icon
التغطية الحية

في حلب واللاذقية.. الناجون من الزلزال يهجرون منازلهم

2023.02.10 | 13:46 دمشق

زلزال سوريا وتركيا
بناء في اللاذقية متضرر من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

لم تقتصر آثار الزلزال على تشريد الناجين وهدم منازل القسم الأكبر منهم، إنما طالت أبنية سكان كثر ما زالوا يخافون العودة لمنازلهم المتصدعة والمعرَّضة للسقوط في أية لحظة، ما دفع بمجالس المحافظات المنكوبة تشكيل لجان للكشف عن تلك الأبنية بعد مطالبات ومناشدات عدة، فضلاً عن سقوط عدد من الأبنية في ريف دمشق وغيرها من المدن السورية. 

غازي، 42 عاماً، وهو اسم مستعار لشخص من سكان حي اسطامو في اللاذقية، عاش مشهد الزلزال "المرعب" كما وصفه، لكنه نجا، وعايش مشاهد إخراج العالقين تحت الأنقاض، يرفض العودة لمنزله المتصدع. ويقول "رغم تشكيل تلك اللجان وتطوع مهندسين مدنيين، إلا أن أحداً لم يكشف على منزله حتى اليوم"، مضيفاً في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، أنه لم يعد يجرؤ على السكن في منزل متصدع مقابل 120 ألف ليرة إيجار شهري، وربما في حال الكشف عنه، سيكون غير صالح للسكن.  

منازل متصدعة عقب الزلزال في سوريا

غازي هو واحد من حوالي 300 ألف سوري تركوا منازلهم في مناطق سيطرة النظام جراء تداعيات الزلزال الذي صدع جدرانها وأحدث فيها التشققات، والقسم الأكبر من هؤلاء بانتظار الكشف على منازلهم قبل العودة إليها تحسباً لأية هزة أخرى قد تكون غير مضمونة النتائج. 

ويروي غازي معاناته وزوجته وأولاده وهم يعيشون اليوم في الشارع تحت شادر تم تركيبه من قبل أهالي اسطامو الناجين، مطالباً سلطات النظام بنقله وعائلته إلى مركز إيواء ريثما يتدبر أموره. 

وأمام انتظار مجالس المدن السكان المتضررة منازلهم من الزلزال تقديم شكوى لمجلس المدينة ليتم الكشف على المنزل، تطوع عدد من المهندسين ضمن فرق هندسية للكشف على الأبنية المتصدعة في اللاذقية وحلب وغيرها من المدن السورية. 

وبطبيعة الحال، لا يمكن لهذه الفرق الهندسية التي باشرت عملها في الكشف على الأبنية في مدينة اللاذقية تقييم حالة كل الأبنية المتضررة في مدة قصيرة، كما قال همام، وهو مهندس مدني متطوع ضمن الفرق الهندسية في اللاذقية، مضيفاً لموقع تلفزيون سوريا أن بلدة اسطامو بكاملها تحتاج للكشف على ما تبقى من أبنيتها التي انهار منها 125 بناء وفق إحصائيات حكومية. 

وعليه، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات توضح وتشرح بالمعلومات كيفية الاستفسار والكشف عن حالة المباني المتضررة من قبيل عدد الطوابق وأبعاد المبنى، وهل يوجد به قبو أو لا؟ عدا عن إمكانية معرفة عمر المبنى وما حوله من منشأت، مباني، طرق، جسور متضررة بنفس الطريقة. 

ونصح مهندسون مدنيون السكان عند التقاط صور مبانيهم مراعاة نقاط منها، التقاط صورة للشق من قريب مع وضع مسطرة أو أداة مقياس لتقدير أبعاد الشق، وصورة أخرى لنفس الشق من بعيد لرؤية مكان وجود الشق بالنسبة للحائط والعمود والسقف، وغيرها من النصائح. 

ناجون من الزلزال في الجامعات والكنائس والجوامع

في المقابل، رغم محاولة بعض المنكوبين التجاوب مع هذه المبادرات والنصائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي أعطت أرقام مهندسين للاتصال بهم وإرسال الصور، لكن محاولات عديدة من منى، 45 عاماً، وهي أم لأربعة أطفال كانت تسكن في الرمل الجنوبي باللاذقية باءت بالفشل، ما اضطرها للبقاء في إحدى الجوامع الذي تحول لمركز إيواء

اقرأ أيضا: كم عدد السوريين في الولايات التركية التي ضربها الزلزال المدمر؟    

ويطالب سكان اللاذقية المنكوبين النظام تأمين مراكز إيواء بديلة عن الجوامع والكنائس، وقال عدد منهم لموقع تلفزيون سوريا "منازلنا غير صالحة للسكن والحكومة غير قادرة على إصلاحها أو نقلنا لمنازل بديلة، ومو معقول نبقى عايشين هيك"، وسط تخوف قسم كبير منهم من نهاية مأساوية لحياتهم بلا مأوى أو نقلهم لمراكز الإيواء التي استضافت النازحين سابقا في مناطق مختلفة من البلاد. 

وفي حلب، ناشد طلاب قاطنين في السكن الجامعي المعنيين بضرورة الكشف على الأبنية  بعد ظهور تصدعات فيها، لكن رئيس جامعة حلب الدكتور ماهر كرمان، أوضح في تصريحات صحفية أن التقارير الفنية التي فحصت الأبنية أكدت جهوزيتها وعدم خطورتها على الطلاب. 

عدا عن ذلك، أخلت جامعة حلب مبنى كلية التمريض من قاطنيه احترازياً ونقلتهم إلى المدينة الجامعية لحين معالجة وضع مبنى كلية التمريض. 

وفي ريف دمشق، أُخلي بناء سكني مؤلف من 4 طوابق في الهامة التابعة لمنطقة قدسيا نتيجة تصدعات فيه، فضلاً عن هدم 6 أبنية أخرى في ذات المنطقة جراء التشققات، بحسب ما نقلت صفحة محافظة ريف دمشق في موقع فيسبوك. 

وفي حين دعت محافظة دمشق المواطنين إلى الاتصال بالرقم 196 في حال وجود تشققات في أبنيتهم لإجراء الكشف الفني عليها، نفى رئيس جامعة حماة وجود تشققات في الوحدات السكنية بمدينة باسل الأسد الجامعية مدعياً أن وضع الأبنية جيد ولا يوجد شيء يدعو للقلق.