icon
التغطية الحية

في ظل تبادل الاتهامات.. تجدد أزمة مياه الشرب في الحسكة

2020.12.08 | 18:08 دمشق

img_20201017_215119_901-678x380.jpg
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

بعد غياب لمدة أشهر فقط عاد هاشتاغ #الحسكة_تموت_عطشاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل حرمان أكثر من مليون نسمة من مياه الشرب بعد توقف محطة علوك عن الضخ منذ الـ 22 من شهر تشرين الثاني، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش الوطني السوري وقوات سوريا الديمقراطية بالمسؤولية عن توقف المحطة.

وقالت " سوزدار" الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة لتلفزيون سوريا "تغذي مياه علوك 70% من محافظة الحسكة انطلاقا من تل تمر وريفها وصولا إلى الشدادي، في حين لا تستطيع آبار الحمة تغطية الاحتياجات الأساسية من المياه لاسيما في مثل هذا الوقت من العام".

وأضافت سوزدار "مأساة المياه لم تحل حتى اللحظة رغم الوعود الدولية بذلك، فمحطة علوك تعمل بكامل طاقتها عند مستوى 10 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، لكن الضغط والاستجرار الذي يمارس على الخط المغذي للمحطة من قبل فصائل الجيش الوطني، هو الذي يحرم المنطقة وأكثر من مليون شخص من أبسط حقوق الحياة وهي المياه، في حين إن الآبار المحلية لا تخدم بشكل صحي المدنيين لوجود الملوحة فيها".

اقرأ أيضاً: اتهامات لـ "قسد" بالتسبب بأزمة مياه جديدة في الحسكة

وأشارت إلى أن "الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة أصدرت نداء إنسانيا للمنظمات الدولية وللرأي العام الدولي بضرورة تأمين احتياجات مليون و200 ألف إنسان داخل محافظة الحسكة، التي تعيش للمرة الثامنة الحرمان من مياه الشرب بسبب السيطرة التركية على محطة علوك".

وتعيش محافظة الحسكة يومها الـ 16 بلا مياه شرب، بعد توقف محطة علوك عن الضخ والتي يتهم الجيش الوطني السوري قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف خلفه، عبر قطع التيار الكهربائي من محطة الدرباسية والذي يعتبر المغذي لمحطة علوك.

ويؤكد المهندس "خالد يعرب" أحد العاملين في محطة علوك" لتلفزيون سوريا أن المحطة جاهزة لضخ المياه بطاقتها الإنتاجية المعتادة ولا تعاني من أية أعطال، لكن الطاقة الكهربائية الواردة من محطة الدرباسية التي تسيطر عليها قسد لا تكفي لتشغيل مضخة واحدة، فحرمان الأهالي من المياه يقع على عاتق قسد".

وأوضح "يعرب" أن "قسد تحاول بشكل مستمر إظهار الحكومة التركية والجيش الوطني السوري بمظهر الجلاد الذي يحرم أهالي الحسكة من المياه الذي يعتبر شريان الحياة، لكننا نؤكد أن المحطة جاهزة للعمل من جانبنا ولكن تحتاج إلى مستوى من الطاقة الكهربائية ما بين 10 إلى 12 ميغا واط بشكل فعلي لتشغيلها بطاقتها الكاملة".

المدنيون يدفعون الثمن

ووسط هذه الاتهامات المتبادلة بين قسد والجيش الوطني تستمر معاناة أهالي الحسكة، حيث يقول "منذر سروان " من أهالي حي النشوة بمديمة الحسكة لتلفزيون سوريا "مياه الشرب مقطوعة منذ نحو 18 يوما، حيث كان الضخ ضعيفا ولا تصل المياه إلى الخزانات المنزلية، فلجأنا إلى شراء مياه الشرب بسعر 10000 ل.س لكل 1000 ليتر، بينما يبلغ سعر المياه التي بطعم المرارة في هذه المياه التي لا تصلح للاستخدام البشري 5000 ل.س لكل 1000 ليتر".

اقرأ أيضاً: الكهرباء تعود إلى رأس العين وأنباء عن بدء ضخ المياه للحسكة

أما "وداد سعدون" ربة منزل في حي تل حجر  فتقول "لا يمضي شهر إلا ونعاني من أزمة مياه الشرب، لا يمكننا الحياة ليوم واحد من دونها، ولم تجد الإدارة الذاتية حلا لهذه المعضلة، اليوم بات غسيل الأواني وغسيل اللباس وحتى تنظيف المنزل له حساباته، فبرميل المياه المرة بتنا نشتريه ب 1000 ل.س والمياه الحلوة بـ 2000 ل.س، أي أن تكاليف جديدة أضيفت إلى مصاعب الحياة لا سيما في ظل نقص كبير في سيارات بيع المياه، فأصبحنا  نطلب الكمية وندفع الرعبون قبل أن نستلم المياه كي نضمن ألا ننقطع، كنا نعيش على مأساة الخبز والآن مياه الشرب إضافة لانقطاع الكهرباء عنا منذ 4 أيام، ماذا بعد؟".

المعاناة تطول أهالي رأس العين أيضاً

لا تقتصر المعاناة على أهالي مناطق الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بل وصلت المعاناة إلى ريف رأس العين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري شمال الحسكة، حيث بات الأهالي يشترون مياه الشرب بسعر 8000 ل.س لكل 1000 ليتر.

ويقول السيد "هشام الناصر" سائق صهريج لمياه الشرب في قرية تل حلف غرب رأس العين لتلفزيون سوريا "بدأ عملي بالنشاط بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، مع انقطاع مياه الشرب عن رأس العين وريفها، طبعا لست فرحا لمآسي الأهالي، فمياه الشرب اليوم باتت زيادة تكاليف غير متوقعة، فكل يوم يحتاج أدنى منزل إلى5000 ل.س ثمن مياه شرب أي أن الشهر يكلف العائلة الواحدة 150 ألف ل.س إذا ما استمرت هذه المعضلة، هناك عائلات لا تستطيع أن تدفع ثمن برميل في ظل البطالة المرتفعة وارتفاع تكاليف الحياة".

اقرأ أيضاً: وفد من الخارجية الأميركية يبحث مع قسد أزمة المياه في الحسكة

ويؤكد "حج علي الدربولي"، "يحتاج منزلي الذي يضم نحو 13 فردا 5 براميل مياه شرب يوميا، تستخدم للطبخ والغسيل والشرب، أي ما يعادل 8000 ل.س بشكل يومي، علما أن معيشتنا اليومية تحتاج إلى 12000 ل.س أي أن ثمن مياه الشرب يعادل تكاليف المعيشة الأخرى، والعمل كما تعلمون قليل بشكل عام لا سيما في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، وإذا استمر انقطاع المياه أكثر من ذلك، سنكون في مأزق حقيقي، ناهيك عن العوائل النازحة دون معيل من أين ستشتري الماء".

يذكر أن محافظة الحسكة كانت قد شهدت خلال شهر آب الماضي أزمة مماثلة، بسبب انقطاع المياه القادمة من محطة "علوك"، قبل أن تحل المشكلة بعد عودة التيار الكهربائي للمحطة التي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المحافظة.