icon
التغطية الحية

"كراج سوريا - أوروبا".. كيف يزور لاجئون سوريون بلادهم؟

2022.11.27 | 14:44 دمشق

تحت جسر الرئيس بدمشق
تحت جسر الرئيس بدمشق ـ رويترز
اللاذقية ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

بعد موجات اللجوء والهجرة الجماعية التي بدأت في السنوات الماضية من سوريا إلى أوروبا ولم تنته إلى اليوم، حصل عدد كبير من السوريين على إقامة دائمة في بلد أوروبي أو على جنسية أجنبية، لكن الظروف دفعت بعضهم لزيارة سوريا رغم ما قد تشكله هذه الزيارة من تهديد لحقهم في الإقامة واللجوء في أوروبا، حتى صار للسوريين "خط كراج جديد" بين سوريا وأوروبا كما يسميه بعض اللاجئين.

خلال السنوات الثلاث الماضية نشطت حركة سفر السوريين بين سوريا وأوروبا، تحديداً لمن حصلوا على لم شمل أو ممن حصلوا على جنسيات أجنبية، حيث يزور هؤلاء سوريا خلال مواسم الصيف وأعياد الميلاد والفصح.

ذهاب وإياب بين سوريا وأوروبا 

زبيدة سيدة في الستين من عمرها، هاجر أبناؤها الأربعة إلى أوروبا وحصلوا على إقامات دائمة ومنهم من حصل على جنسيات، تزور زبيدة أبناءها كل عام وتنتقل من بلد لآخر وبعدها تعود إلى اللاذقية، ورغم حصولها على إقامة في السويد فإنها لا تفضل البقاء هنالك، رغم استطاعتها الحصول على جنسية سويدية أو فرنسية حيث يعيش ابناها الصغيران.

تقول لموقع تلفزيون سوريا "أفضل السفر كل عام وتجديد إقامتي على الحصول على جنسية جديدة، سأشعر بالانسلاخ عن سوريا".

اقرأ أيضا: مروراً بليبيا.. هجرة كثيفة للسوريين من دمشق إلى أوروبا

حالة من التعلق العاطفي يعيشها السوريون في المغترب ونخص الحديث هنا عن كبار السن ممن يزورون أبناءهم بين حين وآخر، فمثلا سامح رجل في منتصف الستينيات يسافر كل عام هو وزوجته لزيارة ابنتهم وابنهم في ألمانيا وثم يعود إلى سوريا، سامح يرفض بيع ما يملك في سوريا والانتقال بشكل نهائي لألمانيا، يشعر بأنه "يخون وطنه"، ولربما يعتبر مشاعره بحسب قوله تمسكاً بذكريات اختفت.

يصف حاله قائلا "عندما أشعر بتوعك صحي أسارع للعودة لسوريا، أخاف أن أدفن في بلاد غريبة، أريد الموت في سوريا ليبقى لأبنائي ما يربطهم بالبلد".

تقطع أواصر القربى بين السوريين

يتواصل السوريون اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليبقى التواصل موجوداً قدر الإمكان وخاصة غير القادرين على لم شمل عوائلهم أو لقائهم خارج أو داخل سوريا، فسابقاً كان السوريون يختارون لبنان كبلد قريب من سوريا ومكاناً للقاء أحبتهم ولكن مع تعذر دخول السوريين إلى لبنان، بدأ المغتربون بالبحث عن وسائل جديدة للقاء عوائلهم إما بمحاولة لم شملهم أو محاولة زيارة سوريا في حال عدم وجود مشكلة أمنية على الزوار.

ولا يتسنى للكثيرين أحياناً الحصول على لم الشمل ويحاولون تقديم أوراقهم عدة مرات وبكل الوسائل.

مفيدة سيدة في الستين من عمرها فقدت زوجها منذ سبعة أعوام، وبنتها تقيم في فرنسا بعيدة عنها، تستذكر مفيدة بحزن وقهر غيابها عن زواج ابنتها وولادتها وكيف حاولت كثيراً أن تزورها دون أي جدوى. "أستغرب كيف تتم القوانين في فرنسا وكيف يحرم أناس من أهاليهم، عانت ابنتي الويلات بعيدة عني". لحسن الحظ استطاعت لاحقاً مفيدة أن تزور ابنتها الوحيدة وتشاهد حفيدتها، وتشكر الله أنها التقت بابنتها قبل وفاتها.

في حين أن كثيرا من العوائل تشتت بين سوريا وبلاد اللجوء، مثل حالة ريم وأهلها، حيث استطاع أهلها السفر لهولندا ولن يتمكنوا من تقديم لم شمل لها ولأخيها بسبب تجاوزهما 18 عاماً فبقيت هي وأخوها وأكملا دراستهما الجامعية وحيدين في سوريا، يأتي أهلهم كل عام إلى سوريا لزيارتهم ومن ثم يعودون لهولندا. تعاني ريم سنوياً وأخوها من بعد أهلها وصعوبة قدومهم لسوريا ومخاوفهم من أي مشكلات قد تترتب عليهم عند العودة لهولندا.

طرق ملتوية لزيارة سوريا

يشعر السوريون دوماً بقلق وخوف من موضوع العودة إلى بلدهم والمشكلات الأمنية المترتبة على ذلك داخل وخارج سوريا، خصوصاً أن هنالك تشديدات من قبل السلطات في أوروبا حديثاً على كل من يزور سوريا وبالأخص من حصل على حق اللجوء أو الحماية المؤقتة، وهذا ما يدفع السوريين لاتباع طرق ملتوية لزيارة سوريا؛ كأن يدخلوا لبنان ومن ثم إلى سوريا بواسطة البطاقات الشخصية، من دون أن يختموا جوازاتهم على الحدود السورية.

أما من حصل على جنسية أوروبية فيدخل لبنان بجواز سفر أجنبي ومن ثم يتابع إلى سوريا بجوازه السوري أو ببطاقاته الشخصية وهذا كله لحماية نفسه وضمان استمرار دخولهم لسوريا.

يشرح بشير خوفه الدائم من المخابرات السورية كلما زار سوريا عبر لبنان ومن مضايقات أجهزة المخابرات السورية له ومن ناحية أخرى يخشى عند العودة لأوروبا من أي شكوى حول زيارته لسوريا مؤخراً وخوفه من فقدان إقامته هنالك.

يقول لموقع تلفزيون سوريا "قلة من يستطيعون فهم حالتي، لست مواليا لهذا النظام ولكن لا أستطيع ترك والديّ المسنين من دون الاهتمام بهما". بشير وكثر غيره مضطرون للدخول إلى سوريا لأسباب قاهرة كوضع بشير على سبيل المثال.