icon
التغطية الحية

في ضيق وضنك.. نازحو إدلب يستقبلون رمضانا جديدا بعيدا عن منازلهم

2022.04.02 | 11:06 دمشق

mdynt_adlb.jpg
مدينة إدلب ـ رويترز
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يستقبل النازحون في مخيمات محافظة إدلب شمالي سوريا شهر رمضان المبارك وهم بعيدون عن الديار، يكابدون ضيق ذات اليد وغلاء المعيشة، مع استمرار الحرب التي دخلت عامها الـ 12.

ويعود شهر الصيام إلى المدنيين والنازحين في محافظة إدلب، في أجواء وظروف صعبة، ناجمة عن شوقهم للعودة إلى مدنهم وقراهم في مناطق مختلفة من سوريا، واستمرار الهجمات التي تشنها قوات النظام السوري بشار الأسد على المنطقة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعدلات البطالة.

وينتظر جزء كبير من النازحين في مخيمات محافظة إدلب، المساعدة من أجل توفير الحد الأدنى من متطلباتهم الأساسية، مع حلول شهر رمضان وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة.

وتحدثت جميلة أم علاء، التي نزحت قبل 3 سنوات إلى مخيم الأزرق شمالي إدلب من جراء الهجمات المكثفة لنظام الأسد، لمراسل الأناضول، عن انعدام فرص العمل في المنطقة، وعن حجم المعاناة التي تكابدها العائلات والصعوبات المالية التي تواجهها.

وقالت أم علاء (64 عاما)، وهي أم لستة أبناء: "كان لدي الكثير من الممتلكات والخيرات في قريتنا معرة حرمة، لكننا الآن لم نعد نمتلك شيئًا".

وأضافت أنها اضطرت إلى النزوح عن معرة حرمة (جنوبي محافظة إدلب) بسبب الهجمات التي كان يشنها نظام الأسد.

وزادت: "رمضان هنا ليس مثل رمضان في معرة حرمة. هنا من الصعب جدا أن يكسب المرء لقمة العيش. لا تستطيع العائلات توفير كسرة الخبز إلا بشق الأنفس في ظل انعدام المال وفرص العمل".

في حين أوضحت فاطمة عمر إحدى النازحات في إدلب، أن شهر رمضان كان أجمل في قريتها، حيث كانت تعيش العائلة الكبيرة في مناطق قريبة بعضها من بعض.

وأشارت فاطمة إلى أن كسب لقمة العيش في المخيم مسألة صعبة جدًا، وقالت: "لا يجد الرجال والنساء الذين يعيشون في المخيم عملًا فضلًا عن أن الإقامة في الخيام التي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء مسألة صعبة جدًا".

وطالبت الجمعيات الخيرية بالعمل على توفير منازل مبنية من الطوب للنازحين والإسهام في تحسين ظروفهم المعيشية.

وأردفت: "جاء شهر رمضان في ظل ظروف معيشية صعبة جدًا. كل شيء مكلف جدًا. يصعب على الناس شراء ربطة واحدة من الخبز. كان الله بعون الفقراء. آمل أن يعود كل من هُجّر قسرًا إلى دياره".

بدوره، قال خالد حمود، أحد النازحين السوريين في إدلب، إنهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية والمواد المعيشية، مشيرًا إلى صعوبة الحياة في مخيماتهم التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات.

وتابع: "كان لدينا منازل ومياه وكهرباء في مدننا وقرانا. كان الجميع يكسبون عيشهم بعملهم وكدهم وبأموالهم الخاصة. أما اليوم فنحن بانتظار مساعدات المحسنين في ظل ارتفاع البطالة وضيق ذات اليد وصعوبة توفير الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الخبز".

في حين أكد أحمد الأحمد، أحد النازحين السوريين في إدلب، أن رمضان كان أجمل في قريته، وأن حياة المخيم صعبة، فالسيول والأمطار تغمر الخيام خلال أشهر الشتاء، في حين ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية لا تحتمل في الصيف.

وختم الأحمد بالقول: "كانت لدينا أراضٍ وحقول ومنازل اضطررنا إلى تركها والنزوح عنها للنجاة بأرواحنا. الحياة هنا صعبة جدًا ولا يمكننا حماية أنفسنا من المطر والحرارة في الخيام. ليس باليد حيلة وقد فوضنا أمرنا إلى الله".