icon
التغطية الحية

قبل إعدامه.. والدة معتقل سوري تروي أهوال ما عاشه في سجن صيدنايا العسكري

2024.01.13 | 19:50 دمشق

صورة تعبيرية (برنامج يا حرية - تلفزيون سوريا)
صورة تعبيرية (برنامج يا حرية - تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

روت والدة أحد المعتقلين السوريين أهوال ما عاشه ابنها في سجن صيدنايا العسكري بريف دمشق، التابع للنظام السوري، قبل أن يفارق الحياة إثر إعدامه ميدانياً.

ونقل "تجمع أحرار حوران" شهادة لـ"أم سامر"، روت فيها قصة ابنها سامر المنحدر من محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث أكدت أنه تعرض لمختلف أشكال التعذيب منذ لحظة اعتقاله في درعا حتى إعدامه في سجن صيدنايا.

مبالغ كبيرة وواسطة لمجرد زيارة

وقالت أم سامر، إنها عرفت مكان ابنها، في سجن صيدنايا العسكري سيئ الصيت عن طريق أحد الوسطاء من محافظة درعا بعد نحو عام و8 أشهر من اختفائه داخل الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري، وذلك بعد أن دفعت مبالغ مالية كبيرة.

وذهبت أم سامر إلى القابون وحصلت على زيارة لابنها سامر وسط العشرات من آباء وأمهات معتقلين ينتظرون دورهم من أجل التسجيل على زيارات أو لمعرفة مصير أبنائهم المختفين في سجون قوات النظام.

"لم أعرفه حتى بادر بالكلام"

وأضافت: "عندما رأيت ابني للمرة الأولى بعد عام و8 أشهر، لم أتعرف إليه حتى بادر بالكلام، حيث أنه فقد من وزنه كثيراً وتغيرت ملامح وجهه من شدة التعذيب، وعندما مددت يدي نحوه لأتمكن من لمسه بين الشبك المحيطة به، اقترب العسكري مرتدياً قناع، وصاح بصوت عالٍ، ممنوع إيدك تدخل ولا بقطعها".

وتابعت: "انتهت المدة المحددة من قبل العسكري، وكانت عشر دقائق تبدو كثوانٍ، ثم خرجت مكسورة الخاطر، لا أستطيع التحدث أو الحركة، بعد رؤية ابني في حالة جسدية ونفسية سيئة داخل السجن".

وبحسب التجمع، بعد شهرين من الزيارة الأولى، حصلت أم سامر على الزيارة الثانية وذهب معها والد سامر وزوجته وأطفاله، وعندما شاهدوه، لوحظ عليه مزيد من التعب الجسدي والنفسي وعلامات التعذيب.

وتابعت الوالدة: "أردت أن أعرف مصير ابني، فسألته هل انحكمت؟ ليتقدم العسكري مرة أخرى ويقوم بضرب سامر على جسده ويخبرنا أن الزيارة انتهت، ولم نتمكن من الحصول على زيارة أخرى بعد ذلك".

وعلمت عائلة سامر عقب 4 أشهر من ذلك، بصدور حكم الإعدام بحقة، وأنه دُفن في مقابر جماعية مع عدة معتقلين آخرين تم تنفيد حكم الإعدام بحقهم، في حين أكدت أم سامر أن ابنها "لن يكون الحالة الأخيرة في سجون النظام، وأنه يجب العمل على إخراج المعتقلين وتخليصهم من الجحيم الذي يعيشونه".

نعوات يومية لمتوفين داخل سجون النظام

خلال الأشهر الماضية ارتفعت وتيرة النعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمتوفين داخل سجون النظام السوري، سواء تحت التعذيب أو عبر الإعدام الميداني، تزامن ذلك مع إصدار رئيس النظام السوري بشار الأسد للمرسوم التشريعي رقم 32 لعام 2023، والذي يقضي بإنهاء العمل بالمرسوم التشريعي رقم 109 الصادر في 17 من آب عام 1968، وتعديلاته، المتضمن إحداث "محاكم الميدان العسـكرية"، على أن تُحال جميع القضايا المحالة إلى محاكم الميدان العسـكرية بحالتها الحاضرة إلى القضاء العسـكري لإجراء الملاحقة فيها وفق أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات العسـكرية.

وأكد المدير التنفيذي لرابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا العسكري دياب سرية، توثيق أعداد كبيرة من الأسماء لأشخاص قضوا حديثاً في سجون النظام السوري، ولا سيما سجن صيدنايا السيئ الصيت.

وذكر سرية في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن ذوي المعتقلين تلقوا معلومات تؤكد مقتل أبنائهم في السجون، وشمل ذلك منطقة ريف حمص الشمالي، وريف حماة، ودرعا، وإدلب وريف دمشق، مشيراً إلى أنّ العائلات حصلت على شهادات وفاة من مديريات النفوس، من دون تسلّمهم الجثة أو معرفة مكان الدفن.

من جهتها، أشارت نور الخطيب، مديرة قسم المعتقلين والمختفين قسرياً في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن عمليات التعذيب والقتل داخل سجون النظام السوري مستمرة ولم تتوقف، مضيفة أن ازدياد نعوات المعتقلين داخل السجون من قبل ذويهم، مرتبط بقدرة وصول الأهالي إلى دوائر السجل المدني، ومدى قابلية منحهم شهادة وفاة من قبل هذه الدوائر.