icon
التغطية الحية

مالكو السيارات بانتظار الرسائل.. البنزين بـ 20 ألفاً والمازوت بـ 16 ألفاً

2023.08.20 | 09:33 دمشق

وسط العاصمة دمشق ـ رويترز
وسط العاصمة دمشق ـ رويترز
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يعيش مالكو السيارات في دمشق حالة من التخبط بسبب عدم وضوح المدة المحددة لوصول رسائل البنزين الدورية وعددها الشهري، بعد قرار رفع سعر المادة المدعومة من 3 آلاف ليرة للتر إلى 8 آلاف ليرة، ورفع سعرها للمستبعدين عن الدعم من 4900 إلى 8 آلاف ليرة أيضاً.

قبل القرار كان يحق لكل سيارة مدعومة رسالتان تقريباً في الشهر بمعدل 25 لترا لكل رسالة بالسعر المدعوم، ورسالة واحدة في الشهر بالسعر المستبعد من الدعم بمعدل 20 لتراً فقط، أما السيارات المستبعدة من الدعم فتحصل على نفس الرسائل لكن بسعر واحد وهو 4900 ليرة.

اقرأ أيضا: انتشار أمني مكثف في جبلة ليلاً.. هل يخشى النظام من احتجاجات شعبية؟    

ما زاد من التخبط، هو حذف مخصصات البنزين بالسعر المستبعد من الدعم والذي يسمى "بنزين مباشر" من تطبيق وين، وجمع كل المخصصات ببند واحد نتيجة توحيد السعر، وهذا ما أثار مخاوف السائقين من وجود قرار بتقليص مخصصات البنزين الشهرية من 3 رسائل بين مدعومة وغير مدعومة إلى رسالتين فقط بمعدل 50 لتراً في الشهر.

السائقون مجبرون على تعبئة الأوكتان 95

بالتزامن مع حالة التخبط، وتأخر الرسائل إلى 14 – 15 يوماً للبنزين، وإغلاق عدة محطات بالعاصمة دمشق بحجة مخالفتها المكيال، زاد الضغط على محطات بيع البنزين أوكتان 95، وباتت الطوابير تصطف عليها يومياً ما يتطلب الانتظار لساعات حتى يحظى سائق السيارة بالتعبئة علماً أن الحكومة رفعت سعر اللتر الواحد منه إلى 13500 ليرة.

يقول مجدي لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه كاملا): "اليوم هو الرابع عشر منذ رسالة البنزين الأخيرة ولم تأت الرسالة الجديدة. أحتاج في الشهر لنحو 200 لتر تقريباً للقيام بجولاتي في العمل، وهذا يجبرني على التعبئة من محطات وقود الأوكتان 95، لكن تأخر الرسائل وتخفيض المخصصات سيجبرني على شراء البنزين من محطات الأوكتان أكثر، وهذه الحالة إن دامت يعني أنني سأبيع سيارتي لأنني غير قادر على دفع كل هذه المبالغ شهرياً للذهاب إلى عملي فقط".

يعمل مجدي مهندساً مدنياً، ولديه جولات يومية على المشاريع، ويضيف "بعد رفع سعر البنزين أصبحت مطالباً بدفع أكثر من نصف مليون ليرة لشراء نفس كميات البنزين السابقة عبر الرسائل، ولو افترضنا قمت بتقنين جولاتي واستهلكت 75 لتراً من البنزين أوكتان 95 لعدم كفاية المخصصات عبر الرسائل، فأنا بحاجة إلى أكثر من مليون ليرة. وسطياً أنا بحاجة إلى 1.5 مليون ليرة شهرياً للبنزين فقط بعد رفع الأسعار الجديد".

ويضيف "في حال أصاب السيارة أي عطل سأضطر لدفع 400 ألف ليرة على الأقل ما يعني أن نفقات السيارة وحدها باتت تدور حول 2 مليون ليرة، مع هدر للوقت بالانتظار على محطات الأوكتان، وهدر للمال كون المدخول الشهري سيتآكل بنسبة كبيرة ويجعلني أقطع من لقمة أطفالي لأدفع للحكومة المال".

التنكة في السوق السوداء بنصف مليون ليرة

سائقو التكاسي يعانون أكثر من مجدي، فهم ممنوعون لليوم من تعبئة البنزين أوكتان 95 لذلك يتوجهون إلى السوق السوداء، لكن المشكلة أن سعر اللتر في السوق السوداء وصل إلى مستويات غير مسبوقة حيث يباع اللتر الواحد من البنزين اليوم بـ20 ألف ليرة، أي أن كل 25 لتراً (تنكة) بـ500 ألف ليرة.

يؤكد سائق تكسي لموقع تلفزيون سوريا، أن مخصصاته من البنزين عبر الرسائل تتأخر ولا يحصل عليها كما هي محددة بالكميات شهرياً، لذلك يضطر للشراء من السوق السوداء حيث كان يباع اللتر بين 9 – 10 آلاف ليرة في أقسى الظروف، لكن بعد رفع السعر الرسمي للمادة ارتفع سعر السوق السوداء أكثر من 100% مباشرةً، وهذا يؤكد أن مصدر هذا البنزين في الشوارع هو حكومة النظام وليس لبنان كما يشاع، لأنه لو كان المصدر لبنانيا كما يقال لبيع بسعر يقارب أو حتى ينافس سعر البنزين الأوكتان 95.

يوضح السائق أنه قد يحتاج يومياً إلى نصف مليون ليرة ليشتري البنزين من السوق السوداء، ما يعني رفع أجرة الركوب على الزبائن 100%، ما يجعل تعرفة الطلب القصير الذي كان وسطياً بقلب دمشق نحو 15 ألف ليرة بنحو 30 ألف ليرة حالياً، وهذا خفّض من عدد الزبائن في اليوم وأثر سلباً على المدخول اليومي.

 سائق آخر يؤكد أن بائعي البنزين في الشوارع توقفوا جميعاً عن العمل ليلة صدور القرار وعادوا في اليوم التالي بتسعيرة موحدة، فلو سألت بائعاً في الفحامة وبائعاً آخر في جرمانا عن السعر لكان نفسه، وهذا ما يدل على أن المشغّل واحد قام بتعميم السعر الجديد على العاملين لديه والذين هم في الغالب عسكريون.

المازوت بـ16ألفا

ليس البنزين فقط، بل المازوت أيضاً الذي كان يباع في السوق السوداء بـ8 آلاف ليرة قبل صدور قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، بدأ سعره بعد القرار من 16 ألف ليرة، ما يعني أن أي شخص يريد 50 لتراً فقط من المازوت لزوم تدفئة فصل الشتاء، عليه أن يدفع 750 ألف ليرة وهو مبلغ ضخم على أغلب الأسر.

وأصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يوم 16 آب، مرسوماً تشريعياً ينص على زيادة بنسبة 100% في الرواتب والأجور للعاملين في الدولة والقطاع العام، بعد رفع أسعار حوامل الطاقة أكثر من 160%، حيث حدد سعر المازوت في المخابز التموينية الخاصة بـ 700 ليرة سورية للتر الواحد، سعر المازوت المدعوم للمستهلك أصبح 2000 ليرة سورية للتر الواحد، وسعر المازوت الصناعي للزراعة والصناعات والمشافي الخاصة 8000 ليرة للتر الواحد، وسعر البنزين "أوكتان 90" المدعوم ارتفع إلى 8000 ليرة سورية للتر الواحد. وسعر البنزين "أوكتان 95" ارتفع إلى 13500 ليرة سورية للتر.