icon
التغطية الحية

"لباس".. مبادرة دافئة تُعيد تدوير السعادة في قلوب أيتام درعا البلد

2023.10.09 | 12:34 دمشق

مسك
يجدد فريق مسك التطوعي الثياب ويوزعها على الأيتام في درعا البلد ـ فيس بوك
تلفزيون سوريا ـ أروى غسان
+A
حجم الخط
-A

بعينين خضراوين لامعتين تفيضان سعادةً تفتح الطفلة ريتاج أكياس الثياب التي وصلتها، وتجرب فستاناً وردي اللون، تدور به في غرفتها الصغيرة دورة كاملة ولا تسعُ كلّ الدنيا فرحتها، فرحةٌ تقاسمتها مع كثير من الأطفال الأيتام الذين حصلوا أيضاً على ثياب شتوية بجهد من فريق "مسك التطوعي" في درعا البلد جنوبي سوريا، ضمن مبادرة "لباس".

الفئة المستهدفة من المبادرة هم الأيتام، فهناك نحو 1200 طفل يتيم مستفيد من المبادرة في منطقة درعا البلد، ومن الممكن مستقبلاً توسيع النطاق ليشمل الأيتام في محافظة درعا والقرى المجاورة، والفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأرامل الفقراء وعمّال النظافة.

مبادرة "لباس" توضح أهمية تجديد الثياب

وحول الجهود التطوعية المبذولة في المبادرة يقول محمود المسالمة أحد مؤسسي فريق "مسك" في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا "تفاعل الأهالي كان رائعاً جداً، والجميل أن المبادرة تتيح المشاركة للفقير قبل الغني، فلايوجد أحد لايملك ملابس أصبحت قديمة أو صغيرة المقاس، فهناك من تبرّع بالملابس وآخرين بالمال من أهل الخير، لافتاً إلى أن عدداً من أصحاب المهن ممن يقومون بعملية الخياطة والغسيل والكي تطوّعوا أيضاً ضمن المبادرة دون طلب أيّ مردود مادي أو مقابل أجور رمزية".

بإمكانيّات بسيطة وحسب المتوفر تعمل مبادرة "لباس" على تجديد الثياب المستعملة، بجهود المتطوعين والأهالي، عبر جمع الملابس من المنازل أو عبر جلب المتبرع للثياب إلى نقاط التبرع، حيث تمر قطعة الثياب بعدة مراحل، من الغسيل والكوي والفرز حسب المقاس والجنس، حتى تصبح جاهزة للتسليم، وحول الصعوبات التي تواجه المبادرة يقول المسالمة "نضطر إلى استخدام مولّد كهربائي، في ظل انعدام وجود الكهرباء في درعا البلد، وهذا ما يشكل عبئاً مادياً على الفريق".

ويوضح محمود المسالمة أن فريق مسك التطوعي مجموعة من الشباب المحلي لديهم خبرة طويلة تمتد نحو اثني عشر عاماً في مجال العمل التطوعي الإغاثي والإنساني، مما يساعدهم دوماً على ابتكار المبادرات وتنفيذها على الأرض، مشيراً إلى أن عدة منظمات مهتمة بالعمل التطوعي عملت على دعم مبادرة لباس مثل منظمة "أفق"، وعلى المستوى الإعلامي منصة "عيون درعا"، بالإضافة لبعض المجالس المحليّة في درعا، ولجان الأحياء.

مساعدات بسيطة "تحيي" الجنوب السوري

وحول أهمية المبادرات التطوعية في مناطق الجنوب السوري يقول سمير المسالمة وهو عضو مؤسس في فريق "مسك،" "نحن في الجنوب بحاجة أي مساعدة مهما كانت بسيطة فالأمور سيئة جداً اقتصادياً ومجتمعياً، هذه المناطق محسوبة على النظام ولكن ليس هناك أي دعم منه، المبادرات المجتمعية هي من باتت تحيي المنطقة قليلاً، لدينا عدة مبادرات على مدار العام، حسب الموسم والمناسبة، ففي موسم المدارس يتم توزيع القرطاسية على الطلاب، وفي رمضان يتم توزيع إفطار صائم، وفي العيد يتم توزيع الحلويات والملابس، بصراحة الحاجة كبيرة وأي نشاطات من الممكن أن تخفف عن الأهالي".

العديد من المنظمات العاملة ضمن المناطق التي كانت تابعة للمعارضة في الجنوب السوري وخضعت فيما بعد لاتفاق التسوية، خففت كثيراً من نشاطها بعد عام 2018 أو انتقلت بالكامل إلى مناطق الشمال في إدلب وريفها، يعلّق سمير المسالمة بالقول "ماحدث شكل فراغاً كبيراً، وبعد زلزال شباط الماضي، ازدادت الأوضاع سوءاً والمنظمات التي كانت تدعم المنطقة على قلتها خففت كثيراً من مساعداتها، ما دفعنا لإعانة أنفسنا بأنفسنا بشكل محلّي داخلي دون دون الحاجة لانتظار المنظمات، اعتمدنا على المتطوّعين من شباب البلد وعلى تبرّعات الميسورين في الخارج".

يؤكّد القائمون على مبادرة "لباس" بأن المبادرة قائمة طالما هناك أناس مستفيدون وطالما آليات العمل والاستبيانات متوفرة، فيما يُحضّر فريق مسك في الوقت الحالي، لعدد من المبادرات الإضافية الخاصّة بتامين مستلزمات فصل الشتاء مثل توزيع المازوت والحطب والبطانيات الشتوية على الأهالي في درعا البلد والمناطق المحيطة.