الخياطين في سوريا

ووصلت أسعار البيجامات هذا العام إلى نصف مليون ليرة في بعض الماركات، وتُباع وسطياً في الأسواق بـ300 ألف ليرة، ويختلف السعر حسب النوع والجودة، والكنزات والبناطيل بين 200 – 300 ألف ليرة، والمعاطف وصلت حتى 700 ألف ليرة وتزيد أكثر تبعاً للماركات.