icon
التغطية الحية

"قسد" تبيع النفط للنظام وتوزّع مازوت "الشحم".. كيف يواجه الأهالي برد الشتاء؟

2024.02.15 | 16:42 دمشق

مازوت تدفئة الحسكة
"قسد" توزع مازوتاً رديئاً على الأهالي شرقي سوريا (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

يعاني الأهالي في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" شمال شرقي سوريا، من رداءة مازوت التدفئة الذي وُزّع لهم من قبل "الإدارة الذاتية"، التي تواصل بيع النفط الخام إلى النظام السوري.

و"الإدارة الذاتية" التي أعلنت بدء توزيع محروقات التدفئة المخصّصة للأهالي في عموم مناطق سيطرتها، في شهر تموز 2023، لم تنتهِ إلى الآن من التوزيع، رغم قرب انتهاء فصل الشتاء.

وتحدّث موقع تلفزيون سوريا إلى عدة مصادر محلية من دير الزور والحسكة والرقة لمعرفة واقع الحال وكيف تتعامل العائلات هناك مع رداءة الوقود أو عدم حصولهم على حصصهم التي توزّع بموجب قسيمة تمنح من قبل "الإدارة الذاتية" بتخصيص 300 لتر مازوت لكل عائلة بسعر 105 آلاف ليرة سورية.

نسبة التوزيع وصلت إلى 60%

قال ناشط من منطقة الشدادي جنوبي الحسكة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ نسبة التوزيع بلغت نحو 60% في مناطق الحسكة، مضيفاً أنّ نوعية المازوت تختلف فهي ليست موحدة، وبعضها جيد والآخر سيئ، لكن بكل الأحوال لا تستطيع رفض الكمية الممنوحة لك أو استبدالها، إلا إذا قرّرت بيعها للتجّار واستبدالها عبر الشراء بشكل حر".

ويبلغ سعر المازوت الحر: مازوت "الشحم" بـ2000 ليرة سورية للتر، المازوت الأصفر بين 3500 و4000 ليرة سورية للتر.

"قرضة حسنة"

الأهالي الذين حصلوا على الكميات المخصّصة لهم في منطقة الشدادي، يمنحون "قرضة حسنة" من مخصصاتهم لأقاربهم الذين لم يحصلوا على مخصصاتهم، وعند حصولهم عليها، يعيدون ما اقترضوه.

وبحسب الناشط -فضّل عدم كشف اسمه- فإنّ العائلات المقتدرة التي حصلت على كميات سيئة تبيعها لأصحاب الحراقات أو التجار وتشتري كميات جديدة من السوق، لكن العائلات الفقيرة تفضّل استخدام ما حصلت عليه، رغم المخاطر الصحية وسوء الاشتعال.

المازوت للضيوف و"الجلة والبلاستيك" للعائلة

أبو محمود -رب عائلة من منطقة اليعربية في ريف الحسكة- قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّه لم يحصل على الكمية المخصصة في القسيمة إلى الآن، واضطر إلى شراء مازوت بكميات قليلة من السوق بهدف استخدامها للضيوف.

وأضاف أنّه يستخدم في منزله صوبة "جلة وحطب وبلاستيك"، حيث خصّص لها غرفة في منزله لتدفئة أطفاله وعائلته، مشيراً إلى أنّه قد يكون لهذه الطريقة أضرار على الصحة، لكنها ليست أكثر من أضرار المازوت "الشحم"، الذي لا يشتعل ويمكن أن ينفجر بسبب وجود غازات كثيرة فيه.

وتابع: "عدم قدرتي على شراء مازوت من نوعية جيدة تكفي لعائلتي وضيوفي، دفعتني لاقتناء صوبة جلة للعائلة، وشراء كمية صغيرة من المازوت لاستخدامها للضيوف".

بيع المخصصات لأصحاب الحراقات والتجار

"حصلنا على 300 لتر مازوت بموجب قسيمة منذ فصل الصيف، لكنها كانت عبارة عن شحم، حتّى في الصيف كانت شبه متجمدّة"، يقول ناشط من دير الزور تحدث لـ موقع تلفزيون سوريا.

وأضاف أنّه باع الكمية التي حصل عليها لصاحب حرّاقة ودفع فوقها 100 ألف ليرة سورية ليحصل في المقابل على 220 لتر مازوت مكرّر بشكل يدوي من صاحب الحراقة.

وأشار إلى أنّ الأهالي في مناطق سيطرة "قسد" بريف دير الزور، ممن حصلوا على المازوت المدعوم من "الإدارة الذاتية"، باعوه لتجّار المحروقات واستعاضوا عنه بمازوت أفضل، لأنّ "مازوت قسد لا يشتعل".

وفي مدينة الرقة قال "أبو أحمد" من سكّان المدينة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ التوزيع ما يزال مستمراً من قبل "الإدارة الذاتية"، لكن المازوت الموزّع رديء جداً ولا يشتعل وله مخاطر صحية.

وأضاف أنّه "حصل على 300 لتر مقابل 145 ألف ليرة سورية، وقد باع هذه الكمية لتجار مقابل 700 ألف ليرة، وعاد واشترى برميل مازوت من النوعية الجيدة بمبلغ تجاوز المليون ليرة".

مخاطر صحية كبيرة

قال عبد الله عثمان مسؤول الترصد الوبائي في "وحدة تنسيق الدعم"، بمنطقة رأس العين التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري شمالي الحسكة، إنّ المازوت الرديء يطلق غاز "ثاني أوكسيد الكربون" السام، ولأنّه غير مكرّر يطلق غازات مثل غازات الكبريت المخرش، الذي يتسبّب في حساسية للأغشية، لا سيما الأنف والعين، بالإضافة إلى التأثير على الجهاز التنفسي الذي يصعب عليه التعامل مع هذا الغازات الناتجة عن احتراق هذه المواد، وإكمال الدورة التنفسية.

وحذّر "عثمان" في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا، من مخاطر إشعال الوقود غير المعالج (المكرّر)، بسبب وجود غازات قابلة للاشتعال تؤدّي إلى الانفجار بسرعة كبيرة.

وحول مخاطر حرق المواد البلاستيكية، أضاف "عثمان" أنّها من الأسباب الرئيسة لانتشار الأمراض بين النساء الحوامل، وتؤدّي أحياناً إلى ولادة أطفال يعانون من عاهات خلقية، كما ينتج عن اشتعال هذه المواد مركبات سامة وضارة للبيئة وللصحة العامة، وتتسبّب في إصابة الإنسان بضعف المقاومة بشكل عام، فضلاً عن أمراض خطيرة مثل سرطانات الكبد والدماغ والرئة.

يشار إلى أنّ "قسد" تسيطر على معظم حقول النفط في شمال شرقي سوريا، ومع استمرارها في تصدير النفط الخام إلى النظام السوري عبر "شركة القاطرجي"، توزّع المازوت الرديء على الأهالي في مناطق سيطرتها، في حين أنّ النفط الذي تكرّره محلياً تبيع مشتقاته (بنزين - مازوت - كاز) بأسعار مرتفعة، في محطات الوقود الخاصة والتابعة لها.