icon
التغطية الحية

لماذا عزل بوتين "جزار حلب" من قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا؟

2022.06.26 | 15:01 دمشق

mnbj.jpg
بوتين ودفورنيكوف "جزار حلب" (سبوتنيك)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

شائعات كثيرة أثيرت خلال الأسابيع الأخيرة حول استياء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أداء الجنرال ألكسندر دفورنيكوف وفقدان ثقته به، ليأتي قرار إقالته مؤكداً لما كان يتم تسريبه من داخل كواليس الكرملين.

ويبدو أن الجنرال الروسي الأعلى منصباً في أوكرانيا (قائد القوات الروسية فيها) قد أُقيل بسبب بطء وتيرة التقدم في دونباس، وسط تقارير تفيد بأنه كان مخموراً وفقد ثقة بوتين، بحسب تقرير أوردته صحيفة "التلغراف" البريطانية أمس السبت.

وترى الصحيفة أن إقالة الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب بـ "جزار حلب" بسبب تدميره المدينة السورية في عام 2015، ستكون بمنزلة تغيير كبير آخر للقيادة العسكرية الروسية، ما يشير إلى أن بوتين غير سعيد بكيفية تطور الحرب.

ونقلت عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إن الكرملين أقال مؤخراً عدة جنرالات من بينهم الجنرال دفورنيكوف وقائد القوات المحمولة جوا الكولونيل أندريه سيرديوكوف.

دفورنيكوف لم يظهر منذ شهر

على الرغم من توليه قيادة القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا منذ نيسان الماضي، إلا أن الجنرال دفورنيكوف (60 عاماً)، لم يُشاهد علناً منذ أكثر من شهر. وخلال هذا الوقت كان الانتصار الرئيسي الوحيد للجيش الروسي هو التقدم ببطء نحو الاستيلاء على مدينة دونباس في "سيفيرودونتسك". ومع ذلك، فإن المقاومة الأوكرانية تلاحق جيش موسكو، حيث لم يتمكن المشاة من المطالبة باحتلال العديد من البلدات على الرغم من أن المدفعية الروسية قد دمرت كامل الأرض تقريباً.

ونقل التقرير عن الخبير العسكري في لندن صامويل راماني، أن الجنرال دفورنيكوف قد استغرق وقتًا طويلاً على الأرجح للقبض على دونباس، الذي كان هدف بوتين ذي الأولوية منذ فشله في القبض على كييف في آذار.

وقال: "أعطي دفورنيكوف تاريخاً محدداً في 10 حزيران للتغلب على سيفيرودونيتسك، وبينما فاته الموعد النهائي، استخدم تكتيكاته الهجومية على غرار حلب".

أما إقالة الجنرال سيرديوكوف كقائد للوحدات المحمولة جواً في روسيا، فقد وصفها راماني بأنها "زوال مذهل".

وكان الجنرال سيرديوكوف قد قاد نحو 2000 جندي مظلي روسي في كانون الثاني عندما انتشروا في كازاخستان للمساعدة في سحق الاضطرابات . اعتبر الكرملين أن المهمة كانت نجاحًا كبيرًا وتم تخصيص الجنرال سيرديوكوف للترقية.

إقالة دفورنيكوف بسبب شربه الخمر

في مقابلة على يوتيوب في وقت سابق من هذا الشهر، قال كريستو غروزيف، وهو أحد الصحفيين البارزين في مجموعة الصحافة الاستقصائية البريطانية المفتوحة المصدر (بيلنجكات)، إن الجنرال دفورنيكوف معروف بأنه يشرب الخمر بكثرة وإن الضباط الذين عملوا معه في سوريا لم يفعلوا ذلك. ولم يثقوا به.

وسائل إعلام استقصائية مفتوحة المصدر أخرى، أفادت أيضاً بأن الجنرال جينادي زيدكو قد حل محل دفورنيكوف كقائد عام للقوات الروسية في أوكرانيا. وهو أيضاً نائب وزير الدفاع، ولديه موجز للحفاظ على الانضباط السياسي والإيديولوجي داخل الجيش الروسي، وكان مثل دفورنيكوف متورطًا في العمليات العسكرية الروسية في سوريا.

إقالات كبار الضباط الروس

منذ آذار الفائت، شعر بوتين بالإحباط من فشل قواته في السيطرة على كييف، فأقال ثمانية من جنرالات الجيش الروسي بالإضافة إلى رئيس وحدة استخبارات FSB التي ألقى باللوم عليها في تزويده بمعلومات استخبارية مراوغة قبل الغزو.

كما أقال رؤساء العديد من المنظمات الأمنية الإقليمية منذ بداية الحرب لأنهم لم يظهروا له الولاء الكافي واستبدلوا عملية FSB المكلفة بالتجسس على أوكرانيا بوحدة استخبارات عسكرية.

وينقل التقرير عن محلل عسكري روسي (طلب عدم نشر اسمه) أن التناوب السريع للجنرالات ينم عن الفوضى داخل التنظيم العسكري الروسي. وقال: "هيكل القيادة الدقيق للقوات الروسية في أوكرانيا غامض. يعمل كبار الجنرالات كقادة ميدانيين تكتيكيين في الجبهة وهو أمر غير معتاد وعلامة على اليأس".

ويختم التقرير بالقول إنه تم اغتيال العديد من الجنرالات الروس في أوكرانيا أثناء محاولتهم القيادة من مواقع في الخطوط الأمامية.