icon
التغطية الحية

لبنان يتجهز لترحيل الدفعة الثالثة من اللاجئين السوريين.. كيف تجري عملية العودة؟

2022.11.09 | 15:40 دمشق

تجمع قوافل اللاجئين السوريين في بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية - رويترز
تجمع قوافل اللاجئين السوريين في بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية - رويترز
ريف دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

كشف مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا عن استعداد الأمن العام اللبناني لترحيل الدفعة الثالثة من اللاجئين السوريين ضمن ما أطلقت عليه الحكومة اللبنانية اسم "برنامج العودة الطوعية".

وقال إن السلطات اللبنانية تعمل على إتمام قوائم الراغبين بالعودة ضمن الدفعة الثالثة لتضم 500 شخص، موضحاً أنها لم تحدد موعد الانطلاق بعد.

وأضاف المصدر أن الدفعة الثالثة تضم أسماء العديد من الأشخاص الذين تقدموا بطلبات خلال عودة الدفعة الأولى، ورفضت مخابرات النظام السوري منحهم موافقات أمنية للعودة إلى سوريا.

وأشار إلى أن صدور الموافقات الأمنية المرفوضة أسماؤهم سابقاً، تمت بعد تشكيل لجان من أهالي البلدات وإرسال القوائم إلى مخابرات النظام عبر مخاتير البلدات وشخصيات حزبية في مدن وبلدات القلمون.

كيف جرت عملية العودة؟

أحد العائدين من أبناء بلدة جراجير في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق قال لموقع تلفزيون سوريا إن عملية العودة بدأت بتسجيل الأسماء وتنظيم القوائم لدى لجان تابعة للأمن العام اللبناني والتي كانت قد أجرت جولات إلى مخيمات السوريين وطرحت عملية العودة على القاطنين فيها.

وأضاف الشاب المقيم في مخيمات عرسال منذ عام 2014، أن لجان الأمن العام أفصحت للراغبين بالعودة بأن القوائم سترسل إلى النظام السوري لاستصدار موافقات أمنية تتيح لهم العودة إلى سوريا.

وأشار إلى أن الموافقات الأمنية الصادرة كانت بمنزلة "تسوية أمنية" لأصحاب "الملفات النظيفة"، مؤكداً أن المطلوبين والمتخلفين عن الالتحاق بالخدمتين العسكرية الإلزامية والاحتياطية راجعوا "مركز التسوية" في القلمون عقب عودتهم.

وأوضح أن الأمن العام أبلغ اللاجئين المسجلين ضمن قوائم العائلات الراغبة بالعودة إلى سوريا بصدور الموافقات الأمنية قبل أسبوع من الانطلاق.

وبين الشاب أن الدفعة الأولى انطلقت من مخيم عرسال عبر شاحنات وحافلات على حساب اللاجئين الشخصي، فيما تمكن مالكو السيارات من نقل أثاثهم والعودة بسياراتهم إلى بلداتهم.

ولفت إلى أن الحافلات دخلت الأراضي السورية من معبر الزمراني في منطقة القلمون للقادمين من مخيمات عرسال ومنطقة البقاع بشكل عام.

وبحسب الشاب فإن قرابة 100 شخص من أبناء القلمون والمناطق المجاورة لا يزالون ضمن مركز الإيواء الذي أقيم داخل المدرسة الابتدائية في بلدة فليطة بالقلمون الغربي، حيث أقام النظام مركز التسوية للعائدين، مبيناً أنهم ممن لا يملكون منازل صالحة للسكن في المنطقة.

مخاوف أمنية ومقومات معدومة

عبد الرحمن أحد أبناء بلدة رأس العين العائد حديثاً من لبنان قال لموقع تلفزيون سوريا: "الخوف من الاعتقال موجود منذ وجودنا في الأراضي اللبنانية، لكنه ازداد لحظة عبورنا الحدود السورية، حيث تسلمنا برقيات لمراجعة مركز التسوية خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، تحت طائلة الملاحقة الأمنية".

ويوضح عبد الرحمن أن العائدين تعرضوا لمضايقات كلامية من قبل عناصر النظام عند معبر "الزمراني"، في لهجة لم تخلُ من "التهديد" بحسب وصفه، وهو ما أكده يوسف الذي عاد ضمن الدفعة الثانية قبل أيام، والذي أضاف: "ازدادت المخاوف بعد اعتقال اثنين من العائدين في الدفعة الأولى والثانية، فور وصولهما إلى سوريا، وهو ما دفع عدد من الشبان للتأخر عن مراجعة المركز".

وكانت مخابرات النظام قد اعتقلت الشاب مجد طفيلية المنحدر من بلدة جراجير في القلمون الغربي، أثناء مراجعته مركز التسوية في فليطة بعد ثلاثة أيام على عودته من لبنان ضمن القافلة الأولى للاجئين السوريين، كما اعتقلت الشاب علي بديع فياض المنحدر من بلدة رأس العين المجاورة لمدينة يبرود، فور وصوله إلى البلدة قادماً مع القافلة الثانية في الخامس من تشرين الثاني الجاري، وفق مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا.

وعن الأوضاع المعيشية يبين الشابان أن الأوضاع المعيشية في سوريا كانت أسوأ مما تصوراه، ويوضحان أن الحياة في لبنان كانت أفضل من سوريا رغم ظروف المخيمات الصعبة، إلا أنهما كانا يعثران على فرص عمل هناك، بينما يعجز المقيمون في المنطقة منذ سنوات عن الحصول على فرصة للعمل.

لماذا فضل اللاجئون العودة إلى سوريا؟

"تعبنا من النزوح، ولبنان لم يعد قادراً على تحمل العدد الموجود"، هذا ما قاله عبد الرحمن الذي عاد إلى سوريا بعد تسع سنوات على إقامته في مخيمات عرسال اللبنانية، مضيفاً أنه لم يتعرض لأي حملة عنصرية أو رفض مجتمعي في بلدته، رغم وجود مخاوف من الاعتقال وانتشار الميليشيات المختلفة في منطقته.

ومن جهته قال يوسف إنه كان يسعى للعودة إلى سوريا منذ سنوات، لكنه لم يجرؤ على العودة بشكل فردي كونه لم يحصل على ضمانات من أي جهة أمنية سابقاً.

وأكد أنه اعتقل لدى الأمن العام اللبناني لمدة ثلاثة أشهر عام 2014 بتهمة المشاركة في معارك جرود عرسال، رغم أنه انتقل للعيش في مخيم عرسال قبل أشهر على انطلاق المعركة حينذاك، وهو ما دفعه للسعي إلى العودة من لبنان.

وكان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قد قدم ضمانات للعائلات السورية الراغبة بالعودة إلى سوريا "على مسؤوليته الشخصية" بعد حصوله على تسهيلات لملفاتهم من قبل النظام السوري، مؤكّداً أنه حصل على تسهيلات بالنسبة لمن هم في سن الخدمة الإلزامية بمنحهم مهلة مدتها 6 أشهر قبل التحاقهم بالخدمة العسكرية.