icon
التغطية الحية

كيف غذى الحريق الأكبر في أوروبا معاداة اللاجئين في اليونان؟

2023.08.26 | 09:37 دمشق

آخر تحديث: 26.08.2023 | 09:37 دمشق

رجال الإطفاء ينظرون إلى حريق غابات مشتعل في جبل بارنيثا، في اليونان (رويترز)
رجال الإطفاء ينظرون إلى حريق غابات مشتعل في جبل بارنيثا، في اليونان (رويترز)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
  • اندلعت حرائق غابات ضخمة في منطقة ميريش شمال شرقي اليونان، وتعد أكبر حرائق غابات تشهدها القارة الأوروبية.
  • وجهت أصابع الاتهام إلى المهاجرين بالوقوف وراء هذه الحرائق، ولكن حزب المعارضة الرئيسي "سيريزا" أعرب عن شكوكه بشأن هذه الاتهامات.
  • اعتقلت السلطات اليونانية 79 شخصاً بتهمة إشعال الحرائق في الغابات بشكل متعمد.
  • عُثر على 18 جثة مهاجر متفحمة في الغابات المشتعلة بالقرب من مدينة "ديدياغاك" في شمال شرقي اليونان.

اعتقلت السلطات اليونانية 79 شخصاً بتهمة إشعال الحرائق في الغابات بشكل متعمد في منطقة ميرتش التي دخلت سجلات الاتحاد الأوروبي كأكبر حريق في الغابات.

وجهت أصابع الاتهام إلى المهاجرين بالوقوف وراء هذه الحرائق، ولكن حزب المعارضة الرئيسي "سيريزا" أعرب عن شكوكه بشأن هذه الاتهامات، معتبراً أنها تأتي ضمن سياق تحويل المهاجرين إلى "كبش فداء".

قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، بافلوس ماريناكيس، إن 79 شخصاً من بين 140 اعتقلوا على خلفية تورطهم بحرائق الغابات، حيث يواجهون اتهامات بافتعال الحرائق بشكل متعمد.

وقال وزير الدفاع المدني، فاسيليس كيكيلياس، إن هناك العديد من المحاولات لبدء حرائق جديدة في جبل "بارنيثا" الواقع شمال غربي العاصمة أثينا، داعياً إلى محاسبة المتورطين في هذه الأحداث.

التنكيل بطالبي اللجوء

وبحسب موقع (BBC) ظهرت تقارير تفيد بأن العديد من سكان القرى المحيطة بـ "ديدياغاك" يعتقدون أن المهاجرين هم من أشعلوا الحرائق، وذلك نتيجة للتوترات المستمرة بينهم وبين المهاجرين الذين يحاولون التسلل عبر الحدود، على الرغم من أن رئيس بلدية القرية أشار إلى أن الحرائق اشتعلت بسبب البرق والعواصف.

وأثار فيديو مباشر بُث على منصة فيس بوك صوّر في منطقة "ديدياغاك" انتشار الفوضى في اليونان، حيث ظهر رجل يعتقل مهاجرين ولاجئين ويربطهم في مقطورة مركونة على سيارته.

في التسجيل المرئي، يتجوّل هذا الرجل بسيارته ويوجه اتهامات إلى المهاجرين واللاجئين بـ "محاولة إحراق اليونانيين"، ومن ثم يفتح باب السيارة حيث يظهر العديد من الشبان المذعورين.

واعتقلت الشرطة اليونانية الرجل واثنين آخرين يشتبه بتعاونهم معه.

العثور على 18 جثة مهاجر متفحمة

عثرت السلطات اليونانية على 18 جثة في الغابات المشتعلة بالقرب من مدينة "ديدياغاك" في شمال شرقي اليونان، حيث يُعتقد أنهم مهاجرون دخلوا البلاد بشكل غير شرعي عبر الغابات، أودت الحرائق بحياتهم.

وأفاد الطبيب الشرعي بافلوس بابليديس أن جميع القتلى كانوا من الذكور، وكان اثنان منهم قاصرين لم يتجاوزا سن الرشد، وعثر عليهم في نصف قطر يبلغ 500 متر، بعضها كان قريباً من مواقع يُشتبه في أنها مخابئ تستخدمها مجموعات المهربين.

وقدّمت المدعية العامة في المحكمة العليا جورجيا أديليني طلباً لإجراء تحقيقين مزدوجين، أحدهما يتعلق بأسباب اندلاع الحرائق في منطقة ميريش، والآخر يتعلق بالعثور على جثث المهاجرين في غابة "ديدياغاك".

ونقلت الجثث لإجراء تشريح طبي في منطقة "ديدياغاك" إذ يُعتقد أن تحديد هوية الجثث سيكون مهمة صعبة نظراً لضيق البيانات المتاحة والحالة التحللية للجثث.

وأعرب شخص سوري لموقع (BBC) عن مخاوفه من أن ابن عمه البالغ من العمر (27 عاماً) قد توفي في الحريق بعد أن فقد الاتصال به لمدة أربعة أيام، ويُذكر أنه كان يسعى للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر هذه المنطقة.

وأوضح في حديثه إلى الموقع بأن ابن عمه كان ضمن مجموعة من السوريين والأفغان والعراقيين الذين كانوا يأملون في عبور الغابة عبر طريق قديم.

وأعلنت الشرطة اليونانية أن نحو 900 شخص يحاولون عبور الحدود يومياً خلال شهر آب الجاري، وبأنها اعتقلت المئات من المهربين خلال الفترة الماضية.

"يستخدمون المهاجرين ككبش فداء"

وأشار حزب المعارضة الرئيسي في اليونان "سيريزا" إلى أن هؤلاء المهاجرين أصبحوا كبش فداء تستخدمه الحكومة لتغطية عجزها عن مكافحة الحرائق بفعالية، حذر الحزب من زيادة معاداة المهاجرين واتهم الحكومة بنشر رسائل كراهية تجاه الأجانب.

في سياق متصل، أكد جانز لينارتشيتش، مفوض الأزمات في الاتحاد الأوروبي، أن الحريق الذي اندلع قرب ميناء "ديدياغاك" هو أكبر حريق تشهده القارة الأوروبية، حيث فقدت مساحة تزيد على 72 ألف هكتار بسبب الحريق.

واستمرت الحرائق في مناطق مختلفة من اليونان، مما أسفر عن تهجير العديد من السكان وتدمير منازلهم، وذلك في ظل استمرار تحديات مكافحة الحرائق في المنطقة.